لا يزال جنود العدو الإسرائيلي عالقين في جنوب بلدة الخيام، ويتلقون ضربات المقاومة بشكل متتالٍ، فيما يواصل حزب الله عملياته اليومية وفقاً للمسارات المتعددة التي تشمل، إضافة إلى التصدي البري، مساندة غزة و«سلسلة عمليات خيبر» المتنوعة التي يستخدم فيها قدرات متنوعة تطاول مروحة أهداف عسكرية في عمق فلسطين المحتلة، وقد أدخل أسراباً جديدة من المُسيّرات ذات سرعة كبيرة «وطريقة إطلاق خاصة» ضربت «قاعدة استراتيجية حساسة» قرب الخضيرة.
وفي إطار «سلسلة عمليات خيبر»، شنّ مقاومو حزب الله ثلاث عمليات نوعية أصابت أهدافاً في حيفا وتل أبيب وعكا. ففي الأولى، شنّ المقاومون هجوماً جوياً بسرب من المُسيّرات الانقضاضية على قاعدة طيرة الكرمل في جنوب حيفا وأصابت أهدافها بدقة. وفي الثانية، قصف المقاومون معسكر «أدام» لتدريب مجموعات الوحدات الخاصة جنوب شرق تل أبيب بصواريخ نوعية. أما في الثالثة، فقد شنّ المقاومون هجوماً مركّباً من الصواريخ النوعيّة وسرب من المُسيّرات استهدفت قاعدة «عين شيمر» للدفاع الجوي الصاروخي وقاعدة اللواء الإقليمي شرق الخضيرة، وتجمعات العدو في معسكر «إلياكيم» التابع لقيادة المنطقة الشمالية جنوب حيفا، وقاعدة «شراغا» شمال مدينة عكا المحتلة. وقد أصابت الصواريخ والمُسيّرات أهدافها بدقة بعد أن عجز العدو عن التصدي لها بعدما حلّقت لمدة من الزمن فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وعلى إثر هذه العمليات، دوّت صفارات الإنذار في عكا وشمال شرق الخضيرة ووادي عارة وجنوب شرق حيفا و«الكريوت» وشمال حيفا ونهاريا ومحيطها، وأفادت «يديعوت أحرونوت» بسماع دوي انفجار ضخم في مدينة الخضيرة، التي أُصيب فيها مبنى بصورة مباشرة. وتحدثت هيئة البث الإسرائيلية عن «سلسلة لا تتوقف من صفارات الإنذار في الشمال، وصولاً إلى حيفا ومحيطها، بسبب تسلل مُسيّرات من لبنان»، مشيرة إلى أن المُسيّرات التي أطلقها حزب الله أدخلت مئات الآلاف من الإسرائيليين إلى الملاجئ، بينما تمت مطاردتها على مدى أكثر من ساعة. ولاحقاً أقرّ جيش العدو بانفجار مُسيّرتين، فيما أعلنت وسائل إعلام عبرية أخرى انفجار مُسيّرة في قاعدة «شراغا»، وهي قاعدة لواء «غولاني» الأساسية، قرب عكا، ويتم التحقق من انفجار مُسيّرة أخرى في قاعدة «إلياكيم» إلى الجنوب من حيفا.
ورغم منع الرقابة العسكرية الإعلاميين من الحديث عن طبيعة ما جرى غروب أمس في منطقة المركز، فإن المراسلين في تل أبيب، نقلوا عن مصادر محلية أن صواريخ ومُسيّرات أطلقها حزب الله بطريقة خاصة، استهدفت «قاعدة استراتيجية حساسة» في منطقة «الياكيم» و«عين شيمر» قرب الخضيرة، وقاعد «آدم» شرق تل أبيب. وأشاروا إلى أن صواريخ ومُسيّرات سقطت داخل القواعد وأوقعت إصابات عديدة، وأن الصواريخ الاعتراضية التي أطلقها جيش الاحتلال انفجرت وسقطت شظاياها في الأبنية السكنية في المنطقة. وبرّرت قيادة الجبهة الداخلية ما حصل بأن «الجيش نفّذ استنفاراً شاملاً حيث تم نشر قوات كبيرة من الشرطة والإسعاف، إضافة الى انتشار عسكري فيما كانت الطائرات والمروحيات تجوب سماء المنطقة»، ولفتت إلى أن «عدم القدرة على إسقاط جميع المُسيّرات سببه أن هذا السرب جديد ولم يسبق لحزب الله استخدامه سابقاً، إذ كانت سرعة المُسيّرات كبيرة جداً وغير مسبوقة، فضلاً عن حصول عمليات تشخيص خاطئة».
وقالت مصادر جيش الاحتلال، إن حزب الله تعمّد إطلاق صواريخ ثقيلة من نوع أرض – أرض وعدد من المُسيّرات مع بدء كلمة الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، وإنه استهدف منطقة واسعة، بحيث دوّت صفارات الإنذار في كل المنطقة الممتدة من الحدود حتى الخضيرة، مشيرة إلى أن التعامل مع الصواريخ والمٌسيّرات استلزم نحو ساعة قبل وقف الاستنفار، وأن الجيش سجّل إصابات بين المدنيين خلال توجههم إلى الملاجئ.
إلى ذلك، واصلت وحدات الدفاع الجوي في حزب الله ملاحقة طائرات العدو الحربية ومُسيّراته وإجبارها على مغادرة الأجواء اللبنانية، مثلما فعلت أمس عندما تصدت لطائرة حربية معادية في أجواء منطقة الزهراني، وأخرى مُسيّرة من طراز «هرمز 450» في أجواء القطاع الغربي بصاروخ أرض – جو.
واستهدف حزب الله «الكريوت» شمال مدينة حيفا بصلية صاروخية، ومستعمرات «يسود همعلاه» و«كدمات تسفي» و«حتسور هجليليت» بصليات صاروخية. كما استهدف تجمعات لجنود العدو الإسرائيلي في مناطق وطى الخيام والعمرا واليعقوصة وخلة العصافير ووادي العصافير في بلدة الخيام بصليات صاروخية، وشرقي نبع الوزاني وعند بوابتي شبعا وفاطمة بصلية صاروخية، وفي مستعمرات «جعتون» و«شتولا» بمُسيّرات انقضاضية أصابت أهدافها بدقة، وتجمعات مماثلة في مستعمرتي «روش بينا» و«ليمان» و«جشر هزيف» و«كريات شمونة» بصليات صاروخية، أصابت أهدافها بدقة، إضافة إلى تجمع ضم أكثر من اثني عشر جندياً بصاروخ موجه بين بلدتي كفركلا ودير ميماس وأوقع عدداً من القتلى والجرحى.
تتجلى مخاوف رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو من السقوط السياسي أيضاً في قلقه المعلن من هجمات المُسيّرات، حيث قال، أول أمس، إنه يستغرب عدم عقد الكنيست اجتماعه الافتتاحي للدورة الشتوية داخل قاعة محصّنة.
وأمس، كشفت الإذاعة العبرية أن نتنياهو قرّر تأجيل حفل زفاف ابنه الثاني، أفنير، من نهاية تشرين الثاني حتى إشعار آخر «بسبب مخاوف أمنية»، ويبدو أنه بذلك يمهّد الأرضية لمطالبة المحكمة المركزية بتأجيل جلستها قريباً للاستماع إلى شهادته في اتهامات بالفساد.
(الأخبار)