ورحلت الطيبة….
رندة بزي، الإعلامية القديرة والناشطة الاجتماعية التي تركت بصمة لا تُمحى في مجالات الإعلام والتربية والعمل الاجتماعي، بدأت مسيرتها الإعلامية مع انطلاقة إذاعة صوت الفرح عام 1989. تميزت بمشاركتها في تقديم العديد من البرامج الاجتماعية والثقافية والتربوية والسياسية، حيث ساهمت في نشر الوعي وبناء جسور التواصل مع المجتمع. لم يكن عملها يقتصر على البرامج الإذاعية فحسب، بل غطت العديد من المحطات الهامة، لا سيما خلال الاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان، حيث كانت صوتًا شجاعًا ينقل معاناة الناس وأصواتهم إلى العالم.
إلى جانب دورها الإعلامي، كانت رندة عضوا في الهيئة الإدارية لإذاعة صوت الفرح، وكان لها دور فعّال في تعزيز مسيرة الإذاعة وتطوير محتواها. كما عملت ناظرة للقسم المتوسط في مدرسة الميادين الدولية، حيث كرست حياتها لخدمة التعليم والتربية، وقدمت جهودًا كبيرة لتربية الأجيال، غارسة فيهم القيم والمبادئ.
لم تكن رندة مجرد إعلامية أو تربوية فحسب، بل كانت ناشطة اجتماعية من الدرجة الأولى، عملت بجد في العديد من الجمعيات والمؤسسات الخيرية وكانت عضوا في تجمع الجمعيات الأهلية في المدينة، وكان لها حضور دائم في كل المبادرات التي تهدف إلى تحسين ظروف المجتمع ودعم الأسر المحتاجة. تفانيها في خدمة الآخرين وحبها للعطاء جعلاها مثالاً يُحتذى به في العمل الاجتماعي.
أخلاقها العالية وطيبتها الفائقة كانت محل إعجاب كل من عرفها. لم تتردد يومًا في مساعدة الآخرين، وكانت دائمًا تسعى لنشر الفرح والتخفيف من معاناة الناس. محبتها لمدينتها صور كانت واضحة في كل خطوة قامت بها، حيث حملت في قلبها عشقًا لا يُوصف لهذه المدينة وأهلها.
بعد صراع طويل مع المرض، رحلت رندة بزي، لكنها تركت وراءها إرثًا غنيًا من الكفاح والتفاني. كانت نِعم المكافحة والصابرة على الألم حتى الرمق الأخير، وستبقى ذكراها خالدة في قلوب كل من عرفها وأحبها. رحمة الله عليها، وأسكنها فسيح جناته.
*بلال رشاد الشيخ*
صور ٢٠٢٤/٩/٢٠