سرطان الثدي هو السرطان الأكثر شيوعاً لدى النساء على مستوى العالم. لذلك تنشط الدراسات والأبحاث العلمية لإيجاد أفضل السبل للقضاء على المرض.
فيما يلي أحدث التطورات الجراحية التي تساهم في تحسين جودة حياة الناجيات من سرطان الثدي، بالإضافة إلى الأعراض وأنواع سرطان الثدي.
أعراض سرطان الثدي
أول أعراض سرطان الثدي التي تلاحظها غالبية المصابات، وفق Cancer Research UK، هي وجود كتلة في الثدي أو بعض السماكة. لكن توجد بعض الأعراض التي يجب التنبه إليها أيضاً، وهي:
ظهور كتلة جديدة أو سماكة في الثدي أو الإبط.
تغيير في حجم أو شكل أو ملمس الثدي.
تغييرات جلدية في الثدي مثل التجعد أو التنقير أو الطفح الجلدي أو احمرار الجلد.
تسرب سائل من الحلمة لدى امرأة غير حامل أو مرضعة.
تغييرات في الحلمة، مثل انقلابها إلى الداخل.
أنواع سرطان الثدي
أنواع سرطان الثدي عديدة، ومن الضروري أن يقوم الأطباء بتحديد نوع السرطان وأنواعه الفرعية حتى يتمكنوا من تصميم العلاج الفعّال، مع أقل نسبة من الآثار الجانبية.
تشمل الأنواع الشائعة من سرطان الثدي، وفق “كليفلاند كلينك”، ما يلي:
سرطان الأقنية الغازي :(IDC) يبدأ هذا السرطان في قنوات الحليب وينتشر إلى أنسجة الثدي القريبة. إنه النوع الأكثر شيوعاً من سرطان الثدي. يبدأ هذا السرطان في قنوات الحليب وينتشر إلى أنسجة الثدي القريبة.
سرطان الثدي الفصيصي: يبدأ هذا النوع من سرطان الثدي في الغدد المنتجة للحليب (الفصيصات) في الثدي، وغالباً ما ينتشر إلى أنسجة الثدي القريبة. إنه ثاني أكثر سرطانات الثدي شيوعاً.
سرطان الأقنية الموضعي (DCIS): يبدأ هذا النوع أيضاً في قنوات الحليب. لكن الفارق عن غيره، هو أنه لا ينتشر خارج قنوات الحليب.
تشمل أنواع سرطان الثدي الأقل شيوعاً الآتي:
سرطان الثدي الثلاثي السلبي (TNBC): هذا السرطان الغازي عدواني وينتشر بسرعة أكبر من سرطانات الثدي الأخرى.
سرطان الثدي الالتهابي (IBC): هذا السرطان النادر سريع النمو وكأنه طفح جلدي على الثدي.
مرض باجيت في الثدي: يؤثر هذا السرطان النادر على جلد الحلمة وقد يبدو كطفح جلدي.
جراحات سرطان الثدي والتطورات
وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يتم تشخيص أكثر من مليوني امرأة بسرطان الثدي كل عام. تساهم التطورات في أساليب العلاج، بما فيها الابتكارات في مجال الجراحة، في مساعدة النساء وأطقمهن الطبية على تقديم رعاية مخصصة وتحسين نوعية الحياة.
وهناك خياران جراحيان لعلاج سرطان الثدي، هما: استئصال الورم واستئصال الثدي . وقد يُترك الخيار في كثير من الأحيان للمصابة، وفق ما تقول الدكتورة سارة ماكلولين، طبيبة جراحة الأورام ورئيسة قسم جراحة الأورام في “مايو كلينك”، في جاكسونفيل، فلوريدا، التي توضح السبب قائلة: “قد يكون بعض ذلك مرتبطاً بالسرطان، وقد يعود بعضه إلى التاريخ العائلي والعوامل الوراثية، وقد يكون البعض الآخر لتحقيق الراحة النفسية الشخصية”.
وتؤكد على أنه “إذا لم تكوني بحاجة إلى عملية استئصال كامل للثدي، فلن تتحسن حالتك أو تعيشي لفترة أطول لمجرد أنك أجريت هذه الجراحة”.
يتضمن علاج سرطان الثدي إجراء عملية جراحية لإزالة الأورام السرطانية من الثدي. غالباً ما يُستخدم مع علاجات أخرى، مثل العلاج الإشعاعي، والعلاج الكيميائي، والعلاج الهرموني، والعلاج الموجّه.
قد تُستخدم الجراحة أيضاً للحد من خطر الإصابة بالسرطان في المستقبل.
تشمل الخيارات الجراحية:
استئصال الأنسجة السرطانية والهامش المحيط من أنسجة الثدي الطبيعية.
استئصال الثدي: إزالة الثدي بالكامل.
خزعة العقدة الخافرة: إزالة عدد قليل من العقد اللمفاوية للتحقق مما إذا كان السرطان قد انتشر إليها.
تشريح العقد اللمفاوية الإبطية: إزالة المزيد من العقد اللمفاوية من تحت الذراع، إذا كان هناك العديد من العقد اللمفاوية الخافرة المصابة بالسرطان.
الجراحة الترميمية للثدي: بعد عملية استئصال الثدي بفترة يحددها الطبيب، من أجل إعادة بناء الثدي.
تتطور أساليب جميع هذه الخيارات بتطور المعرفة. على سبيل المثال، توضح الدكتورة ماكلولين أن الأبحاث أظهرت على مدار عقود معدلات بقاء على المدى الطويل متشابهة لعمليات استئصال الورم الموضعي وعمليات استئصال الثدي الكامل.
في حين أن بعض المرضى لم يعودوا بحاجة إلى إزالة العقد اللمفاوية تحت الإبط.
تركز تقنيات استئصال الثدي الحديثة على إزالة كمية أقل من الجلد والحفاظ على الحلمة والهالة قدر الإمكان.
وفي جراحة الأورام التجميلية لاستئصال الورم يسعى الجراحون إلى إجراء شقوق بعيدة عن موقع السرطان الفعلي. وبعد إزالة الأنسجة السرطانية، يعيدون ترتيب أنسجة الثدي المتبقية للحفاظ على شكل ثدي مقبول من الناحية الجمالية، كما تقول طبيبة الأورام الدكتورة سارة ماكلولين.
الدكتورة ماكلولين تركز في بحثها على تحسين نوعية حياة الناجيات من سرطان الثدي، وهي تساهم في إنشاء بنك حيوي لأنسجة الثدي باستخدام الأنسجة الثديية الزائدة من المتطوعين لتسريع البحث.
وتوضح “تعيش المصابات بسرطان الثدي لأعمار طويلة. لذا، فإن البقاء على قيد الحياة ازدادت أهميته كثيراً”.
مشاكل تتعرّض لها الناجيات من سرطان الثدي
واحدة من المشاكل المهمة للناجيات من سرطان الثدي اللواتي أزيلت لهن عقدة ليمفاوية، هي حدوث وذمة ليمفاوية – وهو تورم الأنسجة الناجم عن تراكم السائل الذي يتم عادةً إزالته بواسطة العقد الليمفاوية.
يمكن أن تسبب الوذمة الليمفاوية أعراضاً تتراوح من خفيفة إلى شديدة، بما في ذلك الانزعاج، والانتفاخ، والشعور بالضيق أو الثقل، والحد من حركة الأطراف، والالتهابات المتكررة، وتصلب الجلد.
وفي هذا الإطار عملت الدكتورة ماكلولين على دراسات للتنبؤ بالوذمة الليمفاوية ومنعها وتحسين علاجها، بما في ذلك تحديد المؤشرات الحيوية وتطوير استراتيجيات علاجية مخصصة.
وأوضحت أن “هناك تركيزاً كبيراً حالياً على التقنيات التي تقلل من خطر الإصابة بالوذمة الليمفاوية”، وتشمل هذه التقنيات رسم خرائط العقدة الليمفاوية الإبطية العكسية، التي ترسم العقد الليمفاوية التي تصرف الأطراف العلوية، وتفصلها عن تلك التي تصرف الثدي، مما يسمح للجراح بإزالة تلك التي تصرف الثدي فقط.
كما أن هناك خياراً آخر وهو إعادة بناء الجهاز الليمفاوي إذا تمت إزالة العقدة الليمفاوية على نطاق واسع.
يمكن أن تكون الوذمة الليمفاوية مسببة للإعاقة وتسبب مشكلة نفسية للمريضة كونها تذكرها دائماً بعلاج السرطان.
من هنا تقول طبيبة الأورام إن التركيز الشديد على الإدارة والعلاج المرتبط بها يصبح مضيعة للوقت ومكلفاً ومؤلماً بالنسبة للمرضى لإدارته، ونسعى إلى تقليل ذلك إلى أدنى حد ممكن”.
دائماً ما يُنصح بالتشاور مع الفريق الطبي المعالج، لتحديد الخطة العلاجية الأنسب لحالتك. العوامل التي قد تؤخذ في الاعتبار تشمل مرحلة السرطان، وتفضيلاتك الشخصية، وحالتك الصحية العامة. والهدف دائماً هو تقليل التدخلات إلى أدنى حد ممكن، مع تحقيق أفضل النتائج، وهي البقاء على قيد الحياة على المدى الطويل.