كلما ضاقت مساحة تحقيق الأهداف الاسرائيلية كلما زاد جنون رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي أطلق عملية “سهام الشمال” ضد لبنان بهدف إعادة المستوطنين الى منطقة شمال فلسطين.
هذا الهدف يزداد صعوبة مع إتساع رقعة الحرب التي ستؤدي الى نزوح اضافي من المستوطنات، وستضاعف من الأزمات الداخلية في إسرائيل خصوصا أنها لم تستطع إعادة النازحين خلال أحد عشر شهرا كانت فيها المواجهات ضمن قواعد إشتباك محددة، فكيف اليوم في ظل إتساع الحرب بشكل أفقي.
فشل نتنياهو وجنرالاته في تحقيق أهداف الحرب على غزة، وعدم وجود أي إستراتيجية أو خطط جديدة يمكن تنفيذها في ظل صمود المقاومة الفلسطينية وبقاء الأسرى الاسرائيليين لديها، دفعهم الى الانتقال نحو جبهة الشمال علهم يستطيعون الحفاظ على ماء وجههم وإبعاد كأس المحاسبة والمحاكمة عنهم، وضمان إستمرار نتنياهو في الحكم بتحقيق إنجاز عودة المستوطنين بقوة الحرب، إلا أن ذلك ما يزال بعيد المنال ويحتاج الى إتفاق دبلوماسي يحاول نتنياهو من خلال توسيع حزبه على لبنان للوصول اليه وتحقيق مكاسب سياسية عبره.
أظهرت العمليات العسكرية للمقاومة الاسلامية ردا على العدوان الاسرائيلي على لبنان، أن “الهدهد” نجح في العودة بالمعلومات الكافية عن المراكز والقواعد العسكرية الاسرائيلية، حيث نجحت المقاومة في قصف بعضها وإصابتها بشكل مباشر، ما يعني أن كل ما قام “الهدهد” بتصويره خلال الجولات التي قام بها بات تحت مرمى نيران المقاومة التي ما تزال تلتزم بضرب المطارات والمراكز العسكرية وتجمعات الجنود والآليات حيث تدوي صفارات الانذار في كل مكان في الشمال وصولا الى الجولان وضواحي الضفة الغربية، في الوقت الذي تمعن فيه إسرائيل في قصف المدنيين حيث نفذت أمس ما يقارب الف ومئة غارة معادية على مناطق لبنانية مختلفة وأوقعت المئات من الشهداء والجرحى المدنيين ودمرت العديد من المنازل والأبنية بحجة ضرب أهداف لحزب الله، في حين أنها فشلت في إستهداف القائد علي كركي الذي لاحقته المقاتلات الصهيونية الى الضاحية الجنوبية.
يبدو واضحا أن نتنياهو يسعى الى تهجير عدد كبير من أبناء القرى والبلدات الجنوبية لرسم معادلة جديدة تقضي بإعادة أبناء الجنوب مقابل عودة المستوطنين، الا أن هذه الخطة لم تنجح مع القرى الجنوبية الأمامية منذ بداية جبهة الاسناد وستفشل أيضا مع توسيع الحرب وعمليات التهجير التي ستطال مستوطنات جديدة ستؤدي حتما الى رفع عدد المستوطنين النازحين، وستضع أكثرية المدن الفلسطينية المحتلة تحت مرمى نيران المقاومة وستجبر أهلها على البقاء في الملاجئ.
اللافت، أن إسرائيل بالرغم من كل ما قامت به من مجازر سواء عبر جريمة تفجير البايجر والأجهزة اللاسلكية أو من خلال الغارات واستهداف المدنيين أو عبر توسيع الحرب خلال الأيام الماضية، فإن ما حققته من أهداف لم يتعد “الصفر”، مع فشلها في ضرب بنية المقاومة وبيئتها، وفي ظل الوحدة الوطنية التي تتجلى بأبهى صورها، فضلا عن زيادة عدد المستوطنين النازحين بدل تهيئة الأرضية لاعادتهم، في ظل إستمرار جبهة الاسناد وجبهة الرد على العدوان الاسرائيلي المستجد على لبنان، وجبهة الإنتقام والثأر من العدو على جرائم الحرب التي إرتكبها.
غسان ريفي – سفير الشمال