الأحد, نوفمبر 24
Banner

تصفية غادرة للرائد فرحات على يد العدو الإسرائيلي… هل تتذكرون «الفيديو» الشهير؟

لطالما كانت تضحيات الجيش اللبناني في سبيل الوطن حاضرة على جميع الجبهات، سواء في الداخل أو على الحدود. ومؤخراً، تجلَّت هذه التضحيات مجدداً في استهداف «إسرائيلي» أسفر عن استشهاد ثلاثة عناصر من الجيش بينهم الرائد محمد فرحات، أثناء تنفيذ عملية إخلاء جرحى في خراج بلدة ياطر- بنت جبيل.

كان الرائد الشهيد محمد فرحات رمزاً للشجاعة والإصرار، إذ انتشر له مقطع فيديو من عام 2023 يظهر فيه خلال مواجهة كلامية مع قوات «اليونيفيل» والجيش «الإسرائيلي» في عيتا الشعب. في ذلك الفيديو، خاطب فرحات قوات «اليونيفيل» قائلاً بالإنكليزية: «We are defending our land … نحن نحمي أرضنا»، وتابع بلهجة صارمة: «أبعدوا السلك الشائك من هنا، وإلا سيكون التعامل معكم مختلفاً». لم يكن هذا التحدي مجرد كلمات، فقد أكد فرحات جاهزية عناصره للمواجهة، قائلاً لهم: «عسكر بس قلّك لقّم بتلقّم».

هذا المشهد الذي وثق فيه الرائد فرحات تحديه للاحتلال الإسرائيلي، سرعان ما تحوَّل إلى رمز لشجاعة الجيش اللبناني على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر الناشطون والمواطنون عن فخرهم بموقفه البطولي.

لكن ذلك لم يكن كافياً لردع الاحتلال، الذي استهدف الجيش مرة أخرى في عملية غادرة، مما أسفر عن استشهاد فرحات إلى جانب العريف موسى مهنا والجندي محمد نزال.

وبحسب معلومات خاصة حصلت عليها «الديار»، ان الرائد محمد فرحات لم يكن مجرّد ضابط يقوم بواجبه، بل كان بطلاً مصمماً على عدم ترك جرحاه خلفه مهما كانت المخاطر. أثناء محاولة سحب الجرحى من منطقة حدودية، واجه فرحات طريقاً مقطوعة، فتواصل مع أحد سكان البلدة الذي نصحه بالعودة، قائلاً: «المسافة طويلة ولن تتمكن من الوصول في الوقت المناسب». لكن فرحات، بروح الجندي الذي لا يعرف المستحيل، أجاب بإصرار: «لن أترك الجرحى على الأرض، سأقوم بسحبهم مهما كان الثمن». وبعد ساعتين من الكفاح والصمود، لقي الشهادة التي كانت في انتظاره.

والجدير بالذكر انه في الوقت الذي تتصاعد به الاعتداءات «الإسرائيلية»، يبرز دور الجيش اللبناني في تنفيذ القرار الدولي 1701، المتعلق بوقف إطلاق النار بين لبنان والعدو الاسرائيلي. وقد حظي الجيش بدعم دولي في مؤتمر باريس لدعم لبنان، حيث شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على ضرورة تجهيز الجيش وتعزيز انتشاره في الجنوب لفرض الأمن.

كما أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي على أهمية نشر 8000 عنصر من الجيش جنوب نهر الليطاني لتنفيذ القرار 1701 كاملاً، بهدف ضمان الاستقرار الدائم في جنوب لبنان.

لكن استهداف الرائد فرحات ورفاقه أعاد إلى الواجهة التساؤلات حول مدى التزام «إسرائيل» بالقرارات الدولية، إذ اعتبر البعض أن الاغتيال جاء في توقيت حساس يشهد فيه الجنوب استعدادات لتعزيز انتشار الجيش اللبناني. ومنهم من رأى أن استهداف فرحات لم يكن مجرد حادث، بل تصفية حساب مع ضابط منع قوات الاحتلال من تثبيت نقطة جديدة داخل الخط الأزرق قبل عامين.

ورغم عدم إصدار أي بيان رسمي من جيش العدو حول الحادثة، أكدت قيادة الجيش اللبناني عبر منصة «إكس» أن «إسرائيل» استهدفت عناصر الجيش أثناء تنفيذ عملية إنسانية لإخلاء جرحى، مما أدى إلى استشهاد فرحات ورفاقه. يُذكر أن هذا الحادث هو الاستهداف الثامن منذ توسع الحرب في 23 أيلول الماضي، والثاني خلال أربعة أيام فقط.

إن الرائد الشهيد محمد فرحات ورفاقه هم أبطال سطروا بدمائهم ملحمة جديدة في مسيرة الدفاع عن لبنان، ليظل شعار «الشرف، التضحية، الوفاء» نبراساً يهتدي به جميع اللبنانيين.

أمل سيف الدين – الديار

Leave A Reply