الخميس, ديسمبر 26
Banner

معالم حولا مندثرة…وعدّاد الشهداء “شَغّالْ”

بلدة حولا الواقعة على الحدود مع فلسطين المحتلة بقضاء مرجعيون في محافظة النبطية، يحدّها من الشمال بلدة مركبا الحدودية، ومن الجنوب بلدة ميس الجبل، ومن الغرب وادي السلوقي، وترتفع عن سطح البحر 800 متر، وقد ارتبط اسمها بموقع العبّاد، الذي يقع على تل شرقي البلدة، ويطلّ على إصبع الجليل والجولان وشمالي الأردن.

وحولا، شأنها شأن كل القرى الأمامية، تدفع ثمناً باهظاً لأي صراع أو حرب أو اعتداء منذ نشأة الكيان الغاصب، كما دفعت ثمن مجزرة مروعة ارتكبها العدو بحقّ أهاليها وهم نيام، خلال اجتياحه للجنوب في حرب تشرين الاول 1948، وذهب ضحيتها أكثر من 90 مدنياً عزّل، شيباً وشباباً. ومن حينه حتى اليوم، لم تتوقّف البلدة عن دفع ضريبة الدم.

ومع بدء الاشتباكات، بدأت نسبة النزوح من البلدة ترتفع رويداً رويداً إلى أن نزح الجميع عنها إلى مناطق أخرى في الجنوب والضاحية، لينزحوا مجدّداً مع توسّع العدوان إلى الجبل ومناطق أخرى، وبعضهم غادر إلى سوريا والعراق، وِفق ما يروي رئيس البلدية شكيب قطيش.

ويشرح أنّ أبناء حولا يعتمدون على زراعة التبغ والحبوب والزيتون وجني المواسم كمصدر أساسي للعيش، “لكنّ العدو حرق الحقول بداية الحرب ليجرفها خلال عدوانه، قبل أن يجرف ما تبقّى منها بعدما احتلّ البلدة، كما قصف كل الأراضي المزروعة بالقذائف الفوسفورية ما يحول دون زرعها لفترة زمنية طويلة”.

أفعال الإحتلال، كما يشير قطيش،”لم تقتصر على الحرق والجرف، بل تمدّدت الى تدمير البنى التحتية والمؤسسات والمدارس والمستوصفات ومبنى البلدية وخزّانات مياه الشفّة، وشبكات الكهرباء وأعمدة الإنارة وجرف الطرقات المعبّدة التي تربط مناطق حولا بعضها ببعض، إذ إنّ البلدة وبحكم موقعها الجغرافي، تنتشر على 6 تلال، وكل تلّة مستقلّة عن الأخرى، وتتوزّع عليها البيوت”.

وعليه، يؤكّد رئيس البلدية “أنّ حولا أُبيدت، ومعالمها إندثرت، ولم يبقَ معلم واحد يدلّ إلى أنّها كانت بلدة، حتّى أنّ الاحتلال لجأ إلى اعتماد أسلوب التفجير الجماعي، فبكبسة زرّ تمّ تسوية 150 مبنى وبيت بالأرض، والكلفة كبيرة ويستحيل تقديرها، وكلّ ذلك بهدف القضاء على مقوّمات العودة وجعلها منطقة عازلة، ففي النهاية هو عدو غاشم يلجأ إلى القوة والقتل والترهيب والقصف للقضاء على شيء اسمه حياة، لكنّها أرضنا وسنظلّ متمسّكين بها وبهويتنا الوطنية مهما كان الثمن كبيراً”.

ويشير قطيش الى “أنّ عدد الشهداء كبير، وقد تجاوز الـ 70 شهيداً حتى اليوم، إذ إنّ العدّاد لم يتوقف بفِعل وجود عدد كبير من المفقودين تحت الأنقاض ولا يسمح لأحد بانتشالهم، لا بل أقاموا ساتراً ترابياً لفصل المنطقة الغربية عن الداخل ومنع أحد من الدخول اليها”. وإذ حيا “الجيش اللبناني والدفاع المدني وكشافة الرسالة الاسلامية والهيئة الصحية وجميع من ساهم في إنقاذ مجموعة كبيرة من الاهالي، لفت إلى رفض خمسة مزارعين الخروج من أرضهم في حولا طيلة فترة الحرب وتوجّه الجيش والدفاع المدني وقوات الطوارىء الدولية للبحث عنهم لكنهم لم يعثروا على أي أثر لهم”.

أمّا الخروقات “الفاضحة” لاتفاق وقف إطلاق النار فيضعها رئيس البلدية “في عهدة المسؤولين والدول الراعية لهذا الاتفاق”، مطالباً بالضغط على العدوّ ووضع حدّ له”. ويختم بالقول: “لقد أثبتت التجارب على مرّ التاريخ فشل الحروب والقتل والاجرام في دفع الانسان إلى التخلّي عن مبادئه وأرضه وكرامته، لقد كُتب علينا أن نستمرّ في هذه المسيرة وسنستمرّ، مهما غلت التضحيات وكبر الثمن”.

المدى

Leave A Reply