بدأت ملامح حرب نفسية تظهر في أفق السباق الرئاسي، بعد التأكيدات من مصادر محلية ودولية، بأن جلسة الخميس التاسع من كانون الثاني المقبل، ستكون حاسمة في إنتخاب الرئيس العتيد، وإنهاء الشغور الرئاسي.
نشطت التسريبات المتعمدة في الأيام الأخيرة، خاصة من مصادر الأطراف السياسية التي لم تتخذ موقفاً واضحاً من ترشيح اللقاء الديموقراطي للعماد جوزاف عون، وتحاول الإلتفاف على الموضوع بأساليب ملتوية، وإشغال الرأي العام بتصريحات غامضة، لا تُسمن ولا تُغني من جوع، بحجة التريث لمعرفة مدى جدية إجراء العملية الإنتخابية في الجلسة النيابية الأولى، وعدم حصول تأجيل مفاجئ في اللحظة الأخيرة.
مازال بعض الأطراف السياسية متعلقاً بمواقفه السابقة، التي وضعته فوق الشجرة في وضع لم يعد من السهل عليه النزول عنها، وإعتماد الواقعية السياسية في إعادة تقييم تلك المواقف على ضوء التطورات المتسارعة في الداخل بعد الحرب الإسرائيلية المدمرة، وإنهيار نظام الأسد في الخارج، والتهديدات المحدقة بالنظام الإيراني، بعد خسارته أوراقه المهمة في لبنان وغزة وسوريا، وتعطيل فعالية ميليشياته في الحشد الشعبي العراقي.
تعذُّر التوصل إلى رئيس توافقي ليس مشكلة، ولا يجب أن يؤثر على ترتيبات الجلسة الإنتخابية وإجرائها في موعدها المحدد، ولو بقي في السباق الإنتخابي أكثر من مرشح، مما يؤكد سلامة الممارسة الديموقراطية في أجواء من التنافس البرلماني، التي تبقى أساس النظام الديموقراطي.
الأهم أن تجري العملية الإنتخابية في عملية سلسة، بعيداً عن أجواء الإستفزازات والتحديات الحزبية والشخصية، خاصة وأن الخماسية شددت في مواصفات الرئيس العتيد على أن لا يشكل تحدياً لأحد، ولا يُعتبر وصوله إلى قصر بعبدا إنتصاراً لفريق، وإنكساراً لفريق آخر، ويكون على مسافة واحدة من الجميع، حتى يستطيع القيام بدور الحَكَم بين الُفرقاء السياسيين.
ثمة إحتمال واحد للتأجيل يكمن في تغيّر الموقف الأميركي المعلن حتى اليوم، والقاضي بإجراء الإنتخابات الرئاسية خلال مهلة الستين يوماً التي أعقبت إتفاق وقف العدوان الإسرائيلي على البلد، برعاية دولية وعربية.
وحتى كتابة هذه السطور لم تظهر أية إشارة من واشنطن توحي بالتأجيل.
فهل إطلع بعض السياسيين على النوايا الأميركية بالتأجيل قبل إعلانها؟!!
صلاح سلام – اللواء