الخميس, يناير 16
Banner

عين التينة تصف «أحداث الاثنين» بالمراهقة السياسية وتؤكد: طريق التسوية لا يزال مفتوحاً

كتبت صحيفة “الديار”: بعد سنوات من التدهور السياسي والاقتصادي والمعيشي واليأس والاحباط في البلاد، يشعر اللبنانيون ان الكابوس الذي مروا به شارف على الانتهاء وان اياما جميلة بانتظارهم مع انتخاب قائد الجيش رئيسا للجمهورية وتكليف سريع لرئيس الحكومة. فالموجة التفاؤلية التي تسود البلاد، تشير الى ان الشعب اللبناني يراهن على نمط جديد في السياسة وفي الحكم وفي الاقتصاد خلافا للمقاربات القديمة في التعاطي مع الازمات والاستحقاقات الرئيسية. من جهة اخرى، بدت الفرحة ناقصة مع شعور الطائفة الشيعية بـ «الخداع» السياسي والاقصاء من السلطة. ولذلك، مع التطورات الايجابية التي حصلت في لبنان، لا بد من استدراك شجون الثنائي الشيعي واحباط اي محاولة عزل لهما ليكون لبنان على السكة الصحيحة الهادفة الى بناء وطن حقيقي ودولة عادلة وقوية.

في غضون ذلك، يترقب كل الافرقاء السياسيين زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى بيروت والمقررة غدا وما ستحمله من زخم ومعطيات في تسهيل بداية انطلاق العهد الجديد. وتقول المعلومات ان مجيء ماكرون الى لبنان في هذا التوقيت يصب في تذليل العقبات الباقية، منها الازمة السياسية التي حصلت بين الثنائي الشيعي وجهة سياسية. فالرئيس نبيه بري سيلتقي بالرئيس الفرنسي، وسيكون هذا اللقاء محطة هامة في كيفية سير الامور في لبنان وفي تذليل القطبة المخفية التي احدثت هذه «الخضة» بالتخلي عن رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي.

تكليف نواف سلام نقلة نوعية في الحياة السياسية اللبنانية

الى ذلك، يشكل تكليف القاضي نواف سلام نقلة نوعية في الحياة السياسية اللبنانية، نظرا الى كونه تبوأ منصبا رفيع المستوى دوليا وهو رئاسة المحكمة الجنائية الدولية، ويحظى باحترام دولي وعربي، بخاصة عند فرنسا والمملكة العربية السعودية. والحال ان بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، شعر المكون السني باحباط كبير، خصوصا انه رأى ان رؤساء الحكومات المتتالية لم يكونوا بحجم زعامة الحريري محليا ودوليا. اما اليوم ومع مجيء القاضي نواف سلام، شعرت القاعدة الشعبية السنية بأن موقع رئاسة الحكومة استعاد جزءا لا يستهان به من هيبته، رغم وجود فوارق بين نفوذ رفيق الحريري ونواف سلام، ورغم الظروف الداخلية والاقليمية المختلفة.

وفي هذا السياق، يؤسس تكليف نواف سلام لرئاسة الحكومة، الى دخول لبنان مرحلة سياسية جديدة من تاريخه، ستشمل نواحي كثيرة في مقاربة الشأن العام وتطبيق الاصلاحات الضرورية وترسيخ معادلات جديدة في السلطة.

مصدر مقرب من عين التينة: ما حصل «الاثنين» مراهقة سياسية عسى ألا تعتمد بالمرحلة المقبلة

من جهته، اختزل مصدر مقرب من عين التينة «احداث الاثنين» الماضي التي انتهت بتكليف القاضي نواف سلام رئاسة حكومة العهد الاولى بالقول ان الطريق الى تسوية الوضع ليست مقفلة، والمسألة هي مبدئية وباتفاقات جرى خرقها على نحو لا بد ان يثير التساؤلات حول خلفيات ما حصل. واشار هذا المصدر للديار الى عدم وجود اي تحفظات حول شخصية نواف سلام اطلاقا، بل ما حدث يعكس نوعأ من المراهقة السياسية التي اذا اعتمدت في المرحلة المقبلة لا بد ان تقود البلاد الى ازمات لا تحمد عقباها، في ضوء وضع اقليمي بالغ الدقة مثل ما هو بالغ الخطورة. واضاف: «نخشى ان يكون لهذا الوضع الاقليمي تداعياته على الساحة اللبنانية، وهذا يستدعي تحصين الجبهة الداخلية من خلال التوافق السياسي العام».

وحول ما اذا كان هناك وساطات لاعادة ضبط الايقاع، اجاب المصدر المقرب من عين التينة: ان المسألة لا تحتاج الى وساطات، اذ ان ثمة شخصيات عالمية وعربية على تواصل مع رئيس مجلس النواب بهدف شق الطريق امام لبنان الى مرحلة من الاستقرار والازدهار. وتابع ان الرئيس بري خاض معارك ديبلوماسية هائلة من اجل ايصال لبنان الى شاطئ الامان، وهو لن يتخلى عن هذه المهمة في هذه المرحلة البالغة الدقة.

انما في الوقت ذاته، رأى المصدر المقرب من عين التينة ان «احداث الاثنين» جعلت جهات داخل الثنائي تبدي تشددها حيال توزيع الحقائب الحساسة التي غالبا ما يتم التركيز على دورها من قبل جهات اقليمية ودولية، مؤكدا ان العلاقات بين عين التينة والسعودية ممتازة، كما ان هناك توجها من الطرفين من اجل التعاون لسلسلة الازمات التي تراكمت على مدى السنوات المنصرمة.

وبمعنى اخر، ان الرئيس بري الذي يدرك خطورة المشهد الاقليمي، تلقى تطمينات حاسمة بان عودة دونالد ترامب الى البيت الابيض لن يكون لها اي انعكاسات سلبية على المسار اللبناني، بل ان هناك تفهما لدقة ولحساسية هذا المسار.

ديبلوماسي عربي لـ«الديار»: انزعاج سعودي-فرنسي من زيارة ميقاتي لانقرة ولسورية!!!!

توازيا، الامر اللافت هو ما كشفه مصدر ديبلوماسي عربي لـ«الديار»، بان المملكة العربية السعودية انزعجت من زيارة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي لانقرة لتكريس بقاءه في السراي كما لو انه اعتراف بانتقال المرجعية السنية من السعودية الى تركيا برئاسة رجب طيب اردوغان. اما الجدير بالذكر، فهو ان ميقاتي لدى ترؤسه الحكومة المستقيلة، قال ان السعودية هي «قبلتي السياسية والدينية».

ولفت المصدر ذاته زيارة ميقاتي الى سوريا ولقاؤه الحاكم الجديد احمد الشرع، وابداء ميقاتي استعداده للتعاون مع الشرع تركت ذيولا سلبية لدى الفرنسيين الذين كانوا يؤيدون بقاءه رئيسا للحكومة في لبنان. وتجدر الاشارة الى ان علاقة الشرع مع فرنسا هي علاقة سلبية جدا، وقد اعلن في تصريح انه لن يقبل اي نفوذ فرنسي على سورية. وعليه، اثار لقاء ميقاتي بالشرع ريبة فرنسا التي «فرملت» دعمها لميقاتي واتخذت قرار التخلي عنه. وهنا يقول المصدر الديبلوماسي العربي ان تقاطعا سعوديا فرنسيا حصل حول استبعاد ميقاتي عن رئاسة الحكومة، والتوجه الى شخصية اخرى على غرار القاضي نواف سلام.

وامام هذه المعطيات، رأى المصدر الديبلوماسي العربي ان هذه المسالة المذكورة اعلاه، شكلت عاملا اساسيا في تجاوز تفاهم سابق حول بقاء ميقاتي في السراي الحكومية، بعد ان بذل الاخير جهودا ضخمة في الاشهر الماضية للحفاظ على اداء الدولة ضمن حدود معينة، لا سيما خلال الحرب بنتائجها الكارثية على المشهد اللبناني بشكل عام.

ولا يستبعد المصدر الديبلوماسي ان يقوم رئيس الحكومة المكلف بزيارة الرئيس نبيه بري في مقره في عين التينة، وان كان الاخير لا يريد للامور ان تأخذ هذا المنحى. ولكن في الحقيقة، الخروج من «احداث الاثنين» يستدعي نوعا من الاخراج الذي يعيد الامور الى مجراها ويحفظ كرامة الجميع. واذا تم ذلك، فعندئذ لن يذهب الثنائي الشيعي الى المقاطعة او لتعطيل مسار تشكيل الحكومة. وفي هذا المجال، اكد المصدر الديبلوماسي العربي ان هناك ضمانات بعدم التصعيد السياسي في هذا التوقيت، حيث تعطى الاولوية لانطلاق العهد نحو اعادة بناء الدولة، على امل ان ياخذ المشهد العام شكلا واعدا قبل حلول الصيف المقبل.

الطائفة الشيعية مستهدفة!

على الصعيد الشعبي، هناك شعور عند الطائفة الشيعية بانهم مستهدفون ومغبونون وكأنهم عادوا الى ايام الامام المغيب موسى الصدر، اي الى حركة المحرومين. وها هم اليوم اصبحوا مظلومين، بخاصة ان المقاومة بذلت اغلى التضحيات من اجل لبنان وارضه وسيادته، مقدمة الشهداء على مذبح الوطن من اجل ان يبقى لبنان حرا مستقلا. انما لسخرية القدر، بات الشيعة بين ليلة وضحاها، اعداء الوطن بنظر بعض الافرقاء اللبنانيين الذين ارادوا تناسي الشهداء الذين فدوا لبنان وشعبه بدمائهم من اطماع العدو الاسرائيلي.

ومن المؤسف ان يشعر الشيعة بالاقصاء مؤخرا، لان من يريد ان يبني وطنا حقيقيا لا يلجأ الى عزل اي مكون من المجتمع اللبناني. وفي هذا الاطار، حذرت مصادر مطلعة من استمرار الضغط على الطائفة الشيعية التي ستؤدي الى سقوط ورقة التوت عن شعار «الميثاقية الوطنية»، وبالتالي الى الانفجار، بخاصة ان الشيعة مكون كبير في الجيش اللبناني، وهذا الامر سيخل بالتوازن القائم داخل المؤسسة العسكرية. واشارت هذه المصادر انه ليس من مصلحة اميركا ولا فرنسا ان تنفجر الاوضاع، لانه في حال حصل ذلك فهذه المرة «لن تبقي ولن تذر».

من جانبه، لم يتوجه الرئيس نبيه بري امس الى مجلس النواب، مقاطعا الاستشارات النيابية غير الملزمة. وهذا دليل واضح على امتعاضه من الانقلاب على التفاهم الذي حصل مع الثنائي الشيعي، الا ان موقف الاخير لن يتبلور قبل لقاء رئيس الحكومة المكلف نواف سلام بالرئيس بري يوم الجمعة اي يوم غد.

في المقابل، لفتت اوساط سياسية للديار انه في حال قرر الثنائي الشيعي عدم المشاركة بحكومة نواف سلام، فعندئذ يمكن لرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وللرئيس المكلف القاضي نواف سلام ان يختارا حكومة تكنوقراط، تفاديا لضرب الميثاقية ولمواجهة مع الثنائي الشيعي سترتد سلبا على انطلاقة العهد الجديد.

القوات اللبنانية: مع انتخاب الرئيس عون وتكليف سلام دخلنا مشروع بناء الدولة

من جهتها، قالت المصادر في القوات اللبنانية لـ«الديار»، ان رئيس حزب القوات اللبنانية هو اول من رشح قائد الجيش العماد جوزاف عون لرئاسة الجمهورية، بعد تعذر حصول النائب ميشال معوض والوزير السابق جهاد ازعور على الاكثرية النيابية.

واكدت المصادر القواتية دعمها للعهد الجديد، مشيرة الى ان خطاب القسم اراح الناس بشكل كبير، وتمنت ان يكون برنامج الحكومة المرتقبة ترجمة للخطاب.

اما عن قول الثنائي الشيعي على لسان النائب محمد رعد بانهم تعرضوا لكمين، فقد دعت المصادر القواتية الثنائي لان يفضح بشكل واضح من وعدهم بتفاهم ما ثم نكس بالوعد. وتابعت ان القوات اللبنانية لم تتلق اي توصية من اي جهة، سواء داخلية او خارجية، بتسمية الرئيس نجيب ميقاتي او اي شخصية سنية اخرى، بل جل ما حصل اننا ايدنا المرشحين اشرف ريفي وفؤاد المخزومي، وقلنا اننا سنعمل على الاتفاق على مرشح واحد. وعند تعيين الاستشارات النيابية يوم الجمعة الماضي، بدأت كتلة الجمهورية القوية عملها على قاعدة من هو المرشح القادر على جمع اكثر نسبة اصوات. وعلى هذا الاساس، تنحى اللواء اشرف ريفي للنائب فؤاد مخزومي، كما قام الاخير بالتنحي للقاضي نواف سلام، بعد ان تبين ان لديه اصواتا كافية تخوله ان يكون رئيسا مكلفا.

====

Leave A Reply