الثلاثاء, نوفمبر 5

مرحبا سيادة واستقلال / غسان همداني

أكثر الكلمات استعمالا في مفردات السياسة في لبنان “السيادة والاستقلال”، هذه الكلمات تُعتبر “لازمة ثابتة” في أي خطاب سياسي وخاصة لدى ما يسمون أنفسهم بالمعارضة، وطبعاً في مفهوم هؤلاء فإن السيادة المطلوبة هو التحرر من الاحتلال” الإيراني” معطوفاً على التخلص والخلاص من سلاح المقاومة، والذي يزداد اليوم مع الاعتداء الإسرائيلي على لبنان.

بالأمس، أقدمت فرقة كوماندوس إسرائيلية على إنزال بحري في مدينة البترون، واعتقال مواطن لبناني، والعودة إلى الكيان الإسرائيلي، في نزهة بحرية برية، دون حس أو رقيب، ولولا إخبار من زوجته للقوى الأمنية لما علم بها أحد.

المفارقة ليست بالعملية المخابراتية للعدو الإسرائيلي، المفارقة أن جماعة السيادة والاستقلال غابوا عن السمع نهائياً، وناموا نوم أهل الكهف، ولم يخرج ولو استنكار خجول على انتهاك السيادة اللبنانية.

هذه المفارقة ليست الوحيدة، فبعد قصف العدو الإسرائيلي لمنطقة المصنع، وقطع الطريق بين لبنان وسوريا ما شكل معاناة للبنانيين نازحين، وسوريين عائدين، وعندما طلب وزير الاشغال مساندة الجيش اللبناني في ردم الحفر، تبلغ من قيادة الجيش عبر رئيس الحكومة اللبنانية رفض السفارة الأميركية اصلاح الطريق وهو ما يطالب به جيش العدو الإسرائيلي.

يضاف إلى ما تقدم، ما أوردته صحيفة الأخبار منذ يومين تقريباً حول التهديد الذي وجهته السفيرة الأميركية لشركة الطيران اللبناني بعدم نقل جرحى الاعتداء الإسرائيلي، وتحديداً جرحى البيجر، كما ورد في نفس المقال أن المانيفست لكل رحلة يجب عرضها على السفيرة الأميركية لايجازها، ووضع فيتو على بعض الأسماء.

هؤلاء الذين يطالبون الجيش اللبناني أن يتولى الأمن على الحدود، وهو كلمة حق يراد بها باطل، لم يرف لهم جفن، ولم يُسمع لهم صوت عندما تعرضت بعض مواقع الجيش اللبناني لقصف العدو الإسرائيلي، ولم تسقط دمعة من عيونهم على شهداء الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والدفاع المدني بسلاح العدو الإسرائيلي.

جماعة المعارضة لا يعتبرون السيادة منقوصة الا حين تتصدى المقاومة للعدو الإسرائيلي، بينما يغضون الطرف عن انتهاك السيادة اللبنانية من ولي أمر هذه المعارضة، ومورد رزقهم، ويحدثونك عن السيادة والاستقلال، فمرحبا سيادة واستقلال.

Leave A Reply