مع إقتراب موسم الأعياد تستعد آلاف عائلات المنتشرين في الخارج للقدوم إلى لبنان، لقضاء عطلة الميلاد ورأس السنة مع الأهل والأصدقاء، بعد غياب قسري عن الوطن في أشهر الصيف، بسبب الحرب وتداعياتها الأمنية على الداخل اللبناني.
التوقعات الأولى تُشير إلى تدفق وصول اللبنانيين إلي مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري بمعدل خمسة آلاف مسافر يومياً، بعدما بلغت الحركة في الموسم الماضي ما يزيد عن ١١ ألف لبناني يومياً، رغم إندلاع حرب غزة، وإمتدادها إلى «حرب الإسناد» على الحدود الجنوبية.
ولكن اللبنانيين الراغبين بالقدوم إلى أرض الوطن تعترض سبيلهم، حتى الآن، مشكلتين يتطلبان معالجة سريعة على المستويين الإداري والمالي:
ــ المشكلة الإدارية تُختصر بعدم وجود محلات كافية على طائرات الشركة الوطنية طيران الشرق الأوسط، بسبب تأخر إستئناف برنامج الرحلات الى ١٢ كانون الحالي، حيث يبدأ إيضاً تسيير الرحلات الإضافية إلى البلدان التي تشهد إزدحاماً في طلبات الحجز، وخاصة الرياض ودبي وباريس ولندن.
ــ المشكلة المالية تكمن في إرتفاع أسعار تذاكر السفر إلى بيروت، سواء من البلدان الخليجية، أو من العواصم الأوروبية، فضلاً عن كندا والولايات المتحدة الأميركية، وذلك بنسب تصل إلى خمسين بالمئة على بعض الخطوط. وبلغة الأرقام فإن عائلة من خمسة أفراد قد تحتاج إلى ما لا يقل عن ستة آلاف دولار للقدوم من الدول الخليج العربي، وإلى عشرة آلاف دولار للمجيء من كندا والولايات الأميركية. هذا عدا المصروف اليومي الذي يُقدر بخمسماية دولار أميركي، كمعدل وسطي.
غني عن القول أن المسألة تتطلب تدخل وزارة السياحة، ووزيرها الديناميكي وليد نصار، لتشجيع مكاتب السفر على إبرام إتفاقات مع الميدل إيست وشركات طيران أخرى، وعدد من الفنادق من مستويات مختلفة، لوضع عروض متكاملة لأسعار السفر والإقامة في الفنادق بكلفة مدروسة، تراعي مصالح كل الأطراف المعنية، ويكون هدفها تخفيض كلفة القدوم إلى لبنان لتمضية عطلة الأعياد، للبنانيين وغير اللبنانيين، كما يحصل في دول أخرى في المنطقة، مثل مصر وتركيا واليونان، مما يؤدي حكماً إلى مضاعفة عدد اللبنانيين القادمين، فضلاً عن جذب مجموعات سياحية كبيرة من دول المنطقة.
نريد موسماً واعداً للأعياد.. البلد بأمسّ الحاجة لعائداته!
د. فاديا كيروز – اللواء