أكد وزير الصحة العامة الدكتور فراس الأبيض بأن لا مشكلة دواء في لبنان والموضوع تحت السيطرة ولا داعي للتهويل على الناس.
وشرح الأبيض اليوم خلال مؤتمر صحافي عقده في الكرنتينا حقيقة وضع الدواء في لبنان بعد تصريحات برزت في الأيام الأخيرة، وصفها بـ”غير المسؤولة” وأثارت قلقاً لدى الناس في موضوع الدواء. وفصّل الوزير الأبيض كميات الأدوية الموجودة في البلد كالتالي:
أدوية الأمراض المزمنة
بما يتعلق بالإستيراد يكفي المخزون الموجود حوالي أربعة أو خمسة أشهر. ويتم الإستيراد بشكل طبيعي لأن شركة الميدل إيست مشكورة تعطي أولوية للأمور الصحية ولا سيما الدواء، وهذا يؤدي إلى تأمين الكميات التي كانت تصل عبر شركات طيران أخرى، مما يؤدي إلى تجديد المخزون بشكل مستمر.
بما يتعلق بتصنيع أدوية الأمراض المزمنة في لبنان ثمة مواد أولية موجودة لدى المصانع يمكنها أن تؤمن أدوية لمدة أربعة أشهر، وهناك مصانع قادرة على تأمين أدوية لمدة ثمانية أشهر.
إضافة إلى ذلك، تسلمت الوزارة كمية كبيرة من أدوية الأمراض المزمنة كمساعدات يتم توجيهها لمراكز الرعاية الصحية الأولية لتوزيعها مجانا على النازحين. وهذا يؤدي إلى تكوين مخزون دوائي استراتيجي في حال طال العدوان وتطور وحصل أي إقفال للموانئ.
أدوية الأمراض السرطانية
وإستغرب الوزير الأبيض تداول رقم حول وجود 50 ألف مريض سرطان في لبنان، مؤكدًا أنه “والحمد لله لم يبلغ لبنان هذا الرقم المرعب”. وأوضح أن عدد مرضى السرطان والأمراض المستعصية الذين يستحصلون على دوائهم من الوزارة لا يتعدى 10 آلاف مريض. وأكد أن أدويتهم موجودة. وتسلمت الوزارة من عدد من الشركات مخزون ستة أشهر من أدوية معينة، ومخزون أدوية أخرى يكفي شهرين على الأقل. كما وضعت الوزارة خطة مع المستوردين لزيادة المخزون بحيث يكفي أربعة أشهر على غرار أدوية الأمراض المزمنة.
ولفت وزير الصحة العامة إلى أن العائق الوحيد الذي قد يواجهه البعض هو مسألة تقديم الطبيب ملف مريضه للوزارة بحسب الآلية المعتمدة على منصة أمان ويقدم الوصفة الدوائية من ضمن البروتوكولات المقرة. فإذا لم يتم ذلك، على المريض أن يتوجه للسوق المحلي.
توزيع الأدوية على المراكز
ذكّر الوزير الأبيض بأن وزارة الصحة العامة تقدم الأدوية للنازحين من خلال مراكز الرعاية الأولية المربوطة بمراكز الإيواء والفرق النقالة، كما يمكن للنازحين غير الموجودين في مراكز إيواء التوجه إلى مراكز الرعاية الأولية. ودعا إلى تفقد اللائحة اليومية التي تصدر عن الوزارة بأسماء المراكز وأرقامها حيث يستطيع أي مريض نازح أن يحصل على معاينة ودواء.
وقال الأبيض أن هناك حالياً 233 مركز رعاية أولية تقدم الخدمات الصحية لـ788 مركز إيواء. وزعتها الوزارة على هذه المراكز في الأسبوعين الماضيين من مستودعاتها في الكرنتينا مليون و600 ألف علبة دواء، من بينها 90 صنف دواء مختلف من أدوية أمراض حادة أو أدوية أمراض مزمنة بما فيها الإنسولين، وفي المعدل حصل كل مركز على خمسة إلى ستة آلاف علبة دواء.
وأشار إلى توزيع كمية دواء إضافية من خلال برنامج شريك مع وزارة الصحة العامة تنفذه جمعية الشبان المسيحية، ما يجعل إجمالي ما تم توزيعه من علب دواء مليونين ومئة ألف علبة.
ولاحظ وزير الصحة العامة أن الطلب لم يتغير بشكل كبير في احتياجات أدوية الأمراض المزمنة، فيما حصلت الزيادة بنسبة 40 إلى 50 في المئة في أدوية الأمراض الحادة حيث يتسبب الإكتظاظ وعدم توفر مرافق صحية عامة بأمراض جلدية مثل الجرب وغيره وتسمم غذائي وإسهال حاد ما يضاعف الحاجة إلى أدوية أمراض حادة كالبنادول والمضادات الحيوية.
وأعلن وزير الصحة العامة عن بدء جولة ثانية من توزيع الدواء ستكون بحسب الطلب باعتبار أن المخزون لا يزال مليئًا في عدد من المراكز.
وفي ملف الأمصال قال الأبيض أن لدى لبنان ثلاثة مصانع تعمل وتؤمن حاجة السوق من بينها مصنع في منطقة خطرة إلا أنه يتابع العمل. كما أن الوزارة تلقت كمية كبيرة من الأمصال من خلال المساعدات وليس من مشكلة في هذا المجال.
الوضع العام للدواء
وأكد الأبيض أنه، بشكل عام لا مشكلة دواء، لافتاً إلى أن الصناعيين الذين بذلوا جهودًا في السنوات الثلاث الماضية ساعدوا في تأمين أمن دوائي كبير جداً، وكذلك يقوم المستوردون بواجبهم. وشدد على أن موضوع الدواء تحت السيطرة ولا داعي للتهويل على الناس.
منحة من البنك الدولي
وختم وزير الصحة بخبر جيد للبنانيين معلنًا عن تجاوب البنك الدولي مع طلب لبنان الحصول على منحة من الـPandemic Fund التابع للبنك الدولي من أجل دعم برنامج الترصد الوبائي والمختبر المركزي لتقوية الأمن الصحي في لبنان. وكشف أن أكثر من مئة وتسعين طلبًا تم تقديمه من دول أخرى للحصول على هكذا منحة من البنك الدولي حيث بلغ حجم الطلبات أربعة مليارات وخمسمئة مليون دولار، في حين أن المبلغ المطروح للتوزيع هو فقط 500 مليون دولار.
وقد تم اختيار طلب لبنان من بين هذه الطلبات حيث مبلغ المنحة غير محدد بعد إنما بعدة ملايين من الدولارات. وقال الوزير الأبيض: إنني جد سعيد بقبول طلب لبنان لأن المنحة ستسهم في تعزيز أمننا الصحي، ولا بد من شكر فريق وزارة الصحة العامة والشركاء في اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية ووزارة الزراعة والفاو على الجهد التي تم بذله للحصول على المنحة.