السبت, أكتوبر 12

لقاء معراب لقاء راب بدون مع/ غسان همداني

يحاول رئيس حزب القوات اللبنانية استباق نتائج الميدان وفرض نفسه زعيماً للمرحلة المقبلة ــ من وجهة نظره ــ مراهناً على انكسار المقاومة بعد الضربات التي أصابت قادتها، فدعا إلى عقد مؤتمر معراب الثاني الذي أراده مؤتمراً لمبايعته قائداً لمرحلة ما بعد الحرب.

من تقاسيم وجه سمير جعجع مع انطلاق المؤتمر يمكن قراءة نتيجة هذا المؤتمر، اللقاء الذي أراده جعجع “وطنياً” تحول إلى لقاء لكتلة الجمهورية القوية، وغاب عنه رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل وهو رسالة واضحة من قبله برفض هذه المبايعة، ولا يكسر هذا الغياب وجود إيلي ماروني الذي يبدو أن حضوره شخصي وليس تكليفاً حزبياً، كذلك يلاحظ غياب كل من النائب ميشال معوض والنائب نعمة افرام لنفس الأسباب خاصة وأن كل من هؤلاء يقدم نفسه مرشحاً لرئاسة الجمهورية، وغياب المكون السني عن المؤتمر وإن كان النائب أشرف ريفي صرح بأنه يمثل النواب السنة والسنة في طرابلس وليس كتلته، محاولاً إعطاء حضوره للمؤتمر الغطاء السني والذي من المتوقع أن يدحضه النواب السنة سواء في طرابلس أو في غيرها، وغياب أي ممثل عن كتلة اللقاء الديمقراطي الذي يتبنى مضمون اللقاء الثلاثي في عين التينة، وطبعاً فإن غياب التيار الوطني الحر وتيار المردة لا يحتاج إلى تحليل.

وبغض النظر عما سيصدر عن هذا اللقاء، والذي من المتوقع أن يكون صورة طبق الأصل عن بيانات سمير جعجع وحزب القوات، فإن هذا اللقاء وُلد فاشلاً ولن تنجح محاولات جعجع وحزبه تجميل هذا اللقاء ولو استعمل كل خبرات أطباء التجميل في العالم، وهو ما يدل على تشظي المعارضة وعدم اتفاقها على رأي واحد حيث أن كل مكون من مكونات هذه المعارضة له حساباته الخاصة التي لا تتوافق مع حسابات الآخرين، ويعطي مؤشراً أن هذه المعارضة الرافضة للحوار الوطني غير القادرة على الاتفاق على خريطة طريق واحد لا يمكن لها أن تتوافق على رئيس للجمهورية.

حبذا لو أن سمير جعجع لبى دعوة الرئيس نبيه بري للقاء وطني ــ حتى ولو كان شكلياً ــ فإنه يبعث برسالة عن تضامن اللبنانيين تجاه الأزمات ويؤدي إلى وضع خريطة طريق وطنية وليس لقاءً معراب أراده سمير جعجع لقاءً جامعاً لقوى المعارضة فتحول إلى لقاء راب بدون مع.

Leave A Reply