في خضمّ الأزمة المستمرة واستمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان، اتّضحت الصورة أكثر فأكثر للقطاع التعليمي، وتبين أن الخطط التربوية التي طرحت سابقاً ما هي إلا “صورية” وتدل في كل مرة على مدى فشل وعجز الدولة.
الأعمال العسكرية واستهدافات العدو الصهيوني للبنان كشف للبنانيين أيضاً عن “عورة” الاجراءات التي أعلنت عنها وزارة التربية والتعليم، فالتطمينات بضرورة انطلاق العام الدراسي على ما يبدو ما هي إلا “إبر مورفين” لتهدئة أهالي الطلاب، والعودة إلى المقاعد الدراسية قد تكون شبه مستحيلة مع نزوح أكثر من مليون ونصف مليون لبناني من المناطق المتأثرة بالحرب.
ولأن التعليم حق أساسي من حقوق الانسان، وفي ظل فشل وضعف الدولة في إيجاد الحلول المناسبة، حرص المهندس اللبناني أحمد برازي من خلال شركة الهندسة التي أسسها على تدشين مشروع تعليمي متنقل يضمن لأطفال لبنان حق الحصول على العلم “ولو في الصين”، في ظل اشتداد وطأة الحرب والمعاناة على لبنان واللبنانيين.
ويتنقل الباص المجهز بالأسس اللازمة لتقديم عملية تعليمية ناجحة، مستهدفاً شريحة من أطفال لبنان المتواجدين في مناطق بعيدة ولا يستطيعون تلقي حقهم في التعليم مقدماً برامج علمية وترفيهية، في خطوة لكسر الصورة النمطية المترسخة في أذهان الطلاب عن التعليم، بحسب رؤية المهندس برازي، الذي يعتبر هذا المشروع إضافة نوعية ومتميزة لهؤلاء الطلاب.
ومشروع الباص التعليمي المتنقل المخصص لأطفال لبنان وخصوصاً الأطفال المتضررين من الحرب وعمليات النزوح، استغرق انجازه 250 ساعة عمل مقسمة على مدار شهرين، حيث تم تجهيز الباص بالكامل، ووضع فيه مكتبة متنقلة، إضافة إلى وسائل تعليمية لنشر المعرفة والتوعية والترفيه لدى الأطفال.
ويستهدف هذا الباص التلاميذ من عمر أربعة إلى 12 سنة.
كما زود المهندس برازي الباص بألواح طاقة شمسية لتشغيل الكهرباء صيفاً وشتاء، وحوّل مقاعد الركاب فيه إلى مقاعد دراسية مستوحاة من الصف المدرسي، إضافة إلى تجهيز الباص بالطاولات المخصصة للدراسة.
وعمل على تركيب أجهزة التبريد والتدفئة داخل الباص بالتعاون مع نخبة من النجارين وعمال الكهرباء.
وزين برازي الباص التعليمي من الخارج برسومات ملونة تضفي أجواءً إيجابية وتعطي الأمل والتفاؤل للطلاب.
ناديا الحلاق – الجريدة