السبت, أكتوبر 12

‏معركة طوفان الأقصى أفشلت قواعد حكماء صهيون

‏معركة طوفان الأقصى أفشلت قواعد حكماء صهيون

عدنان عبدالله الجنيد.

الحمد لله القائل ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِـمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ )،الحج- آية (39).

في ذكرى تدشين معركة طوفان الأقصى في مرورها عمها الأول ، التي أفشلت الخرافات والهواجس لدى اللوبي الصهيوني اليهودي في السيطرة والهيمنة على العالم الذي يستندوا فيها على التحديث الصناعي والمالي بهدف الاستيلاء على السلطة معتمدين على وثائق وبرامج وسياسات وخطط واستراتيجيات خرافية وهواجس لديهم اطلقوا عليها قواعد حكماء صهيون (بروتوكولات)،تنقسم إلى 24 بروتوكول مضمونها اصطناع الحروب والازمات وأثارة الفتن وإفشال التعليم ، والسيطرة على التجارة ، وأنتشار الفساد والإفساد والحروب الناعمة والمثلية، ونشر الثقافات الغربية المغلوطة والهزيلة التي تورث الذل والهوان والاستسلام ، من أجل السيطرة على الشعوب ونهب ثرواته، وتهيئة الساحة لهم لتنفيذ مشروعهم .

وأكبر دليل على ذلك هو حثالتهم في تطبيقها على الشعب الفلسطيني المظلوم ، وارتكاب جرائم حرب ابادية، وقتل جماعي للنساء والأطفال ، وارتكاب مذابح في المخيمات والمستشفيات ، والاستهداف في جميع القطاعات ومختلف المجالات ، وتجويع ، وتشريد ، وحصار ، وبمساندة الشيطان الأكبر أمريكا، وهذا الجرائم توضح الإفلاس الأخلاق للصهاينة واقتراب زوالهم.

هذا الإجرام العدواني لم يكن وليداً لطوفان الأقصى، أو ما بعده بل ضمن سياق تاريخي، كله عدوان ، وإجرام مستنداً إلى طابع من الخرافات والهواجس (قواعد حكماء صهيون).

وقد قدم القرآن الكريم تشخيصاً دقيقاً، وتقيماً واقعياً لهم، ولصفاتهم العدائية للإنسانية بشكل عام ، وللمسلمين بشكل خاص منذ قدم الزمن نذكر بعض منها:

1- هم الأعداء الحقيقيون والأشد عداوة، عداوتهم فاعلة بحسب برامج ومؤامرات وحظظ وسياسات لقوله تعالى ( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ).

2- الكراهية والحقد الشديد الذي يحملونها على الإنسانية: لقوله تعالى ( هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ).( إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ)،( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْـمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ).

3- آثارة المشاكل والفتن واصطناع الحروب والأزمات: لقوله تعالى( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ )، مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْـمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ )،( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ ).

4- لعنوا بكفرهم وقتلهم الأنباء، وبماعصوا وكانوا يعتدون ، ولا يتناهون عن منكراً فعلوا ، ويلبسون الحق بالباطل ويحرفون الكلام عن موضعه، ونقض العهد.

5- بارعين في الإضلال والضلال : لقوله تعالى ( وَلَوْلَا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَـمْ تَكُنْ تَعْلَـمُ وَكَانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا )، هموا بضلال الرسول صلوات الله عليه وآله ، وهو ماينطق عن الهواء علمه شديد القوى ، فكيف نحنُ ونحن لا نساوي شيئ أمام رسول الله ، ويهود اليوم يمتلكون كل التقنيات ، وهم أحظر من اليهود إيام الرسول ، ولقوله تعالى وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ )، ولقوله تعالى( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ ).

وبذلك برعوا الصهاينة في صناعة الأوهام والخرافات، وايقنوا التلاعب بالعقول ، واقنعوا الكثير من الناس أن الكيان الصهيوني قوة لاتقهر ، واقدموا على تغيير الشرق الأوسط إلى شرق أوسط جديد ، وتحقيق خريطة إسرائيل الكبرى مهيمناً بتجربتهم وجرائمهم بالحروب العالمية.

فكان من نعم الله على هذه الأمة تولدت معركة طوفان الأقصى سفينةنوح جائت لتنقذ الأمة من الصهاينة وأتباعهم وأخوانهم ،وعبيدهم، واحزابهم وقواعدهم ، وصفقةقرنهم.

وذلك في تجسيد الولاية الإلهية التي نهجتها فصائل المقاومة وهي سر الانتصار ونعم المولى ونعم النصير ، وذلك بتقييم وتشخيص اليهود وفق الهدي الإلهي منها مايلي:

1- ضربت عليهم الذلةوالمسكنة: لقوله تعالى( ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْـمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ )،هذا التقييم بين أن اليهود لا شئ ،وأنهم عبيد للغرب ويخدمون الغرب من أجل الحصول على الحماية والدعم ، وحبل الله انقطع عنهم منذ قرون ،ولم يبقي لهم إلا حبل أمريكا وبريطانيا، وفرنسا، وإلمانيا، وغيرهم من الغرب ، وحكام العرب المطبعين.

2- قدم تقريراً عسكرياً إلهياً عنهم: لقوله تعالى ( لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ ).

3-قدم تقريراً استخباراتياً إلهياً عنهم لقوله تعالى ( لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ ).

وقد أثمرت الولايةالإلهية في معركة طوفان الأقصى ووجهت ضربة هزت تلك الغطرسة الإسرائيلية،وأفشلت قواعد حكماء صهيون ، وانهت صفقة القرن ، وهزمت الجيش الذي لا يقهر، وعرفت الأمةبالعدو الحقيقي للإنسانية، وكشفت زيفهم حماية الحقوق، وفرزت واقع الأمة إلى مؤمنون صادقون ، ومنافقون صريحون ، وكشفت الوضع المخزي وعلماء السوء والجور، لكن في المقابل حضت بالإلتفاف الشعبي الغير مسبوق ، وإعادة الأمة إلى المسار الصحيح ، وإعادة الثقافات الجهادية في أوساط الأمة، وإعادة الأمل والعزم والقوة وكسر حاجز الخوف لشعوب المحرومة والمستضعفة في التحرير الحقيقي من مشروع الاستعماري لدول قوى الاستكبار العالمي المهيمن ، ووحدت كل الأحرار والشرفاء، وهذا التوحيد مؤثر وأثبت تآثيره في إسناد غزة من جميع جبهات الإسناد.

وبثمرة دماء الشهداء والقادة العظام سوف يزول هذا الكيان الإجرامي المؤقت وفق الحتميات القرآنية الثلاث التي اعلنها قائد الثورة السيد / عبدالملك بن بدر الدين الحوثي يحفظه الله ، وهي سقوط الكيان وهزيمتهُ،وخسارة الموالين له، وغلبة عباد الله المؤمنين.

وفي ذكرى تدشين معركة طوفان الأقصى نقول لأبو عبيده ، والله لن يصلوا إليك بجمعهم ، مادام الله احل صيد البحر وصاروخ فلسطين بالخدمة.

Leave A Reply