الأربعاء, أكتوبر 30

عدم مجيء هوكشتين دليل سلبي

أكّدت مصادر دبلوماسية لصحيفة “الأخبار” أن عدم مجي هوكشتين دليل على أن نتنياهو مستمر في عدوانه، سئل رئيس مجلس النواب أمس عمّا أورده الموفد الأميركي عبر حسابه على «أكس» عن أنه «لن يعود إلى المنطقة قبل حصوله على أجوبة إيجابية من لبنان وإسرائيل»، فأكّد أن لبنان «قال ما عنده وجوابه إيجابي. ويبقى أن على إسرائيل أن تقدّم جواباً إيجابياً. ومن يقتضي أن يقدّم هو إسرائيل وليس لبنان. قلنا إننا مع تطبيق كامل للقرار ١٧٠١ ببنوده كلها كما وردت عام ٢٠٠٦ لكن الشرط هو وقف شامل وكامل لوقف النار. من دون وقف النار لا حلّ سياسياً».

كما سئل بري، ما إذا كان يعتقد نتنياهو بدعوته إلى اجتماع حكومته لمناقشة الحل السياسي مساء أمس جاداً في هذا الخيار، أجاب: «الحل السياسي متاح في أي وقت وفي أي لحظة من الآن حتى الخامس من تشرين الثاني المقبل موعد انتخاب الرئيس الأميركي الجديد. إلا أن اعتقادي أن نتنياهو سيستمر في التصعيد في الجنوب وهو لم يرتو من الدم والقتل والتدمير والتفجير. لكنّ المقاومة موجودة أيضاً وقادرة على منعه من احتلال الجنوب».

في هذه الأثناء، قالت مصادر سياسية مطّلعة ل”الأخبار” إن حزب الله ليس بعيداً عن الاتصالات الجارية. وإن ثوابت حزب الله في المفاوضات واضحة، ولخّصتها بالآتي:

أولاً، يؤكد الحزب أن الرئيس بري هو من يمثّله في أي مفاوضات تجري بما خصّ ملف الحرب ووقف إطلاق النار، وأنه في حالة تنسيق مستمرة مع بري، كما لديه قنوات اتصال مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وجهات أخرى في الدولة معنية بملف التفاوض.

ثانياً، لم ينقطع التواصل بين حزب الله وبعض الجهات الخارجية التي تعمل على خط المفاوضات، من مصر والجزائر وقطر وفرنسا. ويكرر الحزب أمام هذه الأطراف على ثوابته التي تستند أولاً وأخيراً إلى أن وقف العدوان بصورة تامة هو شرط إلزامي لأي بحث حول ما يفترض حصوله لاحقاً.

ثالثاً: لا يرى حزب الله أن ما قام به العدو يمنحه أي أفضلية لفرض أي تعديل على الوضع الذي قام بعد عدوان عام 2006، والحزب لن يقبل تحت أي ظرف بإدخال أي تعديل لا على بنود القرار ١٧٠١ ولا على آليات التنفيذ، وهو لم يعارض أصلاً زيادة عديد القوات الدولية أو الجيش اللبناني وفق ما كان مقرراً أصلاً في القرار 1701. لكنّ الحزب يرفض إضافة أي دولة جديدة على القوات الدولية، وهو يطالب بإبعاد ألمانيا بصورة نهائية عن عمل القوات الدولية، بعدما تحوّلت إلى شريك للعدو في الحرب.

رابعاً، لا يراهن الحزب على تغييرات دراماتيكية في الموقف الأميركي، ولذلك يتعامل بشكل هادئ مع كل ما يسرّبه الأميركيون، ويعتقد بأن العدو يريد مواصلة الحرب لفترة أطول، ما يعني أن على المقاومة التجهّز لمواجهة المزيد من الضربات الإسرائيلية، والإعداد الجيد لضرب قوات الاحتلال وإفشال أهداف العدوان.

خامساً، لا يزال حزب الله يضع في بياناته العسكرية العبارات التي تقول بأن ما تقوم به المقاومة هو إسناد للمقاومة في غزة مع إضافة عبارة «الدفاع عن لبنان». وهو لم يقدّم أي التزام، لأي طرف في لبنان أو خارجه، بالقبول بفك الارتباط بين جبهة لبنان وجبهة غزة. ولا يرى الحزب بعد كل ما حصل، ووسط استمرار الوحشية الإسرائيلية في غزة، أنه من المنطقي ترك غزة، كما أن مثل هذا الموقف يتعارض مع كل بنيته العقائدية وتفكيره السياسي، ومعرفته الوثيقة بالترابط الحقيقي بين كل الجبهات المتعلقة بالمقاومة ضد العدو.

سادساً، إصرار العدو على التفاوض تحت النار، يعكس حقيقة أن إسرائيل تراهن على انكسار المقاومة او إضعاف حزب الله، والحزب يتصرف على أساس أنه قد يكون عرضة لعمليات اغتيال جديدة، لكن آليات العمل داخل الحزب، خصوصاً في الجسم الجهادي، أخذت طريقاً لا يتأثر بأي عملية اغتيال تصيب أي قائد في الحزب.

سابعاً، الحزب لا يتعامل بتوتر أو انفعال مع كل ردود الفعل الداخلية التي أظهرت حقداً على المقاومة، أو حتى تلك التي تظهر في موقع الشريك للعدو، ويرى أن حفظ السلم الأهلي مهمة مركزية، علماً أنه لن يتعامل بلامبالاة مع أي محاولة للنيل من حضوره السياسي أو قاعدته الاجتماعية.

ثامناً، يعتقد الحزب بأن على الحكومة القيام بواجباتها تجاه المواطنين لناحية تأمين مستلزمات صمودهم وتوفير بيئة حاضنة للنازحين، علماً أنه يتحضر لمواجهة أي تحديات تخص هذا الجانب، وهو عندما وعد الناس بإعادة الإعمار فلأن لديه كل الإمكانات المالية والمادية لإنجاز هذا الأمر في أسرع وقت بعد وقف العدوان.

أخيراً، يأمل حزب الله أن يفهم كل اللبنانيين بأن سلاح المقاومة لن يكون محل تفاوض مع أحد، وأنه بعد هذه الحرب فإن المقاومة تمثّل خياراً إلزامياً وسيعمل الحزب بكل ما يملك لحفظها.

Leave A Reply