الجمعة, أكتوبر 4

أهداف نتنياهو تتكسر على جبهات الميدان!

تداخلت أهداف الحرب لرئيس حكومة الإحتلال بنيامين نتنياهو بشكل لم يعد العدوان الاسرائيلي على لبنان ومحاولات الغزو البري التي تكبد الجيش الصهيوني خسائر فادحة يساعد على تحقيقها، ما يشير الى إنعدام أي رؤية إستراتيجية لديه وأن هذه الأهداف تكبر أو تصغر بحسب معطيات الميدان.

لا شك في أن البخار الذي إجتاح رأس نتنياهو بعد أسبوع الاستهدافات التي تمكنت إسرائيل من القيام بها من تفجير أجهزة البايجر واللاسلكي وإغتيال قيادة فرقة الرضوان وصولا الى إستهداف السيد الشهيد حسن نصرالله، دفعته الى أن يبالغ في طموحاته وأهدافه والتي إنتقلت سريعا من إعادة المستوطنين النازحين الى شمال فلسطين المحتلة بأمان وإيجاد منطقة آمنة على الحدود، الى تفكيك حزب الله وسحب سلاحه وتغيير وجه منطقة الشرق الأوسط.

ذهاب نتنياهو الى رفع السقف الى هذا الحد، ينطلق من مسألة أساسية وهي إرتباك الولايات المتحدة الأميركية المنشغلة بإنتخاباتها الرئاسية، وسعي الديمقراطي والجمهوري فيها لإرضاء نتنياهو كمدخل لخطب ود اللوبي الصهيوني واستمالة كتلة الأصوات التي يملكها، فضلا عن ضعف الموقف الأوروبي الذي لا يعدو عن سلسلة بيانات لا تقدم ولا تؤخر، وصمت عربي قاتل وشلل كامل لجامعة الدول العربية.

كل ذلك، دفع نتنياهو الى الاعتداء قتلا وتدميرا وتهجيرا من دون ضوابط في غزة وفي لبنان، في حين أن محور المقاومة كان يلتزم بقواعد إشتباك خوفا من إستدراج المنطقة الى حرب، ويكتفي بمواجهات محدودة لتأكيد رفضه الاملاءات الأميركية والاسرائيلية، في وقت لم يكن فيه نتنياهو يرى سوى الحرب الموسعة التي وحدها تبقيه على قيد الحياة سياسيا وفي الحكم.

لذلك، تشير المعطيات وبحسب الشعارات التي يتدرج نتنياهو في رفعها أن الحرب طويلة، خصوصا أن اليمين الاسرائيلي المتطرف يحاول التسويق لها في داخل الكيان لحشد التأييد الشعبي لها، وإعطاء المزيد من الفرص لنتنياهو لتحقيق الأهداف السابقة المتعلقة بالقضاء على حماس في غزة واستعادة الأسرى الاسرائيليين لديها.

ويحاول اليمين المتطرف الاستفادة من الظرف القائم لجهة الارتباك الانتخابي الأميركي، والاندفاعة الغربية لمساعدة إسرائيل كلما تعرضت لاستهداف، وضعف المعارضة الداخلية وتراجع حضور أهالي الأسرى.

من هنا، فإن العين باتت فقط على الميدان الذي وحده يمتلك قوة التأثير على مجرى الاتصالات الدبلوماسية وإيجاد تسويات وقف الحرب.

لا يختلف إثنان على أن الميدان أعاد نوعا من التوازن بعد الخلل الذي أحدثه الاسبوع الاسرائيلي الأسود في لبنان، خصوصا مع تخلي إيران عن ضبط النفس وردها بالصواريخ الباليستية على العمق الاسرئيلى والذي بدأت تتكشف أضراره العسكرية والمادية تباعا، وإستعادة المقاومة الاسلامية في لبنان لزمام المبادرة بسرعة فائقة وحضورها القوي في الميدان وتصديها البطولي لمحاولات الاجتياح الصهيوني وتكبيدها العدو خسائر هائلة في ضباط الجيش وجنوده ودباباته وآلياته.

تشير المعطيات الى أن جهوزية المقاومة والقتال الاحترافي للمجاهدين وقدرتهم على رد الهجمات وإصطياد المهاجمين، يفرض نفسه في المعارك المستجدة على الحدود اللبنانية الفلسطينية، وبالتالي كلما نجحت المقاومة في إيلام إسرائيل، كلما عاد نتنياهو الى حجمه الطبيعي وإنخفض سقف طموحاته التي تتكسر يوما بعد يوم على جبهات الميدان، في ظل عدم قدرة الداخل الاسرائيلي الذي يتطلع الى إنجازات جديدة بعيدة المنال، على تحمل حرب إستنزاف طويلة يفقد فيها الأمن والأمان، ويضطر في كل يوم لملازمة الملاجئ بفعل الصواريخ التي تطلق من جبهات محور المقاومة، ويكون على موعد يومي مع تشييع عدد من الضباط والجنود الذين تصطادهم المقاومة. كل ذلك يؤكد أن نتائج الميدان هي الوحيدة الكفيلة إما باستمرار الحرب أو بإجبار إسرائيل على وقفها والرضوخ للمساعي الدبلوماسية وللتسويات.

غسان ريفي – سفير الشمال

Leave A Reply