الخميس, نوفمبر 21
Banner

الشّرق الأوسط والإنتخابات الأميركية: السيّىء أم الأسوأ؟

ساعات قليلة وتظهر، كما يُفترض، نتائج الإنتخابات الرئاسية الأميركية، معلنة إمّا فوز مرشّح الحزب الجمهوري الرئيس السّابق دونالد ترامب أو فوز مرشّحة الحزب الديمقراطي كاميلا هاريس، لتتضح بعدها معالم السياسة التي ستتبعها الإدارة الأميركية في الداخل والخارج، وخصوصاً ما يتعلق منها بالشرق الأوسط.

معالم السّياسة الشرق أوسطية للرئيس الأميركي الجديد إتضحت بعض معالمها من تاريخ المرشَحيْن، ترامب وهاريس، ومن بعض المواقف التي أدليا بها خلال الحملات الإنتخابية، وهي مواقف ستترجم على أرض الواقع مع بعض التغييرات التي ستفرضها التطورات المتلاحقة في المنطقة والعالم، مع إبقاء الخطوط العريضة لهذه السياسة على حالها.

هذه الخطوط العريضة للسياسة الأميركية حيال الشّرق الأوسط تنحصر، تاريخياً، في جانبين رئيسين فقط، هما: أولاً مصالح الولايات المتحدة في المنطقة، ومن أهمها النّفط ومصالحها الحيوية فيها؛ وأمن إسرائيل، أمّا غير ذلك فيبقى مجرد تفاصيل بالنسبة لأيّ إدارة أميركية جديدة لا تُغيّر من واقع الحال شيئاً، أيّ أنّ العرب والمسلمين سيجدون أنفسهم، كما جرت العادة في أيّ إنتخابات رئاسية أميركية، بين خيارين: السيّىء أو الأسوأ.

فمثلاً، ما يتعلق بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة منذ أكثر من سنة، فإنّ ترامب لا يوجد في أجندته ومواقفه ما اصطلح عليه “حلّ الدولتين”، بل هو أعلن بوضوح ومراراً دعمه بقوة إسرائيل ورئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو في حربه على القطاع وصولاً حتى تحقيق أهدافه هناك. لكن ما يثير الريبة في حال عودة ترامب إلى البيت الأبيض هو تشجيعه الإسرائيليين على استئناف الإستيطان في قطاع غزّة، ووضع سيناريو الترانسفير من غزة إلى سيناء موضع التنفيذ، فضلاً عن ضمّ الضفة الغربية، وممارسة الضغط على دول عربية كالسعودية كي تُطبّع العلاقات مع إسرائيل من دون انتظار قيام الدولة الفلسطينية المنتظرة.

في المقابل، فإنّ هاريس، في حال فوزها، لن تبتعد على الخط الذي سار عليه الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن حيال عدوانها على غزّة والضفة ولبنان. ومع أنّها قالت في مناسبات مختلفة تأييدها “حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم”، إلّا أن هذا الحق برأيها كان فضفاضاً ومقروناً دائماً بـ”حق إسرائيل في الدّفاع عن نفسها”، والتزام الولايات المتحدة بالدفاع عنها” في مواجهة أيّ تهديد أو مخاطر تتعرّض لها”.

بناءً على ما سبق فإنّه لا يُتوقع الكثير من التغيير في سياسة الإدارة الأميركية وطريقة تعاطيها ومقاربتها الأزمات في الشّرق الأوسط، كائناً من سيكون الفائز بين ترامب أو هاريس، ولا يُتوقع أن تُقدّم الولايات المتحدة أيّ تنازلات لصالح شعوب ودول المنطقة، خصوصاً في لبنان وفلسطين حيث يتعرّض الناس فيهما لعدوان إسرائيلي وحشي وارتكاب جرائم ومجازر تشارك فيها الولايات المتحدة عبر دعمها اللامحدود عسكرياً وإستخباراتياً وإقتصادياً للكيان الإسرائيلي، وهو دعم لا يبدو أنّه سيتوقف أو سيطرأ عليه أيّ تعديل.

عبدالكافي الصمد 

Leave A Reply