السبت, أكتوبر 26

إسرائيل تُصرّ على إستهداف الكلمة والصورة والصوت.. بقتل الصحافيين!

تحت جنح الظلام، وخلال إستراحة ونوم الصحافيين في مقر إقامتهم في حاصبيا، إستعدادا ليوم جديد من تغطية العدوان الاسرائيلي الوحشي على قرى الجنوب اللبناني، تسلل العدو الصهيوني بصاروخ غادر إستهدف الصورة والكلمة، ما أدى الى إرتقاء ثلاثة من الزملاء شهداء على طريق القدس هم مصور قناة المنار وسام قاسم، ومصور قناة الميادين غسان نجار، ومهندس البث في القناة محمد رضا.

لطالما كانت إسرائيل عدوة للحقيقة قبل أن تكون عدوة للإنسانية، فهي تخشاها بكل مندرجاتها كي لا تكشف جرائمها وهمجيتها وغطرستها، وقتلها المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ وتدمير البيوت على رؤوس ساكنيها.

تفشل إسرائيل في تحقيق أهداف الحرب على لبنان بفعل قوة المقاومة وصمودها وتصديها لمحاولات التوغل وإلحاقها الخسائر الكبرى بجيشها الذي يعيد ضباطه وجنوده يوميا وبالعشرات ضمن صناديق، فتلجأ الى الانتقام من البشر والحجر في ظل صمت دولي، وغياب لكل منظمات حقوق الانسان المنادين بالقوانين والقرارات الأممية العاجزين عن إستصدار مجرد إدانة لهذا العدو المجرم.

ليس غريبا على إسرائيل أن تستهدف الصحافيين، فمنذ نشوء كيانها الغاصب وهي تسعى دائما الى إغتيال الحقيقة وإستهداف الكلمة والصورة والصوت، وهي سبق وإستهدفت الزملاء الشهداء عصام عبدالله، وفرح عمر وربيع معماري، وعددا من الزملاء الجرحى الذين إنتصروا على جراحهم وعادوا الى الميدان لاستكمال رسالتهم السامية في نقل تفاصيل الوحشية الاسرائيلية.

هي جريمة حرب جديدة يرتكبها العدو الاسرائيلي الذي لا يتوقف عن تزوير الحقائق، وعن تشويه الماضي والحاضر، وهو يستمر اليوم بتنفيذ مخططاته الاجرامية في الظلام فيقصف العدسات ويدمر سيارات النقل المباشر ويقتل الصحافيين بدم بارد، ويلاحق الناشطين الذين يفضحون جرائمه وينشرون نتائج عدوانه اللا إنساني والتي من شأنها أن تحرك الصخر، لكنها ما تزال عاجزة عن تحريك الرأي العالمي بقياداته وأنظمته إضافة الى بعض المتخاذلين من العرب.

بالأمس روى الشهداء وسام قاسم وغسان نجار ومحمد رضا أرض حاصبيا وعبرها أرض الجنوب الصامد بمقاومته، لينضموا الى قافلة المقاومين من مقاتلين ومدنيين وصحافيين وطواقم طبية ورجال الدفاع المدني والاسعاف والاطفاء، والى أكثر من 165 صحافيا فلسطينيا في غزة، سعيا وراء إطفاء نور الحقيقة، ما يضاعف من مسؤولية الاعلام اللبناني والعربي الملتزم بالقضية وبالعداء لاسرائيل، وكل الناشطين على وسائل التواصل الذين عليهم أن يمارسوا فعل المقاومة الحقة بتصوير وفضح ممارسات العدو وكل إنتهاكاته التي بلغت مداها.

كان يُفترض بحاصبيا أن تكون آمنة، خصوصا أن العدو الاسرائيلي سبق وهدد الصحافيين في مرجعيون ما دفعهم للإنتقال إليها كونها ليست على خط النار، لكن العدو المتعطش للدماء والذي يضيق ذرعا بالكلمة الحرة والصورة التي تعكس وحشتيه، مارس أسلوبه الغادر بإستهداف سبعة من الطواقم الصحافية التي تقوم بواجبها المهني على أكمل وجه، منتهكا بذلك القانون الدولي الذي يُفترض أن يحمي الصحافيين خلال تغطيتهم الحروب، ما يضع هذه الجريمة برسم مجلس الأمن والأمم المتحدة، والاتحاد الدولي للصحافيين وإتحاد الصحافيين العرب، وكل النقابات الصحافية في العالم، وبرسم من يتشدق بالحديث أن “من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها”، فهل بقتل الصحافيين والمدنيين وتدمير البيوت يكون الدفاع عن النفس؟، أم أنها تحاول تغطية فشلها في الميدان وفي تحقيق أهداف الحرب بجرائم ضد الانسانية؟.

رحم الله الشهداء وسام قاسم وغسان نجار ومحمد رضا، والحمد لله على سلامة الزملاء الذين أحاطتهم العناية الإلهية، والذين سيعودون لآداء رسالتهم والى كشف المزيد من الجرائم الصهيونية ومن صمود المقاومين الذين ينجزون مرحلة “إيلام العدو” الذي لا يفهم سوى لغة القوة.

غسان ريفي

Leave A Reply