يشكل معدل ضربات القلب في أثناء الراحة مؤشرًا مهمًا لصحة القلب ولياقة الجسم، حيث يساعد على تقييم احتمالات الإصابة بأمراض خطيرة مثل النوبات القلبية، والسكتات الدماغية، وأمراض الجهاز التنفسي.
ومع التطور التكنولوجي وانتشار الساعات الذكية، أصبح تتبع معدل ضربات القلب متاحًا لملايين الأشخاص حول العالم، ما يوفر فرصة لمعرفة أدق عن حالتهم الصحية، وفقًا لصحيفة ديلي ميل البريطانية.
دقة الأجهزة الذكية تحت المجهر
وتعتمد الساعات الذكية وأجهزة تتبع اللياقة البدنية على مستشعرات ضوء صغيرة لقياس معدل ضربات القلب، وعلى الرغم من دورها في مراقبة المؤشرات الصحية، يحذر الخبراء من أن هذه الأجهزة قد لا تقدم نتائج دقيقة دائمًا.
وعوامل مثل طريقة ارتداء الجهاز، لون البشرة، أو وجود وشوم على المعصم قد تؤثر على دقة القياسات، إذ تمتص البشرة الداكنة الضوء المستخدم في عملية القياس بشكل أكبر، ما يعيق قراءة صحيحة.
المعدلات الطبيعية لضربات القلب
وبحسب هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية “NHS”، يتراوح معدل ضربات القلب الطبيعي في أثناء الراحة بين 60 و100 نبضة في الدقيقة للبالغين.
ومع ذلك، تشير دراسات إلى أن المعدل المثالي قد يختلف حسب العمر والجنس، وعلى سبيل المثال، وجد أن الرجال في الخمسينيات من العمر الذين يسجلون معدلاً يصل إلى 75 نبضة في الدقيقة يواجهون خطرًا مضاعفًا للوفاة مقارنة بمن يسجلون معدلات أقل، مثل 55 نبضة في الدقيقة.
كما أظهرت دراسات أخرى أن كل زيادة بمعدل نبضة واحدة في الدقيقة ترفع خطر الوفاة بنسبة 3%، وخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 1%.
الاختلافات العمرية والجنسية
وفيما يخص الفروقات العمرية والجنسية، يتراوح معدل ضربات القلب في أثناء الراحة لدى الرجال بين 40 و52 نبضة في الدقيقة في سن الشباب “18-25 عامًا”، ويصل إلى 52-55 نبضة فوق 65 عامًا.
أما النساء، فتتراوح المعدلات بين 40 و48 نبضة في الدقيقة للرياضيات الشابات، بينما تسجل النساء فوق 65 عامًا معدلاً يتراوح بين 52 و55 نبضة.
أهمية تقلب معدل ضربات القلب “HRV”
ويعتبر تقلب معدل ضربات القلب مقياسًا إضافيًّا يعكس قدرة القلب على التكيف مع التغيرات الفسيولوجية والضغوط اليومية، وانخفاض هذا التقلب قد يشير إلى مشكلات في صحة القلب، ما يجعل متابعته أمرًا ضروريًّا.
وعلى الرغم من فوائد الأجهزة الذكية، ينصح الأطباء بعدم الاعتماد الكامل عليها لتشخيص صحة القلب، خاصة في حال ظهور أعراض مثل آلام الصدر أو ضيق التنفس، حيث تعتبر هذه الأجهزة أدوات مفيدة للمراقبة الأولية، لكنها لا تغني عن استشارة الطبيب في الحالات المقلقة.