السبت, يناير 11
Banner

الوطن ليس فندقًا ، بل انتماء وهوية ـ بقلم أبو شريف رباح

الوطن ليس فندقًا ، بل انتماء وهوية ٠٠

بقلم أبو شريف رباح

الوطن ليس مجرد مكان نقيم فيه كأنه فندق نغادره حين تنتهي حاجتنا إليه، بل هو جزء لا يتجزأ من هويتنا الوطنية وكرامتنا الشخصية، التي لا تُباع ولا تُشترى و وطننا فلسطين ليس ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات السياسية بين دول الإقليم وإسرائيل، بل هو قضية عدالة وأرض محتلة ومقدسات تُنتهك وتُدنس يوميًا، وهو شعب أعزل يواجه تغوُّل الاحتلال بدماء أطفاله ونسائه ورجاله، في ظل صمت العالم العربي والإسلامي والدولي، ورغم ذلك فإن شعبنا يقاوم ويستشهد ويضحي من أجل تحقيق أهدافه الوطنية المشروعة وحقه في تقرير مصيره واستعادة أرضه وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين.

علينا أن ندرك كشعب أن الوطن ليس مجرد مساحة جغرافية أو محطة عابرة، بل هو انتماء وكرامة وهوية تتجاوز كل المصالح الضيقة، الوطن ليس كالفندق الذي يلجأ إليه الإنسان للنوم أو الراحة ثم يغادره؛ الوطن هو الماضي والحاضر والمستقبل، هو ذاكرة الشعب وكرامته. وعندما يُعامل البعض الوطن كفندق، لتحقيق منافع شخصية أو حزبية، فإنه يُشوّه مفهوم الوطنية ويُضعف قضيتنا في وجه أعدائنا.

القضية الفلسطينية ليست مجرد نزاع سياسي، بل هي قضية وجود وعدالة وحق ثابت لشعبنا في التحرر والعيش بكرامة. المقاومة حق مشروع للشعب الفلسطيني للدفاع عن حقوقه الوطنية، ولكن للأسف، هناك من يحرف بوصلة النضال الوطني لتحويلها إلى صراعات فصائلية أو أدوات تُستخدم لخدمة أجندات إقليمية. هذا التلاعب أدى إلى تشويه صورة المقاومة وإضعافها، كما نرى في بعض المظاهر المسلحة الخارجة عن القانون خاصة في مخيم جنين والتي تضر بالنسيج الاجتماعي وتُبعدنا عن هدفنا الحقيقي في التحرر الوطني، ولننظر إلى غزة كمثال صارخ، فالقطاع يعاني إبادة جماعية وتدميرًا ممنهجًا على يد الاحتلال، بينما يقف العالم متفرجًا في صمت وتواطؤ. وشعبنا هناك يعاني تحت وطأة الحرب الوحشية التي استنزفت موارده وحطمت معنوياته، ومع ذلك يواصل الصمود.

يجب أن يكون واضحًا للجميع أن القضية الفلسطينية ليست مجرد ورقة في لعبة المصالح الإقليمية والدولية، بل هي قضية شعب يسعى لتحرير أرضه والعيش بكرامة، وأصبح من الضروري أن نوحد صفوفنا، وننهي الانقسام، ونعيد توجيه البوصلة نحو هدفنا الأساسي: تحرير فلسطين، حماية شعبها، والحفاظ على كرامته. إن استعادة وحدتنا هي الخطوة الأولى نحو تحقيق النصر الذي يستحقه هذا الشعب العظيم.

Leave A Reply