بني حيّان هي إحدى القرى اللبنانية من قرى قضاء مرجعيون في محافظة النبطية، وتشكّل موقعاً استراتيجياً مهمّاً للعدو الاسرائيلي، وقد عانت على مرّ الحروب من ممارساته لكنّها ظلّت صامدة عند الخطوط الأمامية. تبلغ مساحتها الاجمالية حوالي ٢٨٦٠ دونم وتبعد عن العاصمة 105 كلم وعن مركز القضاء 24 كلم. يبلغ عدد سكّانها حوالي 3000 نسمة ويعتمد معظمهم على الزراعة في معيشتهم.
موقعها المطلّ على كتف وادي السلوقي وقبريخا غرباً، وطلوسة جنوباً، ومركبا شرقاً، ورُبّ ثلاثين شمالاً، جعل منها مرتعاً للأطماع الصهيونية، كما أكّد رئيس بلديتها يحيى جابر، مشيراً إلى أنّه “بسبب قربها من الحدود مع فلسطين المحتلة، تعرّضت البلدة للإعتداءات الإسرائيلية، ونزح قسم كبير من أبنائها إلى القرى المجاورة في الجنوب وإلى أرجاء بيروت، وصمد الآخرون فيها، مُتحدّين بصمودهم الأسطوري آلة الحرب العدوانية، وذلك انطلاقاً من إيمانهم بوجوب البقاء في أرضهم والتمسّك فيها”.
وفيما تقدير كِلفة الخسائر الحقيقية في البلدة جرّاء العدوان الإسرائيلي مُتعذّر حالياً بسبب الأوضاع الأمنية والعسكرية، إلا أنّه يمكن الجزم بأنّ فيها دماراً كبيراً. فوفق جابر، “لقد دمّرت غارات العدو كلّ طرقات البلدة وهدّمت أكثر من 30 منزلاً، فيما تضرّر أكثر من٢٥٠ منزلاً، ومسجد البلدة والحسينيات والمراكز الثقافية والاجتماعية. كذلك تضرّرت شبكات الكهرباء والمولّدات والمياه الرئيسية والثانوية ومشروع الطاقة الشمسية للبئر الارتوازي ومبنى البلدية وآلياتها ومستوصف البلدة، وأدّى القصف الاسرائيلي الفوسفوري إلى احتراق مساحات واسعة من الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون والسنديان المعمّر، أي باختصار: لم يسلم شيء من نيران العدوّ وممارساته الهمجية”.
وأعرب جابر عن أمله في “انتهاء الحرب في القريب العاجل وانسحاب قوات الإحتلال وعودة الأمن والأمان والسلام والطمأنينة إلى لبنان عموماً والجنوب خصوصاً تمهيداً لعودة جميع الأهالي إلى بلداتهم ومنازلهم”.
وأوضح رئيس البلدية أنه مع وقف إطلاق النار في ٢٧ الجاري، توجّهنا إلى البلدة فوراً وعملنا على فتح الطرقات ورفع الأنقاض وإعادة الأمور الحياتية استعداداً لاستقبال أهلنا العائدين والذين نزحوا قسراً، إلا أنّ اعتداءات العدو حالت دون تمكّننا من إنجاز مهمّتنا. وعليه، نحن في انتظار بيان من قيادة الجيش يسمح للأهالي بالعودة إلى بلدتهم بعد أن يكون قد أتمّ انتشاره”.
المدى