الأربعاء, أكتوبر 16

مع اقتراب فصل الشتاء وضعف المساعدات الإنسانية.. ظروف قاسية سيواجهها النازحون! (محمد السيد)

مع بدء أعنف الهجمات الإسرائيلية على لبنان منذ حرب تموز 2006 والأعنف بتاريخ لبنان٬ اضطر أكثر من مليون مواطن النزوح وترك منازلهم إلى أماكن أكثر أمناً فافترشوا الطرقات والحدائق العامة في مشاهد ليست مألوفة في لبنان وفي مراكز الإيواء التي استطاعت الدولة اللبنانية تأمينها التي لم تتسع لأكثر من 10 ٪ من النازحين.

ومع استمرار العدوان وتحوله لأكثر عنفاً خصوصًا بعد إمعان العدو باستهداف المدنيين في أحيائهم السكنية تزداد أعداد النازحين الذين امتدوا من الجنوب ليطال البقاع والضاحية الجنوبية٬ إذ أعلنت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين نزوح أكثر من مليون ومئتين ألف شخص جراء الهجمات العدوانية الأخيرة، إذ لجأ 187 الف و400 شخص إلى مراكز الإيواء المعتمدة أما الباقي فنزح إلى منازل سكنية استأجرها أو إلى الأماكن العامة.

ووفقاً لمنظمة اليونيسيف نزح أكثر من 300 ألف طفل معظمهم يعانون الخوف والقلق والدمار والموت ولما سينتج عن ذلك من صدمات ومشاكل نفسية سترافقهم مدى الحياة كما تفتقر الأُسر النازحة إلى إمكانية تأمين ما يكفي من مياه وغذاء وبطانيات ولوازم طبية وأساسيات أخرى.

فيما أعلنت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أن مع تزايد أعداد النازحين يومياً وصلت مراكز الإيواء (1250 مركز) التي اعتمدتها الحكومة اللبنانية إلى قدرتها الإستيعابية القصوى ما أجبر الٱلاف إلى النوم في العراء.

ورغم الجهود الحكومية لتأمين مراكز إيواء جديدة خاصة بعد تحويل 600 مدرسة رسمية وخاصة لمراكز إيواء مؤقتة وسعيها لتأمين إحتياجاتهم من الفراش والغذاء والتدفئة خاصة مع وصول المساعدات الإنسانية من الدول الصديقة الا أن التقديمات للنازحين قليلة وغير كافية وفي بعض المناطق معدومة.

ومع اقتراب فصل الشتاء ونقص المأوى وإمدادات المياه، حذرت منظمة الصحة العالمية، من أن النزوح السريع في لبنان يزيد بشكل كبير من المخاطر الصحية العامة، حيث يؤدي الاكتظاظ في الملاجئ إلى زيادة احتمال انتشار الأمراض المعدية، فضلاً عن تفاقم التحديات الصحية التي قد تتحول إلى كارثة في حال عدم تدارك الوضع والتدخل في الوقت المناسب.

وأشار الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة، اللواء الركن محمد خير في حديث صحفي أنه في حال عدم القدرة على إيجاد مراكز إيواء جديدة سيضطرون إلى إعتماد وسائل أخرى كالخيام الذي هو شخصيا لا يحبذها.

وأضاف أنهم عقدوا اجتماعاً بمجلس الوزراء من أجل وضع خطة شاملة للتعامل مع النازحين في فصل الشتاء، وكذلك لعلاج نقص الوقود والتدفئة والملابس، إضافة إلى أزمة التعليم بعد تحويل المدارس إلى مراكز للإيواء.

وتابع خير أنهم ينسقون مع عدد من المؤسسات والهيئات الإنسانية استعداداً لمواجهة الأزمات التي قد يجلبها فصل الشتاء.

وبلغت حصيلة العدوان الإسرائيلي على البلاد 2350 شهيدا و10906 جرحى، منذ تشرين الأول 2023، بالإضافة إلى أكثر من 1.2 مليون نازح، وفق بيانات الحكومة اللبنانية.

Leave A Reply