الجمعة, نوفمبر 22
Banner

آمال التهدئة تتبدّد سريعاً: الحرب مستمرة واحتمال توسّعها قائم!

لم تعش أجواء التفاؤل التي شاعت في السّاعات الـ48 الماضية عن قرب التوصّل إلى هدنة توقف العدوان الإسرائيلي على لبنان، المستمر منذ أكثر من سنة، حتى تبدّدت هذه الأجواء سريعاً، وعادت أجواء التشاؤم إلى المربّع الأول، بعدما تبين أنّ أجواء التفاؤل لا تستند إلى أسس صلبة.

وكانت وسائل إعلام مختلفة قد نشرت مسودّة إتفاق لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان، ترافقت مع مواقف سياسية ذهبت بعيداً في التفاؤل إلى حدّ كاد البعض يظنّ أنّه سيستفيق صباح اليوم التالي ليجد أنّ الحرب قد وضعت أوزارها، وأنّ الذين اضطروا للمغادرة من بيوتهم ومناطقهم قسراً سيعودون إليها خلال ساعات، وأنّ الإهتمام بات مقتصراً ومنصبّاً على اليوم التالي الذي سيعقب الهدنة المرتقبة.

لكنّ شكوكاً أبداها البعض حول مدى جدّية ومصداقية ما يجري التداول به عن قرب التوصّل إلى هدنة، سرعان ما تأكّد صحّتها، ذلك أنّ المسودة المذكورة لم تجب على إستفسارات عدّة، وتساؤلات حول الأسس التي ارتكزت إليها هذه المسودة، وهل أنّ مصيرها سيكون أفضل من المسودات الكثيرة السّابقة التي جرى الإعلان عنها في قطاع غزّة، ثم تبين أنّها مجرد إقتراحات سرعان ما طُويت.

من بين هذه الأسئلة التي طُرحت برز التالي: كيف ستوافق إسرائيل على إيقاف عدوانها على لبنان قبل تحقيقها أهدافها المعلنة منها، وهل الشروط المرتفعة التي وضعتها تُعدّ مدخلاً صالحاً لإيقاف الحرب أم لتصعيدها، ومن يضمن لها تحقيق هذه الشروط وكيف؛ وهل أنّ حزب الله بالمقابل يقبل بتلبية هذه الشروط، وماذا عن الشروط المقابلة التي وضتعها المقاومة في وجه إسرائيل، هل ستقبل بها، ومن يضمن أيضاً تلبية هذه الشروط، وكيف ستنفذ؟

لا أجوبة تمّ العثور عليها على هذه الأسئلة وغيرها، وإذا وُجدت أجوبة معينة فإنّها لم تكن واضحة، بل ضبابية، كما أنّ مواقف عدّة صدرت عن المقاومة وإسرائيل وجهات معنية في المنطقة والعالم، كشفت حقيقة مسودة الهدنة التي يجري الترويج لها، والتي تبين أنّها غير جديّة وليست واقعية.

وكشفت المعطيات والمداولات الجارية حول ما جرى حول مسودة الهدنة المرتقبة أنّها لم تنضج بعد، لأسباب عدة منها أنّ الجميع ينتظر الإنتخابات الرئاسية الأميركية التي ستجري الأسبوع المقبل، وبالتالي فإنّ أيّ حديث عن هدنة ما قبلها مضيعة للوقت، وأنّ أحداً من الأطراف المعنية ليس مقتنعاً أو مستعداً لقبول هدنة ما ـ تحت الضغط ـ لا تحقق الأدنى من شروطه ومطالبه، وهي ليست متوافرة.

هذه الأجواء إتضحت أمس في جملة من المواقف على نحو لا يقبل الشّك. أبرزها ما أشار إليه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من أن “التصعيد الإسرائيلي المستمر والمواقف والتهديدات الإسرائيلية لا تبعث على التفاؤل، على الأقل في الفترة القصيرة المقبلة”.

في حين اشتراط رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو أن تتضمن أيّ هدنة مقبلة “أمن إسرائيل قبل أيّ شيء آخر”، قبل أن يبرز تصريح لافت للرئيس التركي رجب طيب أردوغان حذّر فيه من أنّ “المنطقة تتجه نحو طوق نار خطير للغاية وأنّ المرحلة المقبلة ستكون أكثر تعقيداً”.

عبدالكافي الصمد – سفير الشمال

Leave A Reply