الجمعة, نوفمبر 22
Banner

الديار: أزمة الحكومة: المخارج مفقودة… وبكركي تستأنف مسعاها بعد عودة الحريري

هل سيتجاوز المسؤولون خلافاتهم ويسارعوا الى تشكيل الحكومة مع مطلع العام الجديد ام يواصلوا مسلسل الاستهتار بحق اللبنانيين ومصيرهم؟ هذا السؤال يتكرر منذ بدء الازمة الى اليوم، وهو مطروح الآن بقوة في ظل التطورات والاحداث المتسارعة داخليا واقليميا الضاغطة على لبنان واللبنانيين.

ففي الداخل يستمر الانهيار الاقتصادي والمالي منذرا بمزيد من التداعيات الخطيرة على الوضعين الاجتماعي والمعيشي واستتباعا على الوضع الامني الذي يشهد مؤخرا ارتفاعا في نسبة الجرائم والحوادث التي من شأنها ان تزعزع الاستقرار العام في البلاد. وتتواصل ايضا موجة ارتفاع عدد الوفيات والاصابات بفيروس كورونا ما يزيد الضغوط ايضا على الجسم الطبي والصحي وعلى القطاع الصحي بشكل عام الامر الذي ينذر بكارثة كما عبر نقيب الاطباء شرف ابو شرف امس.

والى جانب هذه المخاطر الداخلية يبرز المناخ المتوتر والمشحون في ظل ممارسات العدو الاسرائيلي والهستيريا التي تسود صفوف جيشه والمناورات المتتالية التي يجريها على الحدود الجنوبية، والمترافقة مع تصعيد الاعتداءات الاسرائيلية على سوريا وآخرها فجر امس من الجليل على مواقع سورية في الزبداني بين دمشق والحدود اللبنانية. يضاف الى ذلك التوتر المتصاعد في العراق على وقع التهديدات الاخيرة للرئيس الاميركي المنصرف ترامب ضد ايران والصراع المفتوح على كل الاحتمالات. وكذلك تشهد اليمن تصعيدا ايضا تميز امس بالتفجير الكبير الذي حصل في مطار عدن لدى وصول اعضاء الحكومة اليمنية الجديدة المدعومة من السعودية والذي ادى الى مقتل واصابة العشرات، وتلاه انفجار اخر قرب قصر المعاشيق حيث مقر الحكومة الجديدة.

كل هذا المشهد الداخلي والخارجي المتوتر والساخن لم يدفع المسؤولين والقوى السياسية في لبنان حتى الآن الى اتخاذ مواقف مسؤولة والخروج من لعبة عض الاصابع والمماحكات ولكي يحفّزهم لتشكيل الحكومة، بل بقوا اسرى للحسابات الضيقة وللرهانات على تطورات الخارج وفق حسابات كل فريق.

ووفقا لمراجع مطلعة فإن الوضع الحكومي الذي اقفل في نهاية العام على مزيد من الخلافات بين الرئيسين عون والحريري حول التشكيلة الحكومية لم يشهد في الايام الاخيرة اي تطور يؤشر الى امكانية ولادة الحكومة قريبا، لا بل ان ما جرى في لقاء بعبدا الاخير اكد استمرار الهوّة بين الطرفين.

وقالت المراجع ان هناك عقبة اساسية غير الخلاف على الاسماء والحصص هي مشكلة فقدان الثقة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف وكذلك بين القوى السياسية المؤثرة والفاعلة، مشيرة الى ان هناك حاجة ملحة للشغل على معالجة هذه المشكلة التي ربما تشكل مفتاح الحلول نحو تشكيل الحكومة.

وفي هذا المجال كشفت مصادر مطلعة لـ«الديار» ان بكركي في صدد استئناف مبادرتها مع عودة الرئيس الحريري من الخارج، وان البطريرك الراعي عازم على القيام بمزيد من الجهود للدفع باتجاه الخلاص، وانه سيجدد ابلاغ المسؤولين المعنيين انه حاضر لاي تدخل مباشر من اجل تقريب وجهات النظر واخراج الحكومة من عنق الزجاجة.

وبرزت في هذا الاطار زيارة المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم لبكركي حيث شكلت مناسبة للبحث في الوضع الحكومي والاوضاع الامنية.

وتوقعت المصادر ان يكون للواء ابراهيم مع مطلع العام الجديد تحرك ايضا في اطار السعي الى اعادة تحريك عملية تشكيل الحكومة انطلاقا من عودة اللقاءات بين عون والحريري. وقالت المصادر ان تحرك ابراهيم مع استمرار مسعى البطريرك الماروني المدعم بكلام قداسة البابا فرنسيس الاخير حول لبنان بالاضافة الى الجهود والضغوط الفرنسية يمكن ان تفتح ثغرة في جدار الازمة الحكومية وتعيد النقاش الى سكة الحلول.

وامس قال سفير لبنان في الفاتيكان فريد الياس الخازن ان كلام قداسة البابا الاخير عن لبنان له وقع على الاوساط الدولية المعنية بالشأن اللبناني وان الرسالة التي وجهها قداسته الى اللبنانيين عبر البطريرك الماروني هي تعبير صادق عن اهتمام مميز بلبنان.

واكد ان الفاتيكان كما الفرنسيين تدعو اللبنانيين الى مساعدة انفسهم لكي ينالوا المساعدة والدعم الدوليين.

ولفت الى ان التشاور بين الفاتيكان وفرنسا حول لبنان ليس بالامر الجديد، لكنه قال ان لا مبادرات فاتيكانية منفصلة عن المبادرة الفرنسية.

وفي الشأن الحكومي والوضع السياسي العام قال مصدر نيابي مطلع امس للديار انه لم يحصل شيء منذ لقاء بعبدا الاخير بين عون والحريري وان الامور تبدو مجمدة حتى اشعار آخر.

وعبر عن قلقه من استمرار ازمة فقدان الثقة بين الرئيسين، مشيرا الى ان لا احد يستطيع التكهن حول التطورات المتوقعة في بداية العام الجديد.

وردا على سؤال قال انه لم تطرح بعد لقاء بعبدا اية اقتراحات او مخارج لتقريب المسافة بين عون والحريري، لكن الابواب مفتوحة مع مطلع السنة الجديدة لاستئناف الحركة التي تمهد لعودة اللقاءات بينهما.

خطر كورونا وصرخة الجسم الصحي

على صعيد اخر يبرز التحدي الخطير المتمثل بازدياد عدد الوفيات والاصابات بفيروس كورونا في ظل الفوضى في الاجراءات الوقائية، وترتفع الاصوات من جهات معنية مختلفة محذرة من الوضع السيىء والخطير الناجم عن هذه الموجة المستمرة منذ اسابيع.

ووجه نقيب الاطباء شرف ابو شرف امس نداء وتحذيرا للاطباء وللبنانيين لتدارك كارثة وباء كورونا مع الصعود المضطرد لعدد الوفيات والاصابات وللاكتظاظ في المستشفيات ومختلف القطاعات الصحية، مشيرا الى ان من بين الذين توفوا من كورونا عشرة اطباء وهناك 15 في العناية الفائقة و200طبيب في الحجر الصحي.

ودعا الى التشدد في تنفيذ الاجراءات الوقائية واقفال النوادي والملاهي الليلية والمقاهي والمطاعم التي لا تتقيد بهذه الاجراءات.

ولم تستبعد مصادر مطلعة ان تقرر لجنة كورونا بعد راس السنة الاقفال العام لاسبوعين على الاقل مع الابقاء على حركة المطار.

«الديار» تسأل الكتل عن اولويات مطلع العام

ومع وداع سنة 2020 واطلالة العام الجديد سألت الديار اعضاء في الكتل النيابية عن الاولويات في مطلع العام الجديد، فاجمعوا على الاسراع في تشكيل الحكومة لكنهم تباينوا في مقاربة الوضع العام، وفي معالجة الازمة.

* عضو كتلة الجمهورية القوية النائب جورج عقيص: المطلوب في مطلع العام الجديد عنوان واحد هو التغيير لأنه لا يمكن ان نستمر على النحو الذي نسير عليه، لا بإدارة الدولة ولا بانقاذ ماليتنا ولا بانقاذ مجتمعنا. نتمنى ان يكون عام 2021 عام التغيير، واذا لم نستطع ان نغير بحكومة متجانسة بعيدا عن الحسابات السياسية فليكن التغيير بانتخابات مبكرة، واذا كان الأمران متعذرين اعتقد ان التغيير يجب ان يأتي من قبل الناس وان تستكمل ثورة 17 تشرين السلمية والتي غيّرت مفاهيم كثيرة في الدولة. هذه هي العناوين الثلاثة التي تركز عليها القوات اللبنانية : حكومة اختصاصيين، او انتخابات مبكرة، والا ان تستمر الثورة.

* عضو كتلة التنمية والتحرير غازي زعيتر : بعد ازمة كورونا صار المطلوب بالدرجة الاولى الانتهاء من هذا الوباء الخطير، والمطلوب ايضا ان نوحّد موقفنا جميعا رغم الاختلاف في وجهات النظر من اجل مصلحة البلد التي تقتضي منّا جميعا ان نذهب باتجاه ايجاد الحلول ولو بالحد الادنى لبناء البلد والنهوض من جديد.

* ايوب حميد عضو كتلة التنمية والتحرير توجه الى اللبنانيين الصابرين الصامدين متمنيا ان يكون العام الجديد «بداية بلسمة لاوجاعهم وجراحاتهم، وان يكون هناك فرصة حقيقية لتشكيل حكومة قادرة على استعادة الثقة بين اللبنانيين كما بين الافرقاء السياسيين، وان يبقى لبنان رغم كل الواقع الاليم وهذا الحصار الكبير الذي نتعرض له مشعا بالحضارة التي تعطي للانسانية ما أعطته في مراحل سابقة من حيوية وتآلف في كل المجالات».

* عضو تكتل لبنان القوي سيمون ابي رميا : هناك سيارة اسمها لبنان، علينا ان نضعها على السكة الصحيحة وان نجعلها تنطلق جيدا. وفي السيارة القديمة هناك درجات لقيادتها واحد، اثنان، ثلاثة، اربعة. لذلك اولا مطلوب حكومة ثم اصلاحات، وبعدها المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، ثم انعاش سيدر من جديد لكي نوقف الانهيار الاقتصادي والمالي الذي نعيشه. وفي حال لم نضع الـ«بريميير» اي ان نؤلف الحكومة فان السيارة لن تقلّع او تسير وتصل. اذن الاساس هو ان يكون لدينا سلطة تنفيذية تدير شؤون البلد وتفاوض المجتمع الدولي ليكون الى جانبنا من اجل وقف الانهيار، وغير ذلك كل شيء يكون مجرد تضييع وقت ومزيد من الانهيار والانتحار.

* عضو كتلة اللقاء الديموقراطي هادي ابو الحسن : المطلوب مصلحة لبنان واعلاء مصلحة الوطن والمواطن وان نوقف عملية الحاق لبنان بحسابات خارجية وان نعلي حسابات الشأن الوطني. المطلوب قليلا من الاحساس بمشاعر الناس ووجع اللبنانيين. والخطوة الاولى هي الافراج عن الحكومة سريعا وتبنّي الورقة الفرنسية للبدء بعملية الاصلاح والتفاوض مع صندوق النقد الدولي كي ننقذ ما تبقى. والمطلوب ان نبدأ بعملية ترشيد الدعم التي تأخرت وان نبدأ بحسم الملفات.

* عضو كتلة المستقبل نزيه نجم :المطلوب تنفيذ ما اتفق عليه في قصر الصنوبر لكي نرى كيف نؤمن مصلحة البلد وشعبه وغير ذلك هو كلام باطل. اذا لم نستطع ان نتفق على ابسط حقوق الشعب اللبناني وعلى ابسط المواضيع كيف نؤمن مصلحة البلد؟ لكن مع الاسف ما زلنا نسمع ان وزارة الداخلية لفلان ووزارة العدل لفلان والدفاع لفلان. لا، هذه الوزارات كلها للبلد وهي ليست لفلان او لفليتان. سعد الحريري مع حفظ الالقاب اتى لينفذ اتفاقا اتفقنا عليه جميعا في قصر الصنوبر واذا لم يكن لديه فريق عمل لا يستطيع ان يعمل.

Leave A Reply