الثلاثاء, أكتوبر 15

إشعال المنطقة أم شرق أوسط جديد؟

حرب نتنياهو على لبنان تجاوزت كل الخطوط الحمر، ونسفت كل قواعد الإشتباك التي سادت منذ عام ٢٠٠٦، وبقي معمول بها في الأشهر الأولى من «حرب الإسناد»، حيث بقي القصف من الجانب اللبناني محصوراً بالأهداف والمواقع العسكرية، وبعض منشآت البنية التحتية التابعة لها، مثل مراكز التنصت والمراقبة، وبعض القواعد العسكرية.

بعد عام من التخبط والتعثر في حرب غزة، والفشل في تحقيق أهدافها، وخصوصاً تحرير الرهائن والقضاء على قيادة حماس، إرتد نتنياهو إلى الجبهة الشمالية مع لبنان، بحجة تأمين عودة المهجرين من سكان المستوطنات إلى بيوتهم،

والحد من تطور «حرب الإسناد»، وما كان يتخللها من قصف للمستوطنات، رداً على القصف المدمر للقرى الحدودية في الجانب اللبناني.

ولكن قبل أقل من شهر على إعلان الحرب على لبنان، بدأت مخططات نتنياهو العدوانية الواسعة ترسم ملامح المغامرة الإسرائيلية الجديدة في الحرب ضد لبنان، من خلال عمليات الإغتيال المكثفة لقيادات حزب الله، والتي طالت الأمين العام السيد حسن نصرالله، وما تبعها من غارات مكثفة وعنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومناطق البيئة الشيعية الحاضنة لحزب الله في الجنوب والبقاع، إلى جانب الإنذارات المريبة لسكان عشرات القرى الجنوبية بإخلاء مساكنهم والتوجه إلى شمال الليطاني، وكان آخرها ما صدر أمس من إنذارات عسكرية إسرائيلية لقرى شمال الليطاني، والطلب من سكانها التوجه إلى شمالي الأولي!

المشكلة أن العربدة الإسرائيلية، ومغامرات نتنياهو العسكرية، لا تجد من يردعها، بعد تمادي الدعم الأميركي للحكومة الإسرائيلية في حروبها الفاشلة في غزة ولبنان، والتي وصلت إلى حد التغاضي عن سياسة الدمار الممنهج لمناطق بكاملها في لبنان، فضلاً عن التواطؤ في إستمرار حرب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في غزة، وتمزيق شمال القطاع عبر تهجير سكانه نهائياً تمهيداً لإعادة ضمه إلى الكيان الصهيوني.

لم يعد خافياً أن توغل نتنياهو في سياسات الحديد والنار في لبنان وغزة، وما قد يرتكبه من حماقات وسوء تقدير في الرد على إيران، من شأن كل ذلك أن يؤدي إلى إشتعال حرب إقليمية شاملة، رغم التصريحات الأميركية الممجوجة برفض واشنطن إنزلاق المنطقة إلى حرب واسعة ومتعددة الأطراف.

وجاء القرار الأميركي الأخير بإرسال منظومة مضادة للصواريخ البالستية «ثاد»، ليؤكد مدى حرص إلإدارة الديموقراطية في البيت الأبيض والبنتاغون على توفير كل قدرات الدعم للكيان الصهيونية بحجة الدفاع عن إسرائيل، في حين أن الدول العربية المجاورة، وخاصة لبنان ، هي من تحتاج للحماية من الإعتداءات الإسرائيلية الوحشية، التي ضربت بكل قوانين الحرب الدولي، وإتفاقيات حقوق الإنسان عرض الحائط.

مخططات نتنياهو تمهد للتوسع في حروبه الحالية، تحت شعار خلق «شرق أوسط جديد»، لو أدى ذلك إلى إشعال المنطقة بحروب طاحنة!

صلاح سلام – اللواء

Leave A Reply