الأربعاء, ديسمبر 4
Banner

إسرائيل تهز وقف النار.. وتحذير أميركي لنتنياهو من «لعبة خطيرة»!

كتبت صحيفة “اللواء”: أول اختبار جدّي لاتفاق وقف اطلاق النار بين اسرائيل وحزب لله وضع على الطاولة في وقت لم تنعقد بعد لجنة مراقبة الاتفاق الذي يتعرض باعتراف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، والوسيط الاميركي هوكشتاين لخروقات اسرائيلية موصوفة.

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تعرض للإهتزاز قبل بلوغ أسبوع على التوصل إليه، لا يزال قيد الإختبار، وفي الوقت نفسه تبقى الاتصالات الأميركية قائمة لمنع عودة الأمور إلى الوراء.

ورأت المصادر أن هذه الاتصالات قد تكون ضاغطة من أجل المحافظة على هذا الاتفاق، في حين أن اللجنة التي تراقب تنفيذ الاتفاق تباشر مهامها مع اكتمال نصابها، في حين أن الموقف الرسمي اللبناني منصب على الإلتزام بالقرار ١٧٠١ ودعم الجيش ومناقشة توسع انتشاره على الحدود.

فبعد اسبوع على دخول الاتفاق حيّز التنفيذ (27/11/2024)، وبعد تمادي الانتهاكات المعادية، وفي ضوء حق الدفاع عن النفس، بعد سقوط شهداء وتهديم مبانٍ وتجريفها، واستمرار الطلعات الجوية فوق كل لبنان، وصولاً الى العاصمة، وفي منطقة تخضع للاحتلال، ولا يشملها القرار 1701، الذي اعلن حزب لله إلتزامه به، ردّت المقاومة الاسلامية على اثر الخروقات المتكررة، وبعد التزام اسبوع كامل بعدم الردّ، وبعد عدم جدوى المراجعات للجهات المعنية، نفذ حزب لله مساء امس الاثنين (3/12/2024) رداً دفاعياً اولياً تحذيرياً مستهدفاً موقع روسيات العلم التابع لجيش الاحتلال في تلال كفرشوبا المحتلة.

وسارعت تل ابيب الى ابلاغ واشنطن عن عزمها الرد على حزب لله، وتوعد رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو برد قوي، بعد تنفيذ حزب لله ضربة على موقع عسكري اسرائيلي محتل في مزارع شبعا.

لكنه، قال بالمقابل، عازمون على الاستمرار في تطبيق قرار وقف النار والرد على خروق حزب لله، سواءٌ أكانت كبيرة او صغيرة.

واعلنت هيئة البث الاسرائيلية ان وزير الدفاع كاتس صادق على خطط لشن هجمات واسعة النطاق على حزب لله.

ولم تستبعد هيئة البث احتمال دخول اسرائيل القتال لعدة ايام.

وأكد مسؤولون أميركيون أن «الإسرائيليين يمارسون لعبة خطيرة في لبنان قد تعيد اندلاع الحرب»، وحذّروا من «احتمال انهيار وقف إطلاق النار الهش».

ونقل موقع «أكسيوس» عن مسؤولين أميركيين تأكيدهم أن «الإسرائيليين يلعبون لعبة خطيرة في الأيام الأخيرة، وإدارة بايدن تشعر بالقلق من احتمال انهيار وقف إطلاق النار الهش في لبنان بعد تبادل إسرائيل وحزب لله إطلاق النار في الأيام الأخيرة».

وأضاف موقع «أكسيوس»: «إذا انهار وقف إطلاق النار، فقد توسِّع إسرائيل عمليتها البرية في جنوب لبنان، مما قد يؤدي إلى تصعيد الحرب في المنطقة».

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي للصحفيين الاثنين إن «الضربات المتفرقة في الأيام الأخيرة كانت متوقعة، وحدث انخفاض كبير في أعمال العنف، كما أن آلية المراقبة تعمل بكامل طاقتها.. بشكل عام فإن وقف إطلاق النار صامد».

وأعرب الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين لاسرائيل عن قلقه بشأن ضرباتها المستمرة في لبنان، وابلغها انه يتعين عليها افساح المجال لآلية مراقبة وقف اطلاق النار.

وعلمت «اللواء» من مصادر دبلوماسية متابعة عن قرب لعمل لجنة الاشراف الخماسية على وقف اطلاق النار في الجنوب، «ان عضو اللجنة الضابط الفرنسي لم يتم تعيّنه بعد رسمياً لكن قد يتم تعيينه بين ساعة وساعة وسيصل الى بيروت هذا الاسبوع، بالتزامن مع او قبل زيارة وزيري الخارجية جان نويل بارو والدفاع سيباستيان لوكورنو الفرنسيين المقررة مبدئياً نهاية هذا الاسبوع، لمواكبة تطبيق قرار وقف اطلاق النار»، الذي تمادى العدو الاسرايلي في خرقه طيلة ستة ايام بلا وازع ما اضطر المقاومة الى تنفيذ ماوصفته «ردّا دفاعياً أولياً تحذيرياً مستهدفةً موقع رويسات العلم التابع لجيش العدو الإسرائيلي في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة».

وقالت المصادر لـ«اللواء»: ان اتصالات على أعلى مستوى تجريها فرنسا وبخاصة الرئيس إيمانويل ماكرون مع الجهات المعنية لا سيما الاميركية والاسرائيلية، بهدف وقف خروقات قوات الاحتلال لإتفاق وقف اطلاق النار. موضحة ان إلتزام العدو الصهيوني قد يتم بعد إنتهاء انتشار الجيش اللبناني في قرى الشريط الحدودي التي يتحرك بها جيش العدو بحرّية نظراً لإنعدام المرجعية القادرة على وقف الخروقات، طالما لم تباشر لجنة الاشراف على وقف اطلاق النار عملها بعد بإنتظار إنضمام الضابط الفرنسي.

واوضحت ان فترة الستين يوماً التي تضمنها اتفاق وقف إطلاق النار هي فترة لمعالجة الخروقات المتوقعة وليتم خلالها انتشار الجيش في قرى جنوب الليطاني كافة حتى الحدود مع فلسطين المحتلة.

وردا على سؤال عن سبل وقف الخروقات التي تتمادى بها اسرائيل خلال فترة الشهرين؟ قالت المصادر: ان هذا الامر تُسأل عنه الحكومة اللبنانية التي ابرمت الاتفاق، الذي لم يتضمن تفاصيل عن كيفية وقف الخروقات. مكررة انها قد تتوقف بعد انتهاء انتشار الجيش، وقالت: كلما اسرع الجيش بتنفيذ خطة الانتشار كلما ضاقت رقعة الخروقات.

لكن العدو الاسرائيلي لم يوفر الجيش من خروقاته، ما يؤكد حسب المصادر ذاتها ان الامور بحاجة الى حركة سريعة لا سيما من الجانب الاميركي.

وقد زار الجنرال جيفرز امس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، في حضور سفيرة الولايات المتحدة الاميركية ليزا جونسون. وتم البحث في مهمة اللجنة الخماسية المكلفة مراقبة وقف اطلاق النار. وفي خلال الاجتماع اكد رئيس الحكومة «ضرورة الالتزام الكامل بوقف اطلاق النار ومنع الخروقات الامنية وانسحاب العدو الاسرائيلي من الاراضي اللبنانية المحتلة».

وفي السياق، ابلغت فرنسا كيان الاحتلال بوجوب التزام كل الأطراف باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان. وكشفت الخارجية الفرنسية، أن الوزير جان نويل بارو، أكد في اتصال هاتفي مع نظيره الاسرائيلي جدعون ساعر»على ضرورة احترام جميع الأطراف لوقف إطلاق النار في لبنان». وذلك، بعد أن إنتهك العدو لإتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بـ54 خرقاً.

ورد وزير الخارجية الاسرائيلي جدعون ساعر باستغراب يقلب الحقائق: نسمع ادعاءات بأن إسرائيل تنتهك اتفاق وقف اطلاق النار في لبنان والعكس هو الصحيح!

ورأى المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري «أنّ مهلة الـ 60 يوما هي مرحلة تدريجية للتأكد من زوال تهديد حزب لله».

بري يسأل عن دور اللجنة

وشدّد الرئيس نبيه بري الذي عرض للخروقات وانتشار الجيش اللبناني في الجنوب مع العماد جوزاف عون، على ان ما تقوم به قوات الاحتلال من اعمال عدوانية تمثل خرقاً فاضحاً لبنود اتفاق وقف اطلاق النار، سواءٌ عبر تجريف المنازل في القرى الحدودية او عبر استمرار الطلعات الجوية وتنفيذ غارات في عمق المناطق اللبنانية، وسقوط شهداء، كما حصل في مرجعيون والهرمل.

ودعا بري اللجنة الفنية الى مباشرة عملها فوراً، وتساءل اين هي اللجنة بعدما تجاوز خرق الاتفاق 54 خرقاً اسرائيلياً، والمقاومة ملتزمة بعدم الرد؟

ورفض ان يكون ما تقوم به اسرائيل منذ بدء سريان وقف اطلاق النار وكأنه من ضمن بنود الاتفاق.

والموضوع نفسه بحثه الرئيس نجيب ميقاتي مع الرئيس المشارك لآلية تنفيذ ومراقبة وقف الأعمال العدائية الجنرال جاسبر جيفرز بعد ظهر امس في السرايا في حضور سفيرة الولايات المتحدة الاميركية ليزا جونسون، وتم البحث في مهمة اللجنة الخماسية المكلفة مراقبة وقف اطلاق النار.

وخلال الاجتماع اكد رئيس الحكومة ضرورة الالتزام الكامل بوقف اطلاق النار ومنع الخروقات الامنية وانسحاب العدو الاسرائيلي من الاراضي اللبنانية المحتلة.

وإجتمع رئيس الحكومة مع سفير قطر لدى لبنان الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني وتم البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين.

وفي خلال الاجتماع، جدد رئيس الحكومة شكر قطر على دعمها المستمر للبنان على الصعد كافة لا سيما في تجاوز تداعيات الحرب الاسرائيلية.

التوتير الإسرائيلي

وبعد ان اعادت الانتهاكات الاسرائيلية التوتير الى الاجواء، على وقع مزايدات داخل النظام الامني والسياسي في اسرائيل.

وتبارى نتنياهو ووزراؤه على التهديد والوعيد، ذكرت وسائل اعلام اسرائيلية ان التقييمات في النظام الامني ان رد فعل اسرائيل على صواريخ حزب لله سيكون قاسياً.

وقال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش: «إن حزب لله ارتكب خطأ فادحاً بإطلاق النار على إسرائيل ويجب علينا الرد بضربة قوية». كما قال الوزير السابق في حكومة الحرب رئيس حزب «المعسكر الرسمي» بيني غانتس: إذا لم نرد بقوة ضد الدولة اللبنانية فإننا سنعود إلى مرحلة المعادلات.

ورأى رئيس حزب العمل الإسرائيلي يائير غولان على انه «على الجيش الرد بقسوة على استفزازات حزب لله».

لكن مراسل إذاعة «الجيش الإسرائيلي» قال: أن الحزب اختار إطلاق النار على «جبل دوف» (مزارع شبعا) حيث لا يوجد سوى مواقع للجيش الإسرائيلي وهي منطقة متنازع عليها بالنسبة للبنانيين ولم يطلق النار على المستوطنات الإسرائيلية.

الا ان إذاعة الجيش قالت لاحقاً: ان الجيش يهاجم الآن (مساءً) أهدافا في جنوب لبنان بعد انتهاك وقف إطلاق النار! لكنها عادت ونقلت عن مسؤولين أمنيين قولهم: «إن الغارات التي نفذها الجيش في الساعة الأخيرة على جنوب لبنان ليست هي الرد على إطلاق حزب لله الصواريخ».

وكانت الخروقات المعادية استمرت في الجنوب وتحذير المواطنين الجنوبيين من الانتقال الى جنوب نهر الليطاني او العودة الى قرى الحد الامامي. وطالت العمق اللبناني، حيث أغارت مسيرة إسرائيلية بـ 3 صواريخ على مركز للجيش اللبناني في بلدة حوش السيد علي شمال قضاء الهرمل.

وأعلن الجيش على منصة «إكس»: أن مسيّرة للعدو الإسرائيلي استهدفت جرافة للجيش أثناء تنفيذها أعمال تحصين داخل مركز العبّارة العسكري في منطقة حوش السيد علي- الهرمل، ما أدى إلى إصابة أحد العسكريين بجروح متوسطة.

كما أقدمت طائرة مسيّرة تابعة للعدوّ الإسرائيليّ على استهداف أحد عناصر أمن الدولة العريف مهدي خريس من مديريّة النبطيّة الإقليميّة بصـاروخ موجّه، أثناء أدائه لواجبه الوطنيّ في بلدة مرجعيون ممّا أدّى إلى استشهاده.

كما توغلت قوة معادية راجلة معززة بعدد من الدبابات والجرافات والآليات باتجاه منطقة دوبيه غرب بلدة ميس الجبل لجهة بلدة شقرا. كذلك تقدمت قوات مشاة معادية ترافقها دبابات “ميركافا” الى مزرعة “شانوح” في مرتفعات حلتا، تحت غطاء ناري من الرشاشات والقنابل الدخانية، في عملية اقتحام لمنطقة لم تدخلها قوات العدو خلال المواجهات، وتقوم بإحتلالها مستغلة وقف اطلاق النار.

وعصرا ذكرت مصادر ميدانية أن أصوات الانفجارات التي تُسمع في المنطقة الحدودية، ناجمة عن نسف قوات الاحتلال إسرائيلية منذ الصباح مبانٍ ومنازل في كفركلا وميس الجبل. فيما قام العدو بأعمال تجريف في بلدة مارون الراس. اسفرت عن جرف مسجد بلدة مارون الراس بالكامل.

وكانت نتيجة الغارة ليلاً على بلدة طلوسة 3 شهداء وجريحان كما شن العدو غارة على بلدة ياطر، وكذلك على حاريص.

ولم يتأخر رد حزب لله مرة ثانية، اذ انطلقت صواريخ باتجاه سهل الحولة، ودوت صفارات الانذار في لهفوت هيشان بالجليل الاعلى.

كما شن العدو غارات على الريحان وسجد والقطراني وجباع وجبشيت والمنطقة الواقعة بين عين قانا وكفرفيلا، وبين اللويزة وجبل صافي ومليخ.

كما سجلت غارات اسرائيلية على حوش السيد علي على الحدود اللبنانية – السورية شمال الهرمل، وغارة على جرد وادي الزين في سلسلة جبال لبنان الغربية.

وسجلت حركة مسيرات ليلاً فوق بيروت والضاحية الجنوبية على علو منخفض.

وتحدثت المعلومات عن شهداء في ياطر وحاريص.

Leave A Reply