الجمعة, نوفمبر 22
Banner

مطالب إسرائيلية في وساطة هوكشتاين

زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين الراهنة تختلف كثيراً عن كل زياراته السابقة، سواء من حيث النقاط المطروحة في المفاوضات مع المسؤولين اللبنانيين، أم بالنسبة للنتائج المتوخاة التوصل إليها، في تطبيق القرار ١٧٠١.

في الزيارات السابقة كان المطلوب التنفيذ الجدي من الجانب اللبناني لبنود القرار الذي ينص على مادة تنص صراحة على حصر الوجود المسلح جنوب الليطاني بالجيش اللبناني وقوات اليونيفيل الدولية، وعدم تواجد عناصر حزب لله في هذه المنطقة، تفادياً لتكرار حادثة إقتحام أحد المواقع العسكرية الإسرائيلية، وقتل عنصرين، وأسر جنديين آخرين، مما أدى إلى اندلاع حرب تموز عام ٢٠٠٦، التي إستمرت ٣٣ يوماً، واعتبرت يومها أطول الحروب في تاريخ الصراع العربي ــ الإسرائيلي .

زيارة هوكشتين أمس تجاوزت مناقشاتها البنود السابقة، ولعل للهجة إختلفت إيضاً، على خلفية النتائج الحالية للحرب الإسرائيلية المدمرة ضد لبنان، وما إستطاعت تحقيقه من ضربات موجعة وقاسية لحزب لله، الذي فقد زعيمه الكاريزماتي السيد حسن نصر لله، ثم مجموعة قياداته العسكرية بغارة واحدة، فضلاً عن الإرباك الناتج عن ثفجير أجهزة البيجر واللاسلكي، وأسفرت عن إصابة ثلاثة آلاف عنصراً، خرجوا من الميدان عشية شن العدوان الإسرائيلي على الحزب.

لم يعد يكفي ترداد الكلام الممل عن موافقة لبنان على تطبيق القرار ١٧٠١، دون إتخاذ أي خطوات عملية في هذا الإتجاه، فضلاً عن أن المطالب الإسرائيلية في التعاطي مع القرار الأممي الصادر عام ٢٠٠٦، أصبحت مختلفة جداً بعد سنة ونيّف من « حرب الإسناد»، وتطور الاسلحة التي إستعملها حزب لله في هذه الحرب، وما تلاها في الحملة البرية، وأصبحت الصواريخ والمسيّرات هي عماد التسليح الجديد للحزب، والتي أثبتت خطورتها في الوصول إلى الداخل الإسرائيلي.

أهم النقاط المطروحة في محادثات هوكشتاين ما نقله من طلب إسرائيلي لنزع سلاح حزب لله، وحل جناحه العسكري، وإيجاد حلول للترسانة الصاروخية والمسيّرات، سواء عبر تسليمها للجيش اللبناني، أو إعادتها إلى مصدرها في إيران.

من النقاط الأخرى، إصرار إسرائيلي على إقامة منطقة عازلة بعمق ١٣ كلم على الأقل، تم جرف معظم الأبنية والمنشآت التي كانت قائمة عليها في القرى الحدودية الأمامية.

من الطرافة بمكان أن الجانب اللبناني إشترط على الموفد الأميركي الحصول على موافقة نتنياهو على وقف النار، إذا كان يرغب الأول إكمال مساعيه والعودة إلى بيروت.

وقد غاب عن بال المسؤولين اللبنانيين أن نتنياهو أعلن بصريح العبارة أن الحرب مستمرة، والغارات ستتوالى على بيروت والضاحية ومختلف المناطق اللبنانية، حتى يتم القضاء على البنية العسكرية واللوجستية والإجتماعية والمالية لحزب لله، وتدمير جميع منشآته وإستثماراته التجارية والإقتصادية.

يبدو أن هوكشتاين ذهب ولن يعد!

صلاح سلام – اللواء

Leave A Reply