الإثنين, ديسمبر 23
Banner

إلتزام عسكري صارم بترتيبات وقف النار.. بلاهوادة أو تهاون

مع سعي السلطات الجديدة في سوريا الى تثبيت توجهات الحكم بعد أحداث 8 ك1، التي انهت حكم آل الأسد، تتحرك السلطات اللبنانية على الجهات الحدودية من الجنوب حيث يمضي الجيش اللبناني في الانتشار، وفقا لخطة قيادته التي أقرت في جلسة مجلس الوزراء في صور السبت الماضي، ويثبت تواجده على ارض الخيام عند الحافة الحدودية حيث كانت هناك أمُّ المعارك بين قوات الغزو الاسرائيلي وعناصر حزب لله، في وقت تحاول فيه القوى الامنية من امن عام الى قوى الامن الداخلي والجيش ضبط المعابر الشرقية (المصنع) والشمالية التي ما تزال قيد العمل لضبط حركة العبور بالاتجاهين عليها.

وحضر الملف اللبناني بكل حيثياته، وبالترابط مع التغييرات الجارية في سوريا على مدى نصف ساعة بين الرئيس نجيب ميقاتي والبابا فرنسيس في الفاتيكان، لجهة اهمية الدور المسيحي، واعتبار ان رئاسة الجمهورية لا تعني المسيحيين وحسب، بل كل «مكونات المجتمع اللبناني» على حد تعبير رئيس الحكومة.

وشدد ميقاتي بعد اجتماع مع امين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بياترو بارولين على ان لبنان بصدد انتخاب رئيس يكون قادرا على جمع اللبنانيين تحت سقف الدستور، مشددا على دعم الفاتيكان للبنان في المحافل الدولية.

ومع هذه الحركة النشطة، لضبط الامن في الداخل، وعند المعابر نشطت الحركة النيابية باتجاه البحث عن نقاط تلاقٍ، مع بدء العد التنازلي لجلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية في 9 ك2 (2025).

وقالت مصادر مواكبة للحراك الرئاسي لـ «اللواء» أن ازدحام الاتصالات بشأن الملف الرئاسي مقرونا بتحرك بعض المرشحين الرسميين للرئاسة يوحي بجدية الملف، ورأت ان هناك كتلا نيابية لم تكشف أوراقها بعد في انتظار استكمال ما لديها من مشاورات، معربة عن اعتقادها أن هذا الملف قد لا يأخذ استراحة طويلة في الأعياد إذا كان يتسم بالعجلة.

وأوضحت هذه المصادر أن عدم تبني نواب لأي مرشح حتى الآن مرده إلى عملية انتظار وترقب لبعض التفاصيل، وأكدت أن الشخصيات التوافقية والتي تفضلها بعض الكتل للترشح قد تظهر في الوقت المناسب ،معلنة أن المعارضة لن تقبل إلا بمرشح يواكب المرحلة الجديدة.

واكدت مصادر نيابية تشارك في حركة الكتل النيابية لـ«اللواء»، ان الاتصالات واللقاءات التي جرت حتى الان لم تصل بعد الى تقاطع حول اسم توافقي او اسمين لرئاسة الجمهورية، وقالت: ان كل الحراك الجاري كان هدفه التوصل الى تقاطع وهو ما ايدته كل الاطراف، لكن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع اوحى لمن التقاهم انه متردد في تسمية مرشح توافقي لأنه يرى امامه على ما يبدو فرصة للترشح، لذلك اعلن انه يمكن ان يترشح اذا توافر الحد الادنى من تأييد الكتل النيابية له.

واوضحت المصادر المشاركة في الحراك النيابي ان هناك ليونة واضحة لدى ثنائي امل وحزب لله ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل حيال التقاطع، وأن باسيل يبحث عن موافقة القوات على هذا التقاطع. وان الاتجاه الغالب لدى الكتل النيابية هو اختيار رئيس وسطي محايد ولديه رؤية اصلاحية ومنفتح على العلاقات العربية، وقالت ان البحث لم يتطرق بعد الى موضوع الحكومة الجديدة التي ستتعامل مع الرئيس الجديد والامر متروك لمرحلة اخرى بعد التوافق على شخص الرئيس.

وعمّا اذا كان التوصل الى تقاطع بين معظم القوى السياسية صعباً ام سهلاً؟ قالت المصادر لـ «اللواء»:لا بد من التنازل وتقدم كل طرف خطوة او خطوات نحو الآخر. وعن موقف تيار المردة من ترشيح رئيسه سليمان فرنجية قالت: ان تيار المردة وفرنجية بالتحديد هو ربما الاكثر واقعية حسبما لحظنا، وهو متفهم لكل ظروف لبنان والمنطقة المحيطة به، وقد يتماشى مع هذه الظروف، لكن اذا ترشح جعجع فإن فرنجية سيؤكد تمسكه بالترشيح.

ورأت المصادر ان الاسماء التي تتقدم غيرها نحو تبنيها من معظم الكتل هي النائب نعمة افرام والوزير الاسبق زياد بارود والمدير العام بالإنابة للامن العام اللواء الياس البيسري. موضحة يبدو ان افرام تلقى اشارة معينة بأن يترشح رسمياً.

وبقي سفراء الخماسية على خط الاتصالات والمشاورات، ونقل النائب غسان سكاف عن سفير المملكة العربية السعودية في بيروت وليد بخاري، بعد الاجتماع به، ان ايجابيات ظهرت، من «شأنها بلورة تفاهمات لعقد جلسة نيابية قد تنتج رئيساً للجمهورية» وفقاً للنائب سكاف، الذي نوه بـ «دور المملكة في كل المحطات التي تخص لبنان، ووقوفها دائما الى جانب هذا البلد الذي تعرض لاهتزازات كبيرة».

أفرام في معراب

وفي اطار التحركات النيابية، وفي اليوم التالي لاعلان ترشحه للرئاسة الاولى، زار النائب نعمة افرام معراب، واجتمع لمدة ساعة كاملة مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع..

وقال افرام: انا مرشح طبيعي لرئاسة الجمهورية، ومستمر في الجولات على مختلف الكتل، وسأبقي «الحكيم أي جعجع» على الاطلاع. وقال: ستستمر اجتماعاتنا في معراب.

وايد تأييده على تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته.

وردّا على سؤال، قال: «خلال الـ60 يوماً بدأ التنفيذ في ما خص وقف إطلاق النار، لكن الالتزام لم يكن بالسرعة المطلوبة، وحزب لله وجميع المسؤولين الذين وقّعوا هذا الاتفاق باتوا ملزمين به، وهو ينص على أن يكون السلاح كله بيد الدولة اللبنانية والجيش اللبناني تحديداً، ومسؤولية رئيس الجمهورية إعطاء الغطاء السياسيّ للجيش ليستمر في مهماته، ولا سيما أنه رئيس مجلس الدفاع الأعلى، أي من مهماته وضع خطة الأمن القومي، علما ان هناك تقصيرا في شأنها منذ العام 1950، والخطة يجب أن لا تكون محصورة بالدفاع، إنما تشمل أيضاً البنى التحتية والعلاقات الدولية، والاقتصاد، والاتفاقيات الدولية وغيرها».

وكشف مصدر نيابي لـ «اللواء» ان جعجع يسعى لجمع النواب المسيحيين، خارج كتلتي النائب جبران باسيل والمرشح الرئاسي سليمان فرنجية، في اطار جامع، للضغط باتجاه الاتيان برئيس ينفذ البرنامج المعلن اذا ما تعذر التوصل الى رئيس توافقي.

وفي اطار ما يجري، تحدثت معلومات عن ان فرنجية اذا ما اضطر للخروج من السباق الرئاسي، فهو يشترط ان تذهب الاصوات المؤيدة له للنائب فريد هيكل الخازن، والا فإنه سيجير اصوات كتلته الاربعة الى العماد عون.

بدوره، وصف السفير المصري في لبنان علاء موسى «الاجتماع الأخير بين اللجنة الخماسية والرئيس نبيه بري كان من أفضل وأكثر الاجتماعات وضوحاً، وبري أكد التزامه بجلسة 9 كانون الثاني، وأنه يسعى الى الوصول لرئيس توافقي وان الرئيس سيدعم القرار 1701».

واعتبر ان صفة الرئيس الجامع بقي ان يكون حاصلا على توافق الكتل النيابية، وبالتالي يجب ان يأتي بأكبر عدد من الاصوات.

لقاء سليم وعون

عسكرياً، عقد لقاء بين وزير الدفاع في حكومة تصريف الاعمال موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزاف عون بحضور رئيس الاركان اللواء حسان عودة، وتطرق البحث الى خطة انتشار الجيش في النقاط التي يخليها في المناطق الحدودية، وسط خروقات مستمرة لترتيبات وقف النار، والفضح الخارق لبنود اتفاق وقف النار.

روايتان

وحول الاجتماع الذي عقد بين العماد عون ورئيس «وحدة الارتباط والتنسيق» في حزب لله وفيق صفا، تعددت الروايات لجهة ما دار خلاله.

ووصفت معلومات ان اللقاء كان عاصفا وغير ودي، وان صفا حاول فرض املاءات على قائد الجيش، بهدف الالتفاف على وقف اطلاق النار.

وتتحدث المعلومات ان صفا قال للعماد عون «لا يمكنك مصادرة جميع مخازن الاسلحة التابعة لحزب لله! ولكن سنتعاون معك لكي نعطي الجيش صدقية امام اللجنة الدولية المراقبة لتنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار، بحيث سَنُسَلّم الجيش مستودعين إثنين، او ثلاثة على الاكثر، من الاسلحة الخفيفة والمتوسطة، جنوب الليطاني. كما سنعمل على تسليم مستودعين على الاكثر للجيش شمال الليطاني، وسنحتفظ بباقي المستودعات لضرورات المقاومة» وفقا لما نقل.

وحسب المعلومات ان قائد الجيش رفض بشكل قاطع عرض وفيق صفا، وقال له: «إن الجيش أصر على ان توقع الحكومة بجميع اعضائها على اتفاق وقف اطلاق النار. ومن ضمن الذين وقعوا الاتفاق وزراء «حزب لله». وبناءً عليه، فالجيش سيقوم بتنفيذ الاتفاق كاملا وسَيُصادر الاسلحة والمستودعات جنوب الليطاني وشماله وحيث توجد مستودعات ومخازن اسلحة من اي نوع كان».

وعلى الاثر، حضر «احمد البعلبكي»، مستشار رئيس مجلس النواب نبيه بري، بزيارة قيادة الجيش والتقى القائد جوزف عون، وحاول التوسط معه لتلبية طلبات وفيق صفا. إلا أن القائد أعاد على مسمع «البعلبكي» نفسَ الكلام الذي أسمعه لـصفا، قائلاً:«الاتفاق من هندسة الرئيس بري، والحكومة اللبنانية وافقت عليه بجميع اعضائها، وهو اتفاق دولي لا يمكن تغيير اي حرف فيه او الاحتيال على تنفيذ اي بند من بنوده. بالتالي، قيادة الجيش ملتزمة بتنفيذ الاتفاق كاملا وكما وافق عليه الرئيس نبيه بري والحكومة اللبنانية مجتمعة».

لكن مصادر مقربة من «الثنائي» نسبت الى ما وصفته بأنه مصدر مطلع على اجواء اللقاء الذي انعقد بين قائد العماد عون وصفا بحضور الحاج أحمد بعلبكي، ان لا صحة للاخبار التي وصفتها بالملفقة التي تناولتها بعض المواقع التي تريد النيل من المقاومة والجيش على حد سواء، وحاولت تصوير الاجتماع المذكور على انه عاصف.

وحسب المصدر بأن اللقاء كان ممتازاً وودياً وجرى التفاهم على التنسيق الدائم ومتابعة كافة التفاصيل الأخرى.

المعابر

الى ذلك، بقيت المعابر في واجهة المتابعات، بعد إحداث سيطرة مقبولة على حركة التنقل مجيئاً (من سوريا) ومغادرة (من لبنان)، واتجهت الاهتمامات الى اجراءات على معابر الشمال للسيطرة على الوضع هناك.

غارات.. وانتهاكات

وميدانياً، في الجنوب اغارت مسيرة اسرائيلية على منطقة تبنا قرب البيسارية. كما حلقت مسيرات اسرائيلية بشكل مكثف فوق قرى وبلدات مدينة صور وخصوصاً في اجواء عين بعال – باتوليه – حناوية وقانا والقليلة والمنصوري والسهل الممتد بين القليلة وصور.

ووجه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، تحذيرًا جديدًا إلى عدد كبير من سكان جنوب لبنان، وقال عبر منصة «اكس»: «حتى إشعار آخر يحظر عليكم الانتقال جنوبًا إلى خط القرى ومحيطها».

واستكمل الجيش اللبناني فتح الطرقات في محيط معتقل الخيام، والحي الغربي بعد الانتهاء من الساحة العامة ومحيطها، واستعادت قوة من الجيش اللبناني موقعها في بلدة عين عرب،بعد اندحار قوات الاحتلال عنها.

وفجرت وحدات الجيش، مواد غير منفجرة من مخلفات العدوان الإسرائيلي، كما تقوم بالانتشار داخل البلدة، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية لمراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار (Mechanism) وذلك ضمن خطة الانتشار في المنطقة. وتعيد قيادة الجيش تأكيد خطورة اقتراب المواطنين من المنطقة، وأهمية التزامهم بتعليمات الوحدات العسكرية إلى حين انتهاء الانتشار.

وإنتشل الجيش اللبناني جثمان مصطفى عواضة الذي استشهد جراء غارة من مسيّرة استهدفته مع شبان آخرين خلال وجودهم في ساحة الخيام عصر أمس بالتزامن مع انتشار الجيش، ونُقل إلى مستشفى مرجعيون الحكومي.

اللواء

Leave A Reply