قالت العرب ” لكل امرئ من اسمه نصيب”، شكك الكثيرون بصحة هذه المقولة واعتبروها صعبة التصديق، لكن من يعرف الرئيس نبيه بري يدرك صحة هذه المقولة، فهو نبيه ونباهته وحنكته يعترف بها الخصم قبل الصديق، وهو صعب المراس لا يمكن ترويضه فهو بري كما عبر يوماً عن نفسه.
كم هو عظيم هذا الرجل، يتعالى على الجراح كرمى عيون الوطن، يغض الطرف عن الإساءة إن كانت لشخصه ويردها بعنف إن طالت لبنان، يتجلى فيه شموخ الأرز، وصمود قلعة بعلبك، ونقاء ثلج صنين، وعنفوان صور، حامي الميثاقية، حارس الهيكل، صمام أمان لبنان.
كم هو عظيم هذا الرجل، كلما ازدادت عليه الضغوط ازداد صلابة، وكلما عظمت الخطوب ازداد قوة، وكلما ازدادت الفتن والدسائس ازداد حكمة، وكلما ازداد الخطر على لبنان ازداد مقاومة وصموداً.
كم هو عظيم هذا الرجل، حمل أمانة الإمام السيد موسى الصدر الذي غُيب بمؤامرة من الداخل والخارج لإسكات صوت الاعتدال في حفلة جنون الحرب الأهلية، فكان خير من حمل الأمانة، ثابتاً في حمل لواء الدفاع عن المحرومين، وملتزماً خطاب الاعتدال والعقل، والدفاع عن العيش المشترك.
كم هو عظيم هذا الرجل، الذي امتشق سلاح المقاومة، وأذاق العدو مرارة الهزيمة، بالرغم من ضعف الإمكانيات، والاستهداف والضغط عليه من قبل كثيرين للتخلي عن المقاومة، والترغيب والتهديد، فيصرح أُعطيكم ألف مجلس ولا أتنازل عن المقاومة.
كم هو عظيم هذا الرجل الثائر، يصل بفضل سواعد المجاهدين إلى سدة رئاسة المجلس النيابي، فيتحول إلى رجل دولة بكل ما للكلمة من معنى، حامياً للنظام الذي يطمح أن يكون أفضل، ومدافعاً عن لبنان وسيادته وحضوره مهما عظمت التضحيات، ويبقى ثائراً في سبيل تحقيق كل ما يفيد لبنان وشعبه.
كم هو عظيم هذا الرجل، يحمل في جعبته من الأرانب ما يناسب كل مشكلة، فيبتدع الحلول في أضنك الأوقات، هو الملجأ والملاذ في الملمات، ينتظر الناس في الأزمات ظهوره ليقرأوا في قسمات وجهه ما يمكن أن يُشيع في نفوسهم الطمأنينة، المتفائل دائماً، والمؤمن بأن الله يسدد خطاه.
كم هو عظيم هذا الرجل، يحمل بين يديه كرة نار التصدي للعدو الإسرائيلي، وعلى كتفيه ثقل جبال التفاوض من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان دون التفريط بحبة تراب، ودون الانصياع لشروط استسلام يحاول العدو فرضها، فيفرض الرئيس بري بحنكته وصبره وصلابته شروطه.
كم هو عظيم هذا الرجل، يحمل من جديد أمانة المقاومة، وهموم الطائفة الشيعية بعد اغتيال سماحة السيد حسن نصر الله وقيادات المقاومة، فيحميها بصدره، ويحنو عليها حنو الأب العطوف، والوالد الملهوف، وهو أمر ليس بجديد عليه، فيؤكد من جديد أن المارد الشيعي خرج من القمقم ولن يعود، دون تعصب أو تمذهب أو تقوقع، وهو القائل ” أنا شيعي الهوية، سني الهوى، لبناني وعربي المنتهى”.
كم هو عظيم هذا الرجل يقود سفينة لبنان في بحر متلاطم الأمواج إلى بر الأمان، ويقف اليوم سداً منيعاً في وجه الانهيار، يحمي لبنان بصدره، ويحمله في قلبه، لا يساوم على حق من حقوقه، ولا يفرط بحبة من ترابه أو نقطة من مياهه، همه أولا وأخيرا لبنان.
كم هو عظيم هذا الرجل، عظمته من عظمة لبنان، ومجده من مجده، فمجد لبنان أُعطي له.