إن صمود الجنوب أمام التحديات والغزاة عبر التاريخ يمثل أسطورة خالدة في ذاكرة الوطن. هو حكاية أرض وشعب يرفض الانكسار، ويضحي بالغالي والنفيس ليبقى وطنه شامخاً وعزيزاً. في كل زاوية من الجنوب، تنبض الأرض بحكايات البطولة، والتضحيات التي لا تزال تلهم الأجيال جيلاً بعد جيل.
ولطالما كان الجنوب حصناً منيعاً أمام الغزاة والطامعين، وبرز أبناؤه كأبطال يسطرون أروع ملاحم التضحية والإيثار. لم تكن التضحيات مجرد رد فعل على عدوان عابر، بل كانت نهج حياة يتجسد في الدفاع عن الأرض والعرض.
والرجال الذين ضحوا بأرواحهم، يسيرون نحو المعارك بقلوب صلبة، غير عابئين بالمخاطر. هم الذين يضعون الوطن قبل حياتهم، فتتحول دماؤهم إلى أوسمة على صدر الوطن.
أما الأمهات الجنوبيات، فخلف كل بطل شهيد، تقف أم قدمت أغلى ما تملك، وودعت ولدها بكل فخر، مؤمنة أن التضحية سبيل الخلاص والكرامة.
والجنوب لم يكن يوماً مجرد مساحة جغرافية، بل هو رمز للمقاومة والكرامة. على مر العصور، قاوم أبناؤه الاحتلال والاستبداد، ورفضوا الخضوع للقوى التي حاولت طمس هويتهم.
إن أبطال الجنوب هم شموخ الرجال وقوة الإرادة. وفي كل معركة خاضها الجنوب، وقف الأبطال بصلابة وصمود مذهلين، ولا تزال أسماؤهم محفورة في ذاكرة الوطن. لقد وقفوا في مقدمة الصفوف، وواجهوا الموت بشجاعة نادرة. ومن استشهد منهم، تركوا إرثاً من العزة والشرف، وأثبتوا أن دماءهم هي وقود الحرية والكرامة.
إن صمود الجنوب وتضحيات الجنوبيين ليست مجرد قصص تُروى، بل هي دروس تُلهم الأجيال الحاضرة والمستقبلية. إنهم البرهان الحي على أن الإيمان بالوطن والتشبث بالحق هما أقوى أسلحة الشعوب. سيبقى الجنوب رمزاً للصمود، وسيظل أبطاله مصدر إلهام لكل من يرفض الظلم ويطمح إلى الحرية.
الاعلامية الدكتورة جمانة عياد