الثلاثاء, أكتوبر 1

استهداف طواقم الإسعاف: 50 شهيداً و100 جريح

ما يزيد على 50 شهيداً من الطواقم الإسعافية والطبية استهدفتهم الاعتداءات الإسرائيلية في حربها الأخيرة على لبنان، نصفهم استشهدوا في الأيام الأربعة الأخيرة من العدوان المستمر، وكانت للجنوب الحصة الأكبر منهم. وأحصت وزارة الصحة العامة استشهاد 22 مسعفاً منذ 28 أيلول المنصرم، سقط معظمهم ضمن المراكز التي يخدمون فيها، «من بينهم 14 مسعفاً استشهدوا في يومين».يضاف إلى هذه الجردة ما لا يقل عن 100 من المسعفين الجرحى، غالبيتهم من المتطوعين، وقد استهدفت الآليات وسيارات الإسعاف والإطفاء التي يستخدمونها، ما أدى إلى تعطّل معظمها عن العمل، وزاد تالياً من أزمة نقص المعدات والآليات لدى الوحدات كافةً (الدفاع المدني والصليب الأحمر والهيئة الصحية الإسلامية وكشافة الرسالة…).

ولأنّ الحرب التي تدور اليوم لم تعد توفّر أحداً ولا منطقة، كما كانت الحال في الحرب السابقة عام 2006، ليس لدى كثير من الطواقم الإسعافية خطط بديلة للتخفيف من خسائر الاستهدافات. ففي معظم الحروب السابقة، كانت أغلب الخطط ترتكز على نقطتين أساسيتين: أولاهما تغيير المراكز المعروفة الموجودة في «المناطق الحمراء» واستبدالها بمراكز أخرى ضمن المناطق نفسها أو في مناطق قريبة للبقاء على جهوزية، وثانيتهما التراجع من مناطق الخطوط الأمامية إلى مناطق في الخطوط الخلفية. غير أن هذين البندين لا يجديان اليوم «وكلّو صار متل بعض»، يقول حسين فقيه، رئيس مركز النبطية الإقليمي في الدفاع المدني، بعد «سلسلة طويلة من المجازر يقوم بها عدوّ لا يبدي احتراماً لشرعة دولية ولا لاعتبارات إنسانية». حتى وزارة الصحة العامة لم تعد تملك إلّا «الصوت لإدانة ما يجري ووضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته»، بحسب مدير العناية الطبية في وزارة الصحة جوزف حلو.

أمام هذا الواقع، ما بات مسلّماً به لدى الطواقم الطبية والصحية والمسعفين هو أن «لا أحد قادر اليوم على حمايتنا إلا رب العالمين»، بحسب قاسم حيدر، مفوّض جبل عامل في كشافة الرسالة الإسلامية، مستهزئاً بشرعات ومعدّات لا تحمي، ومتسائلاً «ماذا يمكن أن تفعل خوذة ودرع أمام الأسلحة الفتاكة التي يقصفنا بها العدوّ الإسرائيلي؟». وبسبب ذلك، تعمل معظم الفرق الإسعافية على تخفيف عديدها، وهو ما لجأت إليه مفوضية جبل عامل وغيرها في المناطق التي تستهدف بشكلٍ دائم «أولاً، لأنه لم يعد هناك كثير من المواطنين بسبب النزوح، وثانياً للتخفيف من أعداد الشهداء وخصوصاً أن معظم المسعفين متطوعون في الأصل ولا نريد أن نخسر شبابنا».

القتل المتعمّد الذي يتعرض له المسعفون والطواقم الطبية في المراكز الصحية هو أن العدوّ «يحاول أن ينسف فكرة الأمان من خلال استهداف كل ما هو محرّم استهدافه، ومنه الطواقم الصحية». أضف إلى ذلك أن وظيفة هؤلاء ليست فقط إسعاف الجرحى، وإنما تمتدّ لتطاول أموراً أخرى تستوجب حضورهم على الأرض، وهي اليوم، بحسب حيدر «دفن الشهداء ونقل الجرحى من مستشفى إلى آخر وحتى من منطقة إلى أخرى، ونقل النازحين ومواكبتهم ضمن أماكن نزوحهم».

مستشفيات البقاع الغربي مهددة بالتوقف

يستفيد مستشفيا سحمر ومشغرة بشكلٍ أساسي، وسائر مراكز الرعاية الصحيّة الأولية في البقاع الغربي، من 20 ساعة تغذية كهربائية يومياً من معمل عبد العال لتوليد الطاقة الكهرومائية التابع للمصلحة الوطنية لنهر الليطاني. الا أنّ خطوط التوتر المتوسط (15 كيلو فولت) التي تتغذى عبرها المستشفيات والمراكز، تضررت بفعل العدوان الاسرائيلي. وبما أنّ لا تغذية كافية بالتيار الكهربائي من مؤسسة كهرباء لبنان، فإن تلك المرافق الطبية مهدّدة بالتوقّف عن تقديم خدماتها، اذا ما نفد مخزونها من المازوت، ولم تستطع تأمين كميات إضافية. مصلحة الليطاني طلبت من الصليب الأحمر مرافقة فرق الصيانة من مقدمي الخدمات ومؤسسة كهرباء لبنان لإصلاح الأعطال في خطوط التوتر، فأتت الاجابة بأن «الصليب الاحمر ينقل الجرحى فقط»، علماً أن مساعدة الصليب الأحمر يمكن أن تحدث فارقاً كبيراً إذا ما أمّن مواكبة فرق الصيانة وموظفي المصلحة الذين يتنقّلون بين قراهم في البقاع الغربي ومعمل عبد العال.

راجانا حمية – الأخبار

Leave A Reply