الخميس, ديسمبر 12
Banner

ماذا تعني الإعتداءات الإسرائيلية على سوريا؟

من الطبيعي أن يمر الحكم الجديد في سوريا في مرحلة إنتقالية، قبل أن يتمكن من تثبيت قواعد السلطة الجديدة، لا سيما وأن التغيير الجذري في مواقع الدولة، يحصل بعد حقبة أسدية تجاوزت الخمسين سنة في عهدي الأب والإبن.

ولكن العدو الإسرائيلي إستغل إنهماك القيادة الجديدة في ترتيب أوضاعها، وعمد إلى تنفيذ سلسلة إعتداءات على جانب كبير من الخطورة، بدأت بالسطو على المنطقة العازلة في الجولان، والسيطرة على قمة جبل الشيخ، والتنصل من إتفاقية فصل القوات المبرمة بعد عام ١٩٧٤، رغم وجود قوات دولية „إندوف”، بموجب قرار صادر عن مجلس الأمن الدولي.

وسرعان ما توسعت الإعتداءات الإسرائيلية عبر غارات مكثفة على مختلف المواقع والثكنات والمطارات العسكرية، ومخازن الأسلحة ومراكز البحوث العلمية، والقواعد البحرية، وتدمير كل ما له علاقة بالقدرات العسكرية للدولة السورية، بحجة تجنب وقوعها في إيدي الحكام الجدد.

الطائرات الإسرائيلية تعربد في الأجواء السورية، وتنشر الدمار على إمتداد الجغرافيا السورية، والمجتمع الدولي يشيح بأنظاره عن العدوان الإسرائيلي، والإعلام العالمي يركز على هوية القيادات الجديدة، وميولها الإسلامية، وعما إذا كانت على صلة بتنظيم القاعدة، فكراً ونهجاً.

وكانت „قيادة العمليات” قد سارعت إلى إتخاذ سلسلة خطوات مدروسة، سواء بالنسبة لتطمين الأقليات، وعدم المس بالأماكن الدينية، والدعوة للحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، ومنع الإعتداء على مؤسسات الدولة ومرافقها المختلفة، ونشر قوات النخبة في دمشق لتأمين أمن العاصمة، فضلاً عن إبداء الإستعداد للتعاون مع الحكومة الراهنة، والإستفادة من خبرات رئيسها وبعض الوزراء في المرحلة الإنتقالية، مما يؤكد الحرص على الإنتقال السلس للسلطة، والإبتعاد عن إثارة المشاحنات الإستفزازية، وتجنب القرارات الإنفعالية، والإلتزام بتعهدات سوريا في المعاهدات والإتفاقات الدولية، وخاصة

إتفاق فصل القوات في الجولان.

وحدها المملكة العربية السعودية بادرت إلى إدانة الخطوات الإسرائيلية في الجولان وجيل الشيخ، مؤكدة في بيان صادر عن الخارجية السعودية بأن الجولان أرض عربية، وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته في وقف الإعتداءات الإسرائيلية.

سوريا الغد أمام تحديات كبيرة، وإستقرار النظام الإنقاذي الجديد يساعد على تعزيز الإستقرار في المنطقة، إلى جانب تأكيد عودة سوريا إلى الصف العربي.

فهل يمد العرب يد المساعدة والدعم لسوريا الجديدة؟

 صلاح سلام  – اللواء

Leave A Reply