وزير الخارجية السعودي إلى بيروت بين «الخميسين».. وتشاؤم مسيحي حول صعود الدخان الأبيض الرئاسي
وطنية – كتبت صحيفة “اللواء”: تذهب إسرائيل، عشية السنة الجديدة الى وضع لبنان وربما المنطقة برمتها امام مشهد، ليس بإمكان احد القبول به: خرق فاضح للاتفاقيات، وتجاوز لمقتضيات الحرب من التفاهمات، وتظهر على صورة متمرّد، يقتل ويبطش، ويستفز من دون أن تجرأ دولة على «كبش» العدوانية الاسرائيلية، ووضع حد للاستهتار بالآخرين، وتحويل حياتهم الى كوابيس، عبر القتل والقصف والتجريف، والاعلان عن ان الجيش الاسرائيلي طلب تأخير اعادة المستوطنين مستعمرات الى الشمال، او مصادقة الكابينت على بقاء جيش الاحتلال الى آذار المقبل، اي بما يوازي ثلاثة اشهر كاملة من العام المقبل.
على ان الاخطر، مزاعم جيش الاحتلال ان خطواته سواءٌ التفجيرات التي اقدم عليها في الطيبة والعديسة ودير سريان او الزحف باتجاه القرى التي يخرج منها، هي منسقة مع الادارة الاميركية.
وطغت الخروقات الاسرائيلية على عطلة نهاية الاسبوع بظل غياب اي حركة رئاسية بسبب عطلة الميلاد ورأس السنة، ما لم تحصل لقاءات جديدة اليوم، فيما يبدأ وزيرا الدفاع والخارجية الفرنسيان سيباستيان ليكورنو وجان– نويل بارو، اليوم الاثنين، زيارة إلى بيروت، تستمرّ حتى الأربعاء، لتمضية ليلة رأس السنة الجديدة مع نحو سبعمئة جندي من الكتيبة الفرنسية في قوات «اليونيفيل» بقاعدة «دير كيفا» في جنوب لبنان.
ويتخلّل الزيارة، لقاء مع قائد الجيش العماد جوزف عون، اليوم ، وآخر مع ممثل لبنان في لجنة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار العميد إدغار لاوندس يوم غد الثلاثاء. ويجري الوزيران لقاءات مع المسؤولين وقيادات سياسية، تتناول تطبيق اتفاق وقف النار والاستحقاق الرئاسي.
مصارحة هوكشتاين
وسيصارح لبنان، سواءٌ عبر الرئيس نبيه بري، او الرئيس نجيب ميقاتي الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، الذي يتوقع ان يكون في بيروت، بين الخميسين، فيشارك في اجتماع لجنة مراقبة وقف النار الثلثاء في 7 ك2، ولم يُعرف ما اذا كان بصدد تغيير رأيه لجهة المشاركة في جلسة انتخاب الرئيس في الخميس الذي يلي بعد 48 ساعة من اجتماع لجنة وقف النار.
ودعا الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي، والفرنسي ايمانويل ماكرون الى استكمال تطبيق مندرجات وقف النار، وتنفيذ القرار 1701 كاملاً.
الرئاسة بين «خميسين»
رئاسياً، بين «الخميسين الأولين» من السنة الجديدة، تحتدم حركة الاتصالات المحلية، وربما في الخارج على نية الجلسة الرئاسية، التي تتحدث عن توجه لانتخاب رئيس جديد للجهورية، وفقا لما اعلنه المعاون السياسي للرئيس نبيه بري.
لكن اوساط كنسية ونيابية مسيحية اوضحت لـ «اللواء» انها لا تبدي حماسا لإمكان صعود الدخان الابيض في جلسة 9 ك2 المقبل، بسبب التباينات بين الكتل، وانعدام الخطوات الوفاقية او التنسيقية الجدية فيها.
وفي اطار المساعي العربية لدعم انضاج التفاهم على انتخاب رئيس جديد للدولة، تحدثت بعض المصادر عن قيام وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان والامير زيد بن فرحان المسؤول عن الملف اللبناني في الخارجية السعودية بزيارة بيروت بين الخميسين أيضاً.
الراعي وانتظار ترشيح رئيس من الخارج
واعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ان مشكلة لبنان اليوم، هي فقدان الثقة لدى السياسيين بأنفسهم، وببعضهم البعض، وهذا ظاهر بعده انتخاب رئيس للجمهورية منذ سنتين وشهرين، وهم ينتظرون اسم الرئيس من الخارج، وهذا عار كبير.. ملمحا الى ان البعض ما يزال يفكر بالتأجيل بانتظار اشعار ما من الخارج.
ويزور المرشح الرئاسي الوزير السابق جهاد ازعور بكركي اليوم للقاء الكاردينال الراعي.
المواطنون لسلسلة جديدة
معيشياً، حذر تجمع موظفي الادارة العامة، الحكومة من العودة الى اعتماد وسائل الضغط، في حال مضت الحكومة في تجاهل مطالب الموظفين، محذرة ايضا من النهج الاستبدادي في التعاطي مع الموظفين، وطالب بتطبيق المادة 3 من المرسوم 14033 بشكل صحيح، والغاء الشروط المتعلقة بتحديد ايام العمل، والاسراع في اصدار قانون تصحيح الرواتب واعادة قيمتها الشرائية الى ما كانت عليه قبل الازمة، وتعديل التعويضات العائلية بما يتناسب مع سعر الصرف الحالي.
الخروقات
على صعيد العربدة الاسرائيلية، وصلت الخروقات حد استئناف الغارات الجوية على قرى الجنوب والبقاع، مؤشراً خطيراً على خطط كيان الاحتلال الإسرائيلي حيال لبنان، لا سيما وأن المهلة المعطاة له لتنفيذ الاتفاق والانسحاب من الاراضي اللبنانية التي دخلها بعد الاتفاق تمتد الى نحو شهر من الوقت، ما يعطي الاحتلال مزيداً من حرية الحركة داخل لبنان وتثبيت خططه الاحتلالية، وزاد من خطورة الوضع وصول حركة الاحتلال الى تخوم حدود لبنان الشرقية من محور جبل الشيخ حتى الخيام والبقاع الشرقي الجنوبي لجهة عين عطا وراشيا الفخار.
ومنذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان والكيان الإسرائيلي في 27 تشرين الثاني الماضي، تم تسجيل 319 خرقاً من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية، مما أسفر عن استشهاد 32 شخصاً وإصابة 38 آخرين، وفقاً لبيانات وزارة الصحة اللبنانية.
وواصل العدو خروقاته للإتفاق، فتقدمت صباح امس الأحد 3 دبابات و جرافة عسكرية معادية، من بلدة العديسة باتجاه بلدة الطيبة ومنها الى مشارف ديرسريان. وقطع جيش العدو الاسرائيلي الطريق بين الطيبة ودير سريان قرب مركز الدفاع المدني القديم، ثم تمركز هناك.وكانت قوات العدو قد وجهت اشعاراً لقوات «اليونيفيل» الدولية طالبة عدم التحرك في المنطقة.
وافد عن عملية نسف كبيرة قام بها الجيش الاسرائيلي في بلدة ميس الجبل قرابة الخامسة من غروب امس، وسمعت اصداؤها في القرى المجاورة.
والى ذلك، أثار رصد جرافة تابعة لجيش الاحتلال الاسرائيلي تعمل اخيرا بالقرب من سفوح جبل الشيخ على سلسلة لبنان الشرقية الحدودية مع سوريا بشكل واضح على شق أحد الطرق وسط الجبل من الجهة اللبنانية، انتباه الأجهزة الأمنية والجهات المعنية في الدولة، خصوصا في المنطقة القريبة لبلدة عين عطا الواقعة بين قضاءي حاصبيا وراشيا (البقاع).
وقالت نائبة مدير المكتب الإعلامي لـ «اليونيفيل»، كانديس ارديل، أن «القوات الإسرائيلية أبلغت قوات اليونيفيل أن سلامة حفظة السلام لا يمكن ضمانها في محيط منطقة الطيبة، وعلى الدوريات تجنّب هذه المنطقة.
وأكدت أرديل أن «سلامة جنود حفظ السلام تشكل أولوية قصوى ولن نقوم بأي شيء يعرضهم لأي خطر غير ضروري».
كما ذكّرت القوات الإسرائيلية بالتزاماتها بموجب القرار 1701 لضمان سلامة قوات حفظ السلام وضمان حرية حركتهم في جميع أنحاء منطقة عمليات اليونيفيل في جنوب لبنان.
مطر عاصف وثلج حتى مساء غد
قطع «الجنرال الأبيض» ضمن المنخفض الجوي العاصف والبارد والممطر الطرقات الدولية بين بيروت والمحافظات، لا سيما في بعض أقضية جبل لبنان، وصولا الى البقاع.
وتوقعت مصلحة الارصاد الجوية، ان يكون الطقس اليوم الاثنين غائما اجمالا مع انخفاض في درجات الحرارة، وضباب كثيف على المرتفعات، وتساقط الثلوج على ارتفاع 1400م وما فوق وتلامس الـ1300 خلال الليل.
ويستمر المنخفض مصحوباً برياح قوية وباردة من فوق المتوسط بالتأثير على لبنان، ويستمر الى يوم غد، وتتساقط الثلوج على الجبال المتوسطة، ويعود الاستقرار عشية ميلاد السنة الجديدة (مساء غد) ويستمر لأيام عدة.
وألحقت الثلوج خسائر في الممتلكات وحاصرت المواطنين في منازلهم وعلى الطرقات، وليلاً، اعلن الدفاع المدني عن تمكن عناصره من سحب اربعة سيارات، وانقاذ من كان بداخلها، بعدما تعثرت في الثلوج على طريق ترشيش- حداثا – زحلة.
اللواء