الأحد, يناير 5
Banner

إصطفافات السّاعات الأخيرة لا تنتج رئيساً!

تتصرّف الكتل في مجلس النوّاب، والقوى والأحزاب والتيّارات السياسيّة، على نحو تحاول أن تعطي فيه إنطباعاً من أحد أمرين: الأوّل أنّها تمتلك القوة المرجّحة والحاسمة في انتخاب رئيس للجمهورية في الجلسة التي ستنعقد يوم الخيس المقبل؛ والثاني بأنّها تمتلك “كلمة السّرّ” أو أنّ هذه الكلمة في طريقها إليها بتفويض خارجي.

من يتابع مواقف وتصريحات النوّاب والكتل في الأيّام الأخيرة والبلد على بعد 6 أيّام من موعد الجلسة، يجد بأنّ أغلبها يصبّ في هذا الإتجاه أو ذاك، برغم أنّ الواقع يشير بما لا يقبل الشّك أنّ أحداً من الأطراف الدّاخلية لا يمتلك القدرة على حسم الإستحقاق الرئاسي لمصلحته، وإلّا لقام بذلك ولم يترك الفراغ في قصر بعبدا يمتد أكثر من سنتين وثلاثة أشهر؛ كما أنّ إنتظار كلمة السّر التي تأتي من الخارج سيكون إنتظاراً لا طائل منه، لأنّ هذه الكلمة ما تزال تنتظر توافقاً خارجياً للقوى المؤثّرة في انتخابات رئاسة الجمهورية، وهو توافق تشير الدلائل أنّه ما يزال بعيداً لأسباب شتّى.

كلّ ذلك يحصل وسط غياب أيّ تواصل مباشر بين الكتل، أو أيّ تشاور ثنائي أو جماعي، بل يتصرّف كلّ طرف بمفرده برغم علمه أنّ ذلك سيؤدي إلى نتيجة واحدة هي أنّ الجلسة المقبلة لن تسفر عن انتخاب رئيس للجمهورية.

وإذا كان اللقاء الديمقراطي وحده من أعلن دعمه مرشّحاً محدّداً هو قائد الجيش العماد جوزيف عون، من غير أن يلاقيه أحد في منتصف الطريق دعماً لهذا التوجّه باستثناء بعض النواب القلائل، فإنّ أغلب بقية الأطراف باستثناء الثنائي الشيعي ما تزال حائرة ومربكة، إذ لا يوجد أيّ مرشّح علني لها ولم تعلن في الوقت نفسه دعمها مرشّحاً يلقى دعماً من كتل أخرى، مناوئة لها أو حليفة أو تتقاطع معها.

الثنائي الشّيعي الذي أعلن منذ ما قبل الفراغ الرئاسي دعمه ترشيح رئيس تيّار المردة سليمان فرنجية، خطا عبر الأخير خطوة إلى الأمام تمثلت في قبوله الذهاب إلى مجلس النوّاب بمرشّح آخر، لكن شرط أن يكون هذا المرشّح مقبولاً من الفريق السّياسي إيّاه، ومن حلفائه، إلّا أن هذا العرض واجه رفضاً مرّة وتحفّظاً مرّة أخرى من قبل قوى المعارضة.

حال المعارضة ليس أفضل حالاً. وعلى رأسها أحزاب القوّات اللبنانية والتيّار الوطني الحرّ والكتائب ونوّاباً، فهي لا تدعم أيّاً من المرشّحين كما أنّه ليس لديها مرشّحاً معلناً، برغم إعلانها أنّها ستعقد إجتماعاً أو إجتماعات موسّعة في السّاعات المقبلة، وذلك عائد بسبب إنقساماتها الداخلية، وطموحات مرشّحين كثيرين في داخلها، معلنين ومضمرين، يحدوهم الأمل في أن يرسو “الحظّ” عليهم في نهاية المطاف.

بين فريقي السّلطة والمعارضة يحاول نوّاب سنّة أن يجدوا طريقاً وموقعاً مؤثّراً لهم ضمن المعادلة، في محاولة منهم لتشكيل مرجعية سياسية سنّية تعوّض غياب مرجعيات رئيسية إبتعدت عن المشهد السياسي، لكنّهم يواجهون عقبتين: الأولى أنّه ليس لديهم أيّ مرشّح يحظى بإجماعهم أو أغلبيتهم؛ والثانية أنّ قسماً لا يستهان منهم ينتظرون إيعازاً سعوديا ما يزال حتى الآن غائباً.

 عبدالكافي الصمد – سفير الشمال-

Leave A Reply