أحيت حركة أمل وجمعية كشافة الرسالة الاسلامية ورابطة خريجي مؤسسة جبل عامل المهنية وآل بركات وأهالي بلدة جبال البطم ذكرى اسبوع المرحوم الراحل المربي القائد الحاج بلال بركات في مأتم مهيب أقيم في حسينية البلدة.
حضر حفل التأبين عضو هيئة الرئاسة في حركة أمل الحاج خليل حمدان، نائب القائد العام لجمعية كشافة الرسالة الاسلامية المفوض العام ورئيس رابطة خريجي المؤسسة قاسم عبيد واعضاء من القيادة العامة والمفوضية العامة، الوزير السابق الدكتور محمد داوود أعضاء من المكتب السياسي، المسؤول التنظيمي لأقليم جبل عامل الحاج علي اسماعيل واعضاء من قيادة الاقليم، الرئيس الفخري لرابطة خريجي مؤسسة جبل عامل المهنيّة الحاج ابو ياسر عون وحشد من الخريجين، رئيس جمعية رواد الرسالة الاسلامية حسن حمدان ورواد من الجمعية، وقيادات من حركة أمل وكشافة الرسالة الإسلامية، وفعاليات سياسية واجتماعية وكشفية وتربوية، رؤوساء بلديات ومخاتير ، وحشد من أهالي البلدة والجوار.
استهل الحفل بآيات من الذكر الحكيم تلاها الاستاذ وسيم مهنا، بعدها قدمت فرقة المراسم في جمعية كشافة الرسالة الإسلامية عرض رمزي تخلله وضع اكاليل وتأدية القسم، ثم ألقى عضو هيئة الرئاسة الحاج خليل حمدان كلمة حركة أمل الذي أسهب في الحديث عن الفقيد بلال بركات معدداً انجازاته على المستوى الكشفي والحركي ودوره في مؤسسة جبل عامل كطالب ومدرّس فيها وقال عندما نتحدث عن المرحوم بلال بركات نتحدث عن التفاني والعطاء في المؤسسة التي هي إحدى ثمرات الامام المغيب القائد السيد موسى الصدر الذي عاش في سبيل الله مبلسما جراح المحرومين والمعذبين ونستذكر ايضاً الشهيد مصطفى شمران الذي اتخذه المرحوم بلال قدوة، وعلى طريقة الشهيد شمران حيث كان معلماً بالقدوة في افعاله واقواله اقتدى به طلاب المؤسسة. وكذلك عايش المرحوم بلال الشهداء الكبار من الشهيد داوود الذي كان مديرا للمؤسسة الى الشهيد محمد سعد وحسن داوود وحسن الحسيني وموسى بداح وحسن قصير وحسن مشيمش ولا يغيب عن البال انه كان من مؤسسي كشافة الرسالة الاسلامية من الفرقة البحرية السادسة الى فوج الصدر الاول ولقد عرفته المخيمات الكشفية وسهرات النار وكان لصيقاً بهموم الطلاب يعاين مشاكلهم على طريقه الشهيد شمران وعلى اسس رسالية ثبتها فينا الامام السيد موسى الصدر وبعد توجيه تحية للشهداء وجميع الصامدين والصابرين اكد حمدان على دور كشافة الرسالة الاسلامية في صيانه المجتمع وبرز ذلك من خلال وقوف الكشاف وفرق الدفاع المدني بشكل خاص التابعة لكشافة الرسالة الاسلامية الذين قدموا حتى الدم.
وتطرق حمدان الى الوضع في لبنان وقال ان المنطقة بكاملها تعيش على صفيحٍ ساخن وبالتالي فإن لبنان مستهدف كما المنطقة برمتها في الوقت الذي يتمادى العدو الصهيوني بالمزيد من الاعتداءات متحدياً العالم يخرق القرار 1701 على مرأى ومسمع من اللجنة الموكلة بمراقبة وقف اطلاق النار ونحن نسمع في كل يوم مناشدات اهالي بني حيان وكفركلا ورب ثلاثين ومارون وبنت جبيل وصولاً الى الناقوره حيث الاعتداء الصهيوني على الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية ونضع هذا امام الراي العام وبرسم اللجنة المشرفة على تطبيق القرار 1701 فالمطلوب من اللجنة المشرفة على تطبيق هذا القرار ان تتخذ موقفاً مع دولها للحد من تدمير المنازل وتجريف البساتين.
وعلى المستوى الداخلي قال حمدان ان المطلوب موقف واضح من جميع القوى اتجاه الاعتداءات الصهيونية فاذا كانت بعض الاطراف في لبنان محرجة في ادانة اسرائيل لانها غير مقتنعة بالمقاومة وموقفها وادائها فاننا ندعوهم لاستنكار وادانة العدوان الصهيوني على الجيش اللبناني وقوات الطوارئ ولكن مع الاسف يلتزم البعض الصمت رغم الاعتداءات.
وقال حمدان ان لبنان بحاجة الى جرعة اضافية من التضامن الداخلي لانتشال البلدي من ازماته وعلى راس الاولويات انتخاب رئيس للجمهورية والتي يعمل الاخ الرئيس نبيه بري على انضاجها وفي موعدها ولكن مسألة نجاح عملية الانتخابات هي ليست ضربة حظ انما ينبغي تكوين رؤية واضحة وبالاسماء مع بدء العد التنازلي للجلسة بعد اقل من عشرين يوماً وان محاولة البعض استغلال الواقع المتردي في لبنان نتيجة همجية العدوان الصهيوني لن يوصل البلد الى بر الامان لان لبنان لا ينهض بتسعير النبرة الطائفية والمذهبية انما بالحوار ثم الحوار وهو رهان حركة أمل ابتداء من رؤى الامام السيد موسى الصدر الى أداء الاخ الرئيس نبيه بري الذي طالما خاطب العقول بعيداً عن الاستغلال العاطفي.
وتقدم حمدان بإسم حركه أمل ورئيسها الاستاذ نبيه بري وكشافة الرسالة الاسلامية بالتعازي لذوي الفقيد الراحل بلال بركات معاهداً ان المسيرة مستمرة بإخوة بلال ومحبيه.
ثم ألقى نجل الفقيد جهاد بركات كلمة آل الفقيد، جاء فيها:” كلمتي هذه لَيْسَتْ كَلِمَة آل الْفَقِيد، لِأَنَّنا من نجتمع بسببه لَيْسَ بفَقِيد، فَإِنِّي أَرَاهُ فِي وَجْهِ كُلِّ طِفْلٍ وَشِبْلٍ، وَعلمٌ مرفوعٌ فوق كُلِّ سَارِيَةٍ، أَرَاهُ فِي كُلِّ أُخْتٍ وَأَخٍ، فِي كُلِّ بِنْتٍ وَوَلَدٍ، أَرَاهُ حَاضِرًا بَلْ قَوِيّ الْحُضُورِ، أَرَاهُ عَابِرًا لِكُلِّ ظُرُوفِ الزَّمَانِ وَالْمَكَانِ، أَرَاهُ فِي رَائِحَةِ الشَّهَادَةِ عِطْرًا يَفُوحُ فِي الْأَرْجَاءِ، يُحَلِّقُ مِنَ الْمُؤَسَّسَةِ الْمُؤَسِّسَةِ، مِنْ مُؤَسَّسَةِ جَبَلِ عَامِلٍ، لِيَكُونَ خَيْطًا مِنْ خُيُوطِ مُوسَى الصَّدْرِ يُضِيءُ زَوَايَا دُونَ أَنْ يَلْعَنَ الظَّلَامَ.
أَيُّهَا الْأَبُ الْعَظِيمُ، يَا مَنْ طَهَّرْتَ الْأَرْضَ خُطَاكَ وَأَثْقَلْتَهَا عَطَاءَكَ، يَا مَنْ جَعَلْتَ مِنْ عُمْرِكَ وَقُودًا لِنَارِ الْحَقِّ، وَمِنْ نَبَضَاتِ قَلْبِكَ سِلَاحًا لِلْكَرَامَةِ وَالْعِزَّةِ.
يَا أَبِي، مِنْ لُبْنَانَ الْجَرِيحِ، حَمَلْتَ جِرَاحَ الْوَطَنِ فِي صَدْرِكَ، وَجَعَلْتَهَا أُنْشُودَةَ أَمَلٍ لَا تَنْقَطِعُ. عُمْرُكَ مِنْ عُمْرِ كَشَّافَةِ الرِّسَالَةِ الإِسْلَامِيَّةِ، سَكَنْتَهَا وَسَكَنَتْكَ، حَتَّى بَاتَ اسْمُكَ مُلَازِمًا لَهَا، تَصُولُ وَتَجُولُ فِي مُخَيَّمَاتِهَا وَأَنْشِطَتِهَا، وَأَنْتَ الْأَبُ الَّذِي يُرْشِدُ، وَالْقَائِدُ الَّذِي يُرَبِّي غَيْرَهُ بِصَمْتٍ وَيُعَلِّمُهُمْ فَنَّ الْقِيَادَةِ.
تَرَانِي أَرَاهُ يَدْخُلُ مِنْ بَوَّابَةِ الْمُؤَسَّسَةِ، وَفِي قَلْبِهِ بَعْضٌ مِنْ شَمْرَانَ، يَحْتَضِنُ الْأَيْتَامَ وَيَكْفْكِفُ دُمُوعَ الْمَقْهُورِينَ،
تَرَانِي أَرَاهُ حَامِلًا فِي قَلْبِهِ وَوِجْدَانِهِ مَظْلُومِيَّةَ دَاوُودَ دَاوُودَ، يَدْمَعُ عَلَيْهِ قَلْبُهُ قَبْلَ عَيْنِهِ، وَيَغْرِفُ مِنْ مَعِينِ مُحَمَّدٍ سَعْدٍ لِيَسْقِيَ الْأَرْضَ الْيَبَاسَ، لِيُعِيدَ لَنَا الْأَمَلَ فِي وَسَطِ النَّفَقِ،
تَرَانِي أَرَاهُ حَامِلًا مِشْعَلَ نَسْرِ الْجَنُوبِ حَسَنِ دَاوُودَ، يَصُولُ وَيَجُولُ بَيْنَ الْأَفْوَاجِ وَالْوَحْدَاتِ، لِيُخْبِرَهُمْ عَنْ هَذَا النَّمُوذَجِ الرِّسَالِيِّ الَّذِي لَنْ يَتَكَرَّرَ. لَا يَتَّسِعُ الْوَقْتُ لِأُكْمِلَ، فَلَا زَالَ هُنَاكَ طَهُ حُسَيْنَ، وَمُوسَى بَدَّاحَ، وَنِمْرَ دِيَابَ، وَحَسَنَ مُشَيْمِشَ، وَحَسَنَ قَصِيرَ، وَكَمَالَ بَدَوِيَّ،
لَا زَالَ هُنَاكَ غَالِبُ الْحَاجِّ، وَعَبَّاسُ حَمَّادِي، وَرَحِيمُ مَدَنِيٌّ،
لَا زَالَ هُنَاكَ الْآلَافُ مِنَ النُّجُومِ الَّتِي لَنْ تَغِيبَ.
لَقَدْ كُنْتَ يَا أَبِي قَائِدًا، لَا يَتَقَدَّمُ النَّاسُ إِلَّا لِيَصْنَعَ مِنْهُمْ قَادَةً، وَمُرَبِّيًا لَا يَزْرَعُ فَحَسْبُ، بَلْ يُؤَسِّسُ مَزَارِعِينَ لِلْخَيْرِ، وَرِسَالِيًّا يَحْمِلُ هَمَّ السَّمَاءِ فِي قَلْبِ الْأَرْضِ. كُنْتَ الْكَشَّافَ الَّذِي أَشْعَلَ فِي قُلُوبِ الْأَجْيَالِ شُمُوعَ الإِيمَانِ، وَكُنْتَ الْجُنْدِيَّ الَّذِي يَخْطُو عَلَى خُطَى الْأَنْبِيَاءِ وَالْأَوْلِيَاءِ وَالصُّلَحَاءِ.
وَكَأَنَّ حَيَاتَكَ كُلَّهَا كَانَتْ طَرِيقًا يَقُودُكَ إِلَى تِلْكَ الْأَرْضِ الطَّاهِرَةِ، إِلَى الْغَرِيِّ حَيْثُ عَلِيٌّ، مَوْلاكَ يَقُولُ لَكَ تَعَالَ يَا وَلَدِي وَلَا تَحْزَنُ، فَلَمْ تَقْصِرْ فِي وَاجِبِكَ وَقَدْ أَدَّيْتَ أَمَانَتَكَ وَحَانَ دَوْرُكَ كَيْ تَرْتَاحَ.
اغْتَسَلَ غُسْلَ الزِّيَارَةِ وَيَمَّمَ وَجْهَهُ شَطْرَ كُرْبَلَاءَ زَارَ أَصَالَةً وَنِيَابَةً، قَبْلَ أَنْ يُلَبِّيَ نِدَاءَ رَبِّهِ عَنْ عُمُرٍ مَلِيءٍ بِالْجِهَادِ.
كَيْفَ لِلْغِيَابِ أَنْ يُطْفِئَ شَمْسًا؟ كَيْفَ لِلرَّحِيلِ أَنْ يُغْلِقَ أَبْوَابَ السَّمَاءِ؟ لَا، يَا أَبِي، أَنْتَ حَيٌّ فِينَا، حَيٌّ فِي حِكَاياتِكَ، فِي مَبَادِئِكَ، فِي إِرْثِكَ الَّذِي لَا يَفْنَى. نَحْنُ، أَبْنَاءُكَ، حَمَلْنَا وَصِيَّتَكَ كَمَا حَمَلْتَ رَايَةَ الْوَطَنِ، وَسَنَظَلُّ عَلَى عَهْدِكَ مَا حَيِينَا.
فَيَا سَيِّدَ الْخُلُودِ، يَا وَالِدًا عَلَّمَنَا كَيْفَ تَكُونُ الْحَيَاةُ جِهَادًا، وَكَيْفَ يَكُونُ الْمَوْتُ وِلَادَةً أَبَدِيَّةً… نَمْ قَرِيرَ الْعَيْنِ، فَقَدْ تَرَكْتَ خَلْفَكَ أُمَّةً تَتَقَدُّ بِالْوَفَاءِ، وَقَلْبًا لَا يَزَالُ يَنِبُضُ بِحُبِّكَ، وَأَثَرًا لَا تَمْحُوهُ الْأَيَّامُ.
بعدها قرأ الشيخ حسن مجتبى بزّي السيرة الحسينية العطرة.
قدّم الحفل الدكتور حسن سعيد مهنّا.