كتبت “النهار”: رفعت “إسرائيل” منسوب المخاوف من الخطط التي تبيتها في حربها في لبنان عندما وسعت دائرة المناطق التي يقصفها طيرانها فشملت امس للمرة الأولى بلدة ديربلا بين قضائي البترون والكورة في الشمال وجددت قصف المعيصرة في فتوح كسروان وجدرا في الشوف. وجاء هذا التصعيد النوعي الخطير ليضفي مزيداً من الشكوك حول الجهود الديبلوماسية الناشطة من اجل التوصل الى وقف للنار في لبنان لا يزال يبدو بعيد المنال وسط اشتداد حماوة المواجهات الميدانية، علما ان اللافت في هذا الجهود يتمثل في ارتفاع ملحوظ في وتيرة الاتصالات الأميركية والفرنسية مع الجانب اللبناني في ما يعكس القلق الغربي من اتساع الحرب في لبنان ولكن دون رؤية أي نتائج حاسمة بعد في اطار الضغط الكافي لوقف التصعيد ولجمه على طرفي الجبهة اللبنانية الإسرائيلية.
وفي هذا السياق، جرى إتصال امس بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس مجلس النواب نبيه بري تم خلاله التداول بالاوضاع الراهنة التي يمر بها لبنان والمساعي السياسية الرامية لوقف العدوان الإسرائيلي، حيث أكد رئيس المجلس “الموقف الرسمي اللبناني الذي تبنته الحكومة اللبنانية المُطالب بوقف فوري لإطلاق النار ونشر الجيش اللبناني حتى الحدود الدولية تطبيقاً للقرار الأممي 1701″، كما تطرق الاتصال للجهود التي تبذلها فرنسا لعقد مؤتمر دولي لدعم لبنان لتجاوز الازمة الانسانية الناجمة عن نزوح أكثر من مليون و200 الف لبناني وكيفية مساعدة لبنان على إغاثتهم . وجدد بري شكره لفرنسا ورئيسها على الجهود التي تبذلها على مختلف الأصعدة لدعم لبنان وشعبه في هذه المحنة.
وفي سياق المواكبة الدولية للتطورات اللبنانية، تلقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بدوره اتصالا من الموفد الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين تم خلاله البحث في سبل التوصل الى وقف اطلاق النار ووقف المواجهات العسكرية، للعودة الى البحث في حل سياسي متكامل ينطلق من تطبيق قرار مجلس الامن الرقم1701. وكان هوكشتاين اكد أن الولايات المتحدة لم تعط أي ضوء أخضر لأي عمليات عسكرية في لبنان، مشددا على أن الولايات المتحدة ملتزمة بتعزيز الجيش اللبناني ونشره في الجنوب.
وبالتزامن كانت ثمة “إطلالة” إيرانية جديدة على المشهد اللبناني السياسي والميداني تمثلت قيس زيارة وجولة رئيس مجلس الشورى الايراني محمد باقر قاليباف، في بيروت حيث التقى الرئيسين بري وميقاتي وتفقد مكان الغارة الإسرائيلية في البسطة وقال ان “إيران تقف إلى جانب لبنان في كلّ الظروف الصعبة وسأتوجّه من هنا إلى جنيف لمقابلة رؤساء البرلمانات الدوليّة لأنقل مأساة الشعبين الفلسطيني واللبناني”. واكد “إننا مستعدّون لتقديم المساعدات للنازحين تحت إشراف وإدارة حكوميّة كما سيكون هناك جسر جوي بين لبنان وإيران لتقديمها”.