عاش سكان قرية هامبشاير البريطانية الشهيرة بقلاعها الأثرية، “سعادة مؤقتة” لأنهم أبصروا نور الشمس 12 دقيقة منذ بداية الشهر الجاري، بعدما كانوا غارقين في ظلام تسبّب بإصابتهم بكآبة شديدة.
وبحسب صحيفة “إندبندنت” البريطانية، اشتكى عدد كبير من السكان البالغ عددهم 4400 شخص أنهم لم يبصروا النور خلال الأيام الـ12 الماضية، إلا 12 دقيقة فقط لا غير، حتى قلعة “أوديهام” الضخمة في القرية حجبها الضباب الكثيف.
وعبّروا عن كآبتهم بالقول إنهم رغم اعتيادهم على هذه الحياة بشكل موسمي، لكنهم في كل مرة يعودون إلى الشعور بالكآبة الناجمة عن الظلام الطويل.
ولفت أحد الموظفين إلى أنه ما عاد يميّز الليل من النهار، ولا يشعر بمرور الساعات وهو عالق في مكتبه يعمل، حتى حين يحصل على فترة الراحة يكون الأمر مُضجراً ومثيراً للتوتر.
ذكرت لورين ديور (ربة منزل) أنّها شعرت بسعادة كبيرة، وتعدّل مزاجها عندما استمتعت بنور الشمس لمدة 12 دقيقة، لكن مع عودة الظلام، عادت إلى حياتها المظلمة.
بدوره، شعر أيضاً بهذه السعادة جارها الذي لم يذكر اسمه وكلبه مشيراً إلى أنه “ظن نفسه يهلوس حين رأى نور الشمس البرتقالي يلمع في وسط السماء”.
ما بين صيف وشتاء
عزا مكتب الأرصاد الجوية هذا الطقس إلى نظام الضغط العالي المرافق لرياح خفيفة مع نهاية أشهر الصيف، ما يتسبب بسماكة شديدة في الضباب يجعله صعب الانقشاع ويتحول لون السماء إلى الرمادي الغامق ناشراً الكآبة في الأرجاء.
لكن المتحدث باسم مكتب الأرصاد الجوية ستيفن ديكسون توقع انتهاء الضباب الكثيف مع نهاية الأسبوع الجاري، ورجح عودة الرياح لتتحرك بقوة مع أمطار وظهور للشمس في نفس الوقت.
الضباب المضاد للأعاصير
كشف ديكسون أن هذه الظاهرة تدعى “الضباب المضاد للأعاصير”، وأوضح أنها لم تشمل قرية هامبشاير فقط، بل امتدت إلى المملكة المتحدة ككل، ولكن بتفاوت بين المناطق، بمعدل وسطي 3 ساعات من أشعة الشمس في الأيام السبعة الماضية.
أما سكان اسكتلندا وأقصى شمال إنجلترا، فكانت حصتهم من الشمس أكثر بقليل من بقية البلاد بمعدل ساعة واحدة فقط من أشعة الشمس، وفقاً لديكسون.