الخميس, نوفمبر 28
Banner

عودة النازحين تكسر إرادة العدو!

لم ينتظر بعض النازحين من أبناء الجنوب والضاحية والبقاع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، بل بادروا الى حزم أمتعتهم في مراكز نزوحهم وغادروها بعد منتصف ليل الثلاثاء ـ الأربعاء عائدين الى مدنهم وبلداتهم، بدفع من شوقهم الى أرضهم التي تركوها قسرا بفعل العدوان الاسرائيلي المدمر.

مع ساعات الصباح الأولى، أقفلت الطرقات المؤدية الى مناطق العودة عن بكرة أبيها بأرتال السيارات التي تضم عائلات إختلطت مشاعرها بين سعادة غامرة بالرجوع الى الدار والأرض والتراب، وبين حزن على جنى العمر الذي دمره العدو بالرغم من أنه لا يشكل أي أهداف عسكرية أو مراكز تابعة للمقاومة، وعلى شهداء أحباء إرتقوا على طريق القدس.

في الضاحية راحت السكرة وجاءت الفكرة، فقد إستشهد السيد حسن نصرالله في 27 أيلول الفائت، وحال العدوان دون التعبير عن الحزن العميق لأهلها، لذلك فقد تقدمت هذه الخسارة على مجمل الخسائر المادية الأخرى من أبنية ومنازل ومؤسسات ومحلات تجارية، فكان لسان حال الأهالي العائدين، “كله يمكن تعويضه وكله سهل أمام خسارة سماحة السيد الشهيد”، ولم ينس هؤلاء اللازمة التي ترافق يومياتهم “لبيك يا نصرالله” التي تردد صداها في أرجاء الضاحية التي عادت الى حيويتها في تحدٍ مشهود لكل جرائم العدو الذي لم يفلح في كسر إرادة المقاومة ولا بيئتها لا بل عادت أكثر صلابة، في وقت أكد فيه عدد من نواب كتلة الوفاء للمقاومة الالتزام بإعادة الاعمار والتعويض على الأهالي.

شكلت هذه العودة الفورية ردا على كثير من المغالطات التي حاول البعض ترويجها والاصطياد من خلالها بالماء العكر، وهي أن النازحين لن يعودوا بعد تدمير منازلهم وهدم مدنهم وقراهم وأنهم سوف يستوطنون في الأماكن التي لجأوا إليها، لكن الوقائع دحضت كل ذلك، فكانت المقاومة الأهلية في إحتضان النازحين توازي المقاومة الميدانية، وقد توجت أيام النزوح بذكريات ستبقى محفورة في العقول والقلوب بين الضيوف والمستضيفين الذين جسدوا أسمى معاني الوحدة الوطنية التي ستساهم مستقبلا في فتح كثير من المناطق على بعضها البعض بعدما إنكسرت الحواجز النفسية التي كانت قائمة خلال سنوات خلت.

لا شك في أن النازحين كانوا الأقدر يوم أمس على رسم صورة إنتصار المقاومة على إسرائيل، خصوصا أن هؤلاء وخلال العدوان الوحشي والضربات التي وجهت تباعا الى حزب الله، راودتهم مشاعر القلق والخوف من عدم العودة الى مناطقهم التي يضع العدو الاسرائيلي عينه عليها ليحقق من خلالها هدفه الأساسي وهو إحتلال الشريط الحدودي والقضاء على المقاومة وإعادة المستوطنين النازحين الى شمال فلسطين المحتلة بالقوة، وبالتالي تهجير أبناء تلك البلدات والقرى بشكل كامل.

إلا أن صمود المقاومة وتصدي مجاهديها للعدو وضباطه وجنوده وآلياته ودباباته وأهدافه حال دون ذلك، ما أدى إلى سقوط مشروع العدو الذي وبعد كثير من الغطرسة التي تكسرت عند أقدام المقاومين في الخيام والبياضة وشمع وبنت جبيل وغيرها من قرى الحافة الأمامية، عاد ليرضخ للرؤية اللبنانية في تطبيق القرار 1701، ولوقف إطلاق النار ما سمح بعودة النازحين.

واللافت، أن القرار 1701 الذي تم التوافق على تطبيقه، ومن المفترض أن يبدأ تنفيذه إعتبارا من الساعة التي دخل فيها وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، قد سارع العدو الاسرائيلي الى خرقه ثلاث مرات يوم أمس، عندما أطلق النار على الصحافيين، وإعتقل أربعة مواطنين في بلدة الخيام، وبإطلاق مسيرات في سماء الجنوب، وهو أمر لا يبشر بالخير، خصوصا أن العدو سبق وخرق هذا القرار عشرات آلاف المرات على مدار 18 سنة، في حين أن إلتزام لبنان بالقرار سيتم تظهيره مع إستكمال إنتشار الجيش في جنوب نهر الليطاني.

غسان ريفي – سفير الشمال

Leave A Reply