السبت, نوفمبر 2

قوات الاحتلال تتراجع في الخيام.. والعدوّ يلجأ إلى القتل الجماعي

بعدما تأكّد رفض رئيس حكومة العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لأيّ تسوية أو وقف لإطلاق النار، نعى رئيس مجلس النواب نبيه برّي المبادرة الأميركية الأخيرة، معلناً في حديث إلى جريدة «الشرق الأوسط» السعودية أن «نتنياهو رفض خريطة الطريق اللبنانية التي توافقنا عليها مع (المبعوث الأميركي إلى لبنان) عاموس هوكشتين»، معتبراً أن الحراك السياسي لحلّ الأزمة «تمّ ترحيله إلى ما بعد الانتخابات الأميركية»، المقرّرة الثلاثاء المقبل، وهذا يترك الأمور في لبنان «رهناً بتطوّرات الميدان».

وفي المقابل، وكما كان متوقّعاً عقب فشل المفاوضات، صعّد العدو الإسرائيلي من اعتداءاته على مختلف المناطق اللبنانية، ومن اعتماد سياسة التدمير المنهجي والقتل الجماعي في الجنوب والضاحية الجنوبية ومحافظة بعلبك – الهرمل. فبعد أكثر من 10 غارات استهدفت مبانيَ سكنية في الضاحية، حتى فجر الجمعة، استكمل اعتداءاته الواسعة أمس في مناطق بعلبك – الهرمل مخلّفاً عشرات الضحايا من المدنيين. واستهدف العدو البيوت الآمنة خارج خرائطه التوضيحية المزعومة حول المناطق التي ينوي استهدافها. وأمس، فاض الدم في شوارع معظم البلدات والقرى البقاعية، حيث شنّ العدو في نصف ساعة فقط، ما يقرب من 16 غارة، فيما وصل عدد الغارات حتى ليل أمس إلى 26. وفي حصيلة غير نهائية لأعداد الشهداء، سقط ما يقرب من 60 شهيداً، فيما جُرح أكثر من 20، وبقي نحو 12 مفقودين. وفي الجنوب، تابع العدو حملات القصف المكثّف على القرى والبلدات، واستهدف أمس، بشكل خاص، مدينتي صور والنبطية. فدمّر في صور عدة أبنية سكنية تقع في وسط المدينة.

وبحسب معلومات «الأخبار»، يعود انخفاض عدد العمليات، بشكل خاصّ، إلى تراجع الاحتكاك بين المقاومين وقوات العدو، حيث انسحبت قوات العدو من بعض القرى مثل محيبيب وحولا وميس الجبل وبليدا وعيترون، في القطاع الشرقي، ويارين ومروحين والقوزح وراميا، في القطاع الغربي. وحالياً، المحور الوحيد الذي يشهد احتكاكاً مع قوات العدو، هو محور المطلة – كفركلا – الخيام – تل النحاس، حيث لا تزال قوات العدو هناك داخل الأراضي اللبنانية. وخلال اليومين الماضيين، استهدفت المقاومة بكثافة تحرّكات العدو في وطى الخيام. ووقعت اشتباكات مباشرة في محيط المعتقل ومنطقة المطلّ شرقاً. وعقب الاشتباكات وتصدي المقاومين، قصف العدو منطقة الاشتباك بالقذائف الفوسفورية ليل أول من أمس، وانسحبت قواته نزولاً إلى حي المسلخ والمطلّ، في محاذاة مستعمرة المطلة، جنوبي البلدة. ولم يشهد يوم أمس أي تحرّك لقوات العدو، ولم تقع أي اشتباكات مباشرة، واقتصر الأمر على قصف المقاومة لتموضعات العدو في جنوب الخيام بالصواريخ على دفعتين. كذلك، توغّلت مجموعة من قوات العدو، من موقع العبّاد، باتجاه الحي الشرقي في بلدة حولا، ثم سرعان ما غادرت عائدة الى الموقع. وفي غضون ذلك، شهدت قرى الخط الثاني، وتحديداً بلدات قضاء بنت جبيل في القطاع الأوسط، قصفاً إسرائيلياً مكثّفاً أمس، وفي الأيام الفائتة، بالطائرات الحربية والمُسيّرة وقذائف المدفعية.

وبحسب مصادر «الأخبار»، فإنه يبدو متوقّعاً أن يعمد العدو الى التوغّل باتجاه مدينة بنت جبيل خلال الأيام المقبلة، على غرار ما قام به في الخيام.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، أنه «أثناء تحرك دورية في لبنان، انقلبت إحدى المركبات، وكان يستقلها قائد القيادة الشمالية اللواء أوري جوردين الذي أصيب بجروح وقائد القيادة الوسطى اللواء آفي بلوط». وكشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن المركبة التي انقلبت هي دبّابة ميركافا كانت تقلّ الضابطين، زاعمة أنها اصطدمت بآليات عسكرية أخرى.

Leave A Reply