صدح صوت الفنانة السورية فايا يونان “موطني” من قلب العاصمة بيروت، فردّت غُربة غزّةَ الجريحة الصدى. اعتلت يونان مسرَح “الفن المقاوِم”، “مسرح المدينة”، لتُغنّي للأوطان الصامدة والشعوب المذبوحة: من جنوب لبنان، إلى قطاع غزّة، فبلدها سوريا.
كانت أمسية دافئة في شارع الحمراء، الشاهد على أولى قطرات مطر شهر أيلول، عشية سنوية أولى لحربٍ مستعرة شلّعت أحلام الآلاف.
في بداية الحفل، حيَّت فايا يونان الجمهور الحاضر بتنوّعه العربي، من لبنان وفلسطين وسوريا والجزائر وتونس، والمتنوّع أيضاً بخلفيّته الثقافية والأدبية والموسيقية، فحضرت الأديبة والفنانة المسرحية نضال الأشقر، والممثلة نهلة داوود، والشاعر زاهي وهبي، والملحّن زياد سحّاب الذي لحّن إحدى أغاني يونان وغيرهم من جمهور متعطّش لدفء أغنيات الفنانة السورية.
أدّت يونان، على مدى ساعة ونصف الساعة تقريباً، عدداً من الأغنيات الوطنية والرومانسية بقيادة موسيقية من ريان الهبر، فكانت “إسوارة العروس” للسيدة فيروز دُرّة الحفل حيث التحية للجنوب، ومنها إلى “زنوبيا” التي استذكرت يونان من خلالها حضارتها في مدينة #تدمر التاريخية، وصولاً إلى أغنية “موطني” التي أعادت التأكيد على القضية الفلسطينية الحاضرة بوجدان الجميع، ومنها انطلق عنوان الحفل “موطني”، ومن خلالها كان الختام برفع العلم الفلسطيني عالياً وتصفيق الحاضرين.
لم تغفل يونان عن توجيه التحية لمؤسّسي “مسرح المدينة” في بيروت، مع التأكيد على أنّ المسرح لا يزال منارةً لـ”الفنّ المقاوِم” على مدى سنوات طوال، وبالرغم من الويلات والأزمات التي ألمّت بمدينة بيروت.
وقالت في مستهلّ الحفل بعد تأدية أغنية “أحبّ يديكَ”: “عندما أغني في بيروت أشعر أنّني أغني بين أهلي وعائلتي… عادة ما نجتمع بمشاعر البهجة، أمّا اليوم فنجتمع والغصّة تراودنا، في ظلّ ما يجري حولنا إن كان في فلسطين الحبيبة أو في جنوب لبنان”.
وعن سبب إطلاق عنوان “موطني” على أمسيتها في “مسرح المدينة”، قالت يونان إنّني “شاهدت عدداً من العروض الخاصة بفلسطين والأوطان في هذا المسرح، وعادةً ما نشعر بالأمل بعد كلّ حفل… فأتمنّى أن نُغنّي اليوم معاً ونستذكر ما نحُبّ إن كان الموسيقى أو الحبّ أو الأوطان”.
ردّد الجمهور مع يونان كلمات أغنياتها بمشاعر الحبّ فعلاً، من “أحبّ يديكَ”، “شبابيك”، “يمكن نسي”، “في الطريق إليكَ”، إضافة إلى أغنية جديدة كتبتها يونان ولحّنتها منذ قُرابة الشهر بعنوان “شعوب الحياة”.