بعد انطلاق “العميل” في نسخته المعرّبة على منصة “شاهد”، تمكّن هذا المسلسل من جذب انتباه المشاهدين ليغدو حديث مواقع التواصل الاجتماعي. ولعلّ سبب الاهتمام يعود إلى عدة عوامل، تبدأ بقصته الدرامية المحكمة، مروراً بأداء الممثل سامر إسماعيل، الذي يحقق اليوم نجومية خاصة بعد تجسيده دور “أمير”، وصولاً إلى الجانب البوليسي المشوق والمليء بالغموض. ومع تجاوزه الحلقة الثلاثين، ما زال المسلسل قادرًا على إثارة الاهتمام، إذ أنه لا يقوم على المدّ والتطويل كما نلاحظ في بقية المسلسلات المأخوذة عن أعمال تركية.
الأكيد أن مسلسل “العميل” ليس أول عمل تركي معرّب، فاللائحة تطول بأعمال سابقة تدور بمعظمها حول “القصص الرومانسية” والحكاية المكررة للبنت الفقيرة التي أحبّت شابًا غنيًا أو العكس، مع نهايات سعيدة تعجب الجمهور، على طريقة “الدليفري” أو ما يطلبه المشاهدون. لكن “العميل” يختلف بكونه أول مسلسل بوليسي يقوم على خلق خطوط درامية تجمع بين شخصيتين متناقضتين: شرطي متخفٍ كمجرم (أمير)، ومجرم متخفٍ بزيّ شرطي (وسام).
النقطة الثانية في الاختلاف، أن النسخة التركية المقتبس عنها العمل، واسمها “في الداخل”، ليست أفضل من النسخة العربية، كما هو الحال في مسلسلات أخرى مُعربة. في هذه الحالة، يمكن القول إن النسخة العربية “قد تكون” أفضل من الأصل التركي، خصوصاً بفضل وجود ممثلين سوريين من الطراز الرفيع، أبرزهم أيمن زيدان في دور “ملحم”، رجل العصابات الذي يتحكم بكل شيء، والذي يجسد حضوره الطاغي بقوة.
الممثل سامر إسماعيل بدوره حصد ثناءً جامعًا عن أدائه لشخصية “أمير”، حيث يتخفى خلف شخصية مجرم للإيقاع بملحم، الذي دمر عائلته. واللافت أن سامر إسماعيل بدأ يلفت الأنظار منذ مشاركته في مسلسل “كسر عضم” بجزئه الأول، ليتألق بعدها في مسلسل “ولاد بديعة” الذي مهد ربما لحصوله على بطولة “العميل”.
أيضًا، الممثل اللبناني وسام فارس قدّم دور “الضابط وسام” بحرفية عالية، واستطاع التعبير عن مشاعر متناقضة تتراوح بين التردد والشك والتواطؤ. إلى جانب ذلك، عودة الفنانة يارا صبري إلى المشهد الدرامي لاقت تفاعلاً إعلاميًا، وأكدت موهبتها الفنية التي تجلت في دور “أم أمير”.
من الجدير بالذكر أن المسلسل من إنتاج مجموعة “أم بي سي” وشركة القمر التركية، وقد كتب السيناريو والحوار للنسخة العربية رامي كوسا، وأخرجه بارباروس بيلجن.
