الخميس, ديسمبر 12
Banner

من صور الى حضرة الرئيس نبيه بري المحترم

من صور الى حضرة الرئيس نبيه بري المحترم

صور الكاملة الجمال التي تكلم عنها الأنبياء قديما. مدينة حدودها أعالي البحار. هي بلد بعل، وبلد ملكارت وحبيبته الحورية تيروس وارجوان الملوك. هي ملقى الالهة بالبشر والماضي بالحاضر. والبحر باليابسة.

مدينة دمغتم يا صاحب الدولة. ودمغتموها انتم بسحركم وحبكم. مدينة الحرف والأبجدية التي اقترنت بالعنفوان تقف كما دوما شامخة تنظر الى الأزرق الكبير وترمي فيه احزانها ملحا تملح البحار. على شواطئها تكسرت سفن الاسكندر. احترقت حجارتها ومن روحها لم ينل. منها ابحرت اليسار الملكة تبني ارضا جديدة . 

نعم انها قصص التاريخ وسحر الماضي. هي مقلع القوميين العرب وثورة 1958.  وهي مدينة الأمام الكبير الذي تصدر تاريخنا ومشى بنا الى الدولة. هي انطلاقة أفواج المقاومة واملنا بغد يشبهنا. 

وهي مدينتكم التي بنيتم واقعها الحديث وعزتها.  لكم فيها احجار القلوب في عمارة حضوركم في هذا البلد.  الهمتم أهلها .  فصمدوا كما تعودوا واسطوريا في كل حرب و عدوان. 

صور اليوم تلملم أشلاءها، تجمع حجارتها واشياءها وتستعيد نقاوتها. تعود كي تنشد للمتوسط انشودة جديدة، ببركة  ام  البحار مريم وعلى أصداء آذان المساجد تتلو للفجر والمساء صيغ العيش الواحد. ستبقى ترسم لهذا اللبنان اسطورة العيش والتفاعل في ظل عصف حروب الأحقاد والاديان.

 لقد دمّر العدوان الأخير خمسين مبنى متعدد الطوابق. اختفت او تدمّرت بالكامل. لم يرحم الغاشم الذكريات ولا حتى ارشيف الصور ولا ملاعب الأولاد ولعبهم. فالموت يلهو بكل شيء الا الحياة. فهم لم ينل ولن ينل من إرادة عيش الناس وعزتهم. ارهقهم التعب فقط.  وكيف ينال الملعون منهم والحكيم اضحى حاكما؟ 

تراهم ينظرون اليكم، واثقين بحكمة الأستاذ. متعلقون هم حتى بالأشلاء وبقايا الحنايا والردم.

صوريون هم يرفضون الذل ويهومون حتى فوق الركام بحثا عن امل.

لا بل انهم متعلقون بأمكنتهم اكثر.

ارض ساحة لتسطير ملاحم الحب اعمالا ولو على الركام وتضافرا وكرما وضيافة ولو حتى على القليل. يتقاسمون واهلهم خبز الارض بركة  ما دمرها الموت. 

فأرضهم ما انفكت ارض السلام على الرغم من اللعنات. مازالت صور مكان راحة وحب وتفاعل وغوث. غريب امر أهلها الصامدين.  ام أقول لكم لا عجب في ذلك، لانّ من سلّم امره لربه يسلم، ولا تنال منه الاهواء!

يستحضرني صمود رئيس بلديتها المهندس حسن دبوق كل فترة الحرب إلى جانب القلة من احباء واعزاء.  يستحضرني صمود البحارة وما تبقى من شوارع. يستحضرني كل هذا الحب والتعلق والكمّ من البركات.

لذا، وبناء على كل افاشين الحب ومزاميره ابلغ دولتكم بأنّ صور ستنهض. وستعود امّ المدائن والتاريخ الذي تسطره وسطرته اليوم.  أؤكد لكم بانّ لا شيء يغلب البحر ولا صوت يعلو فوق صوته.

م.ناصيف سقلاوي

 

 

Leave A Reply