الأربعاء, ديسمبر 4
Banner

الاستحقاق الرئاسي.. بين إصرار بري وطموحات جعجع!

يقول زوار رئيس مجلس النواب نبيه بري، أنه “مصرّ على أن يكون للبنان رئيسا للجمهورية في جلسة التاسع من كانون الثاني المقبل، وعلى تشكيل حكومة في الشهر نفسه” وذلك بهدف إعادة تكوين السلطة وإعادة الإنتظام للمؤسسات الدستورية.

لا شك في أن إصرار الرئيس بري على دعوة سفراء الدول إلى هذه الجلسة، يهدف إلى إحراج كل التيارات السياسية أمامهم، ووضع الكتل النيابية أمام مسؤولياتها في إنجاز هذا الاستحقاق.

ويحاكي موقف حزب الله على لسان أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، لجهة “المساهمة الفعالة في إنتخاب رئيس الجمهورية”، توجه الرئيس بري، ما يؤكد أن “الثنائي” وحلفاءه سيعملون كل ما بوسعهم لتصاعد الدخان الأبيض من قبة البرلمان في ذاك اليوم الذي من المفترض أن يشهد إنتهاء الفراغ الرئاسي المستمر منذ سنتين ونيّف.

في المقابل، يبدو أن المعارضة وفي مقدمها حزب القوات اللبنانية، تعلن غير ما تضمر، حيث تحاول تياراتها الاستفادة من نتائج الحرب الاسرائيلية على لبنان لإيصال مرشح محسوب عليها، في حين لا يخفي نواب القوات نيتهم لطرح رئيسهم سمير جعجع لرئاسة الجمهورية.

ويُظهر سلوك جعجع بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ أنه ماض في تحضير الأرضية لتحقيق طموحاته الرئاسية، حيث سارع إلى الإنقلاب على ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون الذي لم يحظ بتصويت نواب الجمهورية القوية على تمديد ولايته في الجلسة التشريعية لمجلس النواب، فضلا عن محاولته التنصل من سؤال صحافي حول دعم القوات ترشيح العماد عون، حيث إعتبر أن “السؤال خارج الموضوع”، ليضرب بذلك مسارا إستمر لأكثر من سنة أوحى خلاله جعجع بدعم وصول قائد الجيش إلى قصر بعبدا.

تشير المعلومات إلى أن هذا الانقلاب أزعج الادارة الأميركية وعدد من الدول الراغبة بانتخاب العماد عون، حيث فوجئ سفراؤها عندما فتحوا الموضوع مع جعجع رفضه هذا الأمر، وتقديم نفسه مرشحا رئاسيا، وعندما أكدوا له أنه “شخص غير مرغوب به من مختلف التيارات السياسية”، أكد لهم أننا “غير مستعجلين على الانتخابات وقد إنتظرنا سنتين ولا ما مع لدينا من الانتظار إلى أن تتهيأ الظروف المناسبة للقوات ومرشحها”.

وتقول المعلومات أن موفد النائب السابق وليد جنبلاط النائب وائل أبو فاعور إلى معراب للبحث بالشأن الرئاسي قد سمع من جعجع الكلام نفسه، حيث أبلغه بضرورة “إنتظار نتائج الحرب لكي نبني على الشيء مقتضاه”.

ولا شك في أن جعجع يحاول أن يعقد الاجتماعات للكتل النيابية المعارضة في معراب لاقناعهم بدعم ترشيحه مطلقا العنان لوعود تقاسم السلطة مع بعض الطامحين من رئاسة الحكومة إلى التمثيل الوزاري والمناصب والمواقع الأخرى.

كما يبدو واضحا أن جعجع يحاول تعميم فكرة أن “المقاومة في لبنان إنتهت، بعد تفاهم وقف إطلاق النار”، ويقدم أوراق إعتماده للمحور الغربي من خلال إصراره على نزع سلاح المقاومة، من دون التعرض لإسرائيل أو حتى الاشارة لإعتداءاتها ووحشيتها وخروقاتها منذ بدء وقف إطلاق النار.

هذا السلوك القواتي تجاه إستحقاق رئاسة الجمهورية يوحي بأن التعطيل هذه المرة سيكون من جانبها مع حلفائها، خصوصا أن بعض التصريحات التي أدلى بها بعض المشاركين في لقاء المعارضة الذي عقد في معراب أمس تناقضت تماما مع البيان الصادر عنه والذي شدد على “ضرورة إنتخاب رئيس للجمهورية في جلسة التاسع من كانون الثاني” في حين قال النائب نديم الجميل وغيره أنه “إذا لم يصر إلى إعادة التوازن السياسي في لبنان لا يمكن إنتخاب رئيس للجمهورية”.

غسان ريفي

Leave A Reply