الضغوط الاسرائيلية المتزايدة على قوات حفظ السلام الدولية في الجنوب من خلال الممارسات المستمرّة ضدّها، وتعمّد استهدافها لإرغامها على الإنسحاب من نقاط تموضعها، قوبلت بإدانة أوروبية عارمة وبإصرار على بقاء “اليونيفيل” في مواقعها على طول الخط الأزرق، تنفيذاً لقرار مجلس الامن الدولي 1701.
وإسبانيا التي تشهد علاقتها مع إسرائيل “فتوراً ديبلوماسياً” منذ مدّة، هي إحدى الدول الأوروبية الأربعة المساهمة في اليونيفيل إلى جانب فرنسا وإيطاليا وإيرلندا، وتُعدّ شريكاً أساسياً فيها على اعتبار أنها تتولّى قيادتها حالياً بشخص الجنرال الاسباني أرولدو لاثارو، الى جانب مشاركتها فيها بنحو 660 عنصرًا، وقد أعلنت أكثر من مرة وبوضوح رفضها لانسحاب اليونيفيل وإدانتها للهجمات عليها، متّهمة إسرائيل بانتهاك قواعد الأمم المتحدة، ودعتها الى إلتزام ضمانة سلامة أمن موظفيها ووقف ممارساتها فوراً.
ورغم أنه ليس في الأفق أي مشروع لإرسال موفد إسباني إلى لبنان في المدى المنظور، وفق ما ألمحت أوساط ديبلوماسية لـ”المدى”، فإن موقف إسبانيا واضح ولا لبس فيه، إذ أعلنت إدانتها للعدوان الإسرائيلي على لبنان، وطالبت أكثر من مرّة وفي بيانات رسمية بوقف فوري لإطلاق النار في غزة ولبنان، كما دعت المجتمع الدولي إلى تعليق توريد الأسلحة إلى إسرائيل، علمًا أن إسبانيا كانت السباقة في هذا المجال إذا أوقفت تصدير الاسلحة اليها منذ سنة، قبل أن تتبع خطوتها هذه بإعلان اعترافها بدولة فلسطين.
السفيرة اللبنانية في إسبانيا هالة كيروز تتحدث لـ”المدى” عن عمل حثيث للسفارة مع السلطات الاسبانية تنفيذاً لسياسة لبنان الخارجية من أجل إدانة العدوان الإسرائيلي على لبنان وعلى قوات اليونيفيل، والعمل في المحافل الدولية والاوروبية على تعزيز موقف لبنان الداعي إلى وقف فوري لاطلاق النار وضرورة تنفيذ القرار 1701 تمهيدًا لبلورة حل سياسي بمساعدة إسبانيا علمًا أن موقفها واضح ومساند من الأساس وهي بلد صديق لم تنفكّ عن الدعوة الى احترام القرارات الدولية والقانون الدولي الإنساني وقد دعت أكثر من مرة دول الإتحاد الأوروبي للاستجابة لطلب تعليق «إتفاقية التجارة» مع إسرائيل، وإلى التقدم نحو حل سياسي وعقد مؤتمر جديد للسلام”.
المدى