قد تشعر بحكّة شديدة أو ربّما تعطس وتسعل إثر شمّ رائحة عطرك الذكيّة، وربّما تحزن إذا كُنت تحب ذلك العطر، كما قد تزعجك تلك الحساسية في مكان العمل أو الحفلات مع استخدام الأشخاص الآخرين عطورهم، فلماذا تُعانِي هذه الحساسية؟ وإلى أي مدى قد تؤثر في أسلوب حياتك؟ وكيف تتعامل معها وتستمتع برائحة العطور الجميلة؟
ما هي حساسية العطور؟
هي رد فعل تحسسي لبعض المواد الكيميائية الموجودة في العطور؛ إذ يتعامل معها الجهاز المناعي على أنّها مواد ضارة، ما يؤدي إلى ظهور بعض الأعراض، مثل تهيّج الجلد أو صعوبة التنفس أو غيرها.
أسباب حساسية العطور
تحدث حساسية العطور بسبب رد فعل الجهاز المناعي المفرط على بعض المواد الموجودة في العطور، وعادةً ما تكون مواد صناعية، تُنشِئ الرائحة أو تعزِّزها، فيما يعاملها جهاز المناعة على أنّها ضارة، ما يؤدي إلى رد فعلٍ تحسسي، وقد تشمل أسباب حدوث ذلك:
1. المواد الكيميائية في العطور:
عادةً ما تكون حساسية العطور بسبب المواد الكيميائية الموجودة فيها، مثل بنزيل الكحول أو القرفة أو الجيرانيول أو غيرها؛ إذ تُوجَد هذه المواد في العديد من منتجات العناية الشخصية والعطور، وحتى لوازم التنظيف ومعطرات الهواء، ويمكن أن تؤدي ملامسة هذه المواد الكيميائية لك، إمّا من خلال ملامسة الجلد أو الاستنشاق إلى التهاب الجلد التماسي التحسسي.
2. تنشيط بعض المواد داخل العطور:
بعض مواد العطور الكيميائية ليست مُسبِّبة للحساسية بذاتها، لكنّها قد تتحوّل كيميائيًا إلى مواد أخرى في الجلد، تُسبِّب الحساسية، أو قد تتحول بعد التفاعل مع الهواء فتصير مُسبِّبة للحساسية.
أعراض حساسية العطور
عادةً ما تُسبِّب ردود الفعل التحسسية طفحًا جلديًّا بعد تعرّضك للعطر، لكن سُرعان ما يختفي، وقد تستمر بعض الأعراض الخفيفة لبضعة أسابيع، حتى بعد التعرّض للعطر لفترة قصيرة، ومن هذه الأعراض:
– أعراض جلدية:
الحكّة حتى عندما لا ترى أي طفح جلدي أو تهيّج في البشرة.
الحكّة حول العينين وفي الحلق.
تقشر البشرة أو جفافها.
احمرار البشرة.
إحساس بالحرق على بشرتك دون تهيّج أو تقرحات مرئية.
أن تكون أكثر حساسية لأشعة الشمس من المُعتاد.
أعراض التهاب الأنف:
قد تُسبِّب حساسية العطور التهاب الأنف أحيانًا، ما قد يؤدي إلى أعراضٍ إضافية مثل:
سيلان الأنف.
العطس.
احتقان الأنف.
إفرازات مائية من الأنف.
هل حساسية العطور تسبِّب ضيق التنفس؟
قد تكون صعوبة التنفّس من الأعراض الشائعة لحساسية العطور، والتي قد تظهر في صورة سعال وضيق تنفس وما إلى ذلك، وقد ذكرت دراسة نشرت عام 2016 في “Preventive Medicine Reports”، أنّ 17% عانوا صعوبة التنفس من أصل 366 شخصًا أفادوا معاناتهم من حساسية العطور.
وأشارت دراسة أخرى عام 2020 في “Environmental Science Europe” إلى أنّ 55.3% من 219 شخصًا كانوا حسّاسين للروائح عانوا مشكلات التنفّس لديهم.
ما آثار حساسية العطور في أسلوب حياتك؟
قد تتجاوز آثار حساسية العطور الأعراض الجسدية، فقد أفاد بعض الأشخاص فقدان عملهم أو وظائفهم بسبب الشعور بالمرض نتيجة التعرّض للعطور في مكان العمل، وذلك حسب دراسةٍ نشرنت عام 2019 في “Building and Environment”.
ووجد بحث نشر عام 2020 في “Environmental Sciences Europe” أنّ 51.5% من الأشخاص الحسّاسين للعطور أبلغوا عن عدم ذهابهم إلى أماكن معينة، إذا علموا أنّ العطور ستجعلهم مرضى، كما أفاد أشخاص آخرون بعدم قدرتهم على استخدام دورة المياه العامة بسبب المنتجات المعطرة في دورة المياه.
كيف تتغلّب على الحساسية وتستمع بعطرك؟
يعتمد علاج حساسية العطور على الأعراض والمادة المُسبِّبة للحساسية، كما يجب تجنّب المادة التي سبَّبت الأعراض في المقام الأول قبل استخدام أي علاج، وقد ذكر “Healthline” بعض طرق العلاج للتعامل مع الأعراض، ومنها:
1. أدوية الحساسية:
قد تساعد بعض أدوية الحساسية على تخفيف أعراض حساسية العطور، مثل الحكّة، خاصةً إذا كُنت تُفضِّل استخدام عطرٍ مُعيّن، ومن هذه الأدوية:
سيتريزين.
لوراتادين.
ديفينهيدرامين.
2. كريمات موضعية:
أيضًا قد تساعد كريمات “الكورتيكوستيرويدات” الموضعية على تخفيف أعراض الحساسية عند وضعها على المنطقة المصابة بالحكّة أو الطفح الجلدي، فهي تساعد على تخفيف الالتهابات.
3. حمام الشوفان الغروي:
يمكن أن يساعد حمام الشوفان في تهدئة الحكة والالتهابات، كما يمكن ضغط الشوفان بنقعه في الماء البارد في مادة رقيقة، مثل الجوارب الطويلة.
4. العلاج الضوئي:
يمكنك تجربة الضوء الأزرق أو الأحمر للمساعدة في القضاء على أي بكتيريا تهيّج البشرة، أو لتقليل استجابة الجهاز المناعي على بشرتك لتهدئة الأنسجة وإصلاحها.
5. اختبار مُسبِّبات الحساسية
إذا كانت أعراض حساسية العطور شديدة، فقد يُجرِي الطبيب اختبارات حساسية لتحديد المواد المُسبِّبة للحساسية بدقة، وبمجرد معرفة سبب الحساسية، يُنصَح بأن تتجنّب أي عطورٍ تحتوي على تلك المكونات.
نصائح لتجنّب أعراض حساسية العطور
بدايةً ينبغي أن تحاول تجنّب المادة المُسبِّبة للحساسية، فبمجرد أن تعرف تلك المادة، يجب أن تتحقّق من وجودها في أي عطرٍ تريد شراؤه، كما يمكنك تجربة العطور النباتية الطبيعية ما دمت ترغب في رائحة مماثلة، وبالوقت نفسه تريد تجنّب المواد التي تسبِّب لك الحساسية.
لكن قد لا يمكنك دائمًا تجنّب العطور، خاصةً إذا كنت تعيش أو تعمل مع أشخاص يستخدمون العطور لأسباب شخصية أو مهنية، لذلك عليك اتباع بعض الطرق التي يمكنها أن تساعدك في تقليل أو تجنبك أعراض حساسية العطور:
حاول أن تتجنّب المناطق الشائعة، حيث قد يمشي خلالها الأشخاص الذين يستخدمون العطور.
احتفظ بجهاز تنقية هواء صغير بالقرب من مساحة عملك، للمساعدة في الحفاظ على هوائك خاليًا من البروتينات المحمولة جوًّا، التي يمكن أن تُسبِّب أعراض حساسية العطور.
أخبِر من حولك بأنّ لديك حساسية تجاه العطور، حتى يتجنّبوا استخدام العطور في وجودك.
لا تستخدم أي منتجات معطرة على الإطلاق لتقليل تعرّضك المحتمل لمُسبِّبات الحساسية، وهذا قد يشمل الشموع ومعطّرات الجو.