الجمعة, ديسمبر 20
Banner

هل يكون الرئيس العسكري الخامس..؟

كسر اللقاء الديموقراطي النيابي طوق دوامة النقاشات الفارغة، وبادر إلى إخراج ترشيح قائد الجيش إلى حلبة السباق الرئاسي، واضعاً الأطراف السياسية الأخرى أمام مسؤولياتها الوطنية، رغم ما يشعر به البعض من إحراجات في الإفساح عن إسم مرشحه، أو في تردده إعلان ترشيح نفسه، لألف سبب وسبب!

الخطوة الجنبلاطية في إفتتاح سباق الإنتخابات الرئاسية دعمت كفة المراهنين على إنتخاب الرئيس الجديد في جلسة ٩ كانون الثاني المقبل، ولو في إحدى الدورات المتتالية، كما يؤكد الرئيس نبيه برّي لزواره، وفي أحاديثه العلنية للإعلام.

وجاءت ردود الفعل الأولى عن قرار الكتلة النيابية الوازنة مشجعة لكتل أخرى، كانت ما زالت تتريث في حسم مواقفها، بحجة التشاور مع الكتل الأخرى، أو مازالت مترددة بإنتظار «إشارة ما» من الخارج، لإعلان قرارها بتأييد العماد جوزاف عون أو غيره من المرشحين.

لقاء التشاور النيابي زار أمس اليرزة وأبلغ القائد تأييده لرئاسة الجمهورية. وكتلة الإعتدال الوطني العكارية تتداول في تحديد موعد إعلان موقفها النهائي في ترشيح عون، وكذلك حال عدد من النواب السنّة الذين يميلون إلى إنتخاب قائد الجيش، الذي من المرجح أن يكون العسكري الخامس في رئاسة الجمهورية.

ولكن رغم هذه المؤشرات الإيجابية، فلا يمكن القول حتى الآن أن الطريق سالكة وآمنة بين اليرزة وبعبدا، لأن الثنائي الشيعي لم يجهر بموقفه النهائي من تأييد عون، وإن كان بعض «السياسيين الخبثاء» يعتبرون أن جنبلاط لا يقدم على خطوة بحجم ترشيح العماد عون لسدة الرئاسة دون التنسيق، ولو بالحد الأدنى، مع صديقه وحليفه الدائم الرئيس نبيه برّي.

وثمة عقبة أخرى أمام وصول العماد عون إلى قصر بعبدا، وهي عدم ظهور علامات تشجيع وتأييد من الأطراف المسيحية، وخاصة المارونية. بل لعل العكس صحيح، حيث مازال التيار الوطني ورئيسه النائب جبران باسيل على معارضته الشديدة لمجرد طرح إسم عون في البورصة الرئاسية، فضلاً عن معارضة القوات الضمنية لوصول قائد الجيش إلى بعبدا، حيث كشف النائب جورج عدوان في مقابلة على «الجديد» مع الزميل جورج صليبي، عن جانب منها بقوله أن نجاح العماد عون في قيادة الجيش، لا يعني ضمان نجاحه في رئاسة الجمهورية أو في أي منصب آخر. وليس سهلاً على الناخب المحلي، أو ذلك الخارجي، القفز فوق القوى المسيحية، التي لم تحسم مواقفها النهائية بعد، وخاصة بالنسبة للقوات اللبنانية، الذي سبق لرئيسها وأعلن عدم معارضته ترشيح قائد الجيش، ولكنه لم يؤكد تأييده حتى اليوم!

البوانتاج النيابي الأولي يُظهر أن قائد الجيش متقدم على المرشحين الآخرين بأشواط كبيرة، ويحظى بدعم أميركي صلب، وتشجيع عربي واسع، خاصة من الرياض والقاهرة..،

فهل يكون الرئيس العسكري الخامس في رئاسة الجمهورية، بعد الرؤساء فؤاد شهاب، إميل لحود، ميشال سليمان، وميشال عون؟

صلاح سلام – اللواء

Leave A Reply