الإثنين, نوفمبر 25
Banner

النهار : استعراض إيراني إستفزازي… والأفق الحكومي مقفل

‎لم تنفع مساحيق التجميل التي شاءها الأمين العام لـ”#حزب الله ” السيد #حسن نصرالله ‏تخفيفا لغلواء العرض الاستفزازي التي استباحت عبره طهران الساحة الدعائية والإعلامية ‏والديبلوماسية ال#لبنانية في الساعات الثماني والأربعين الماضية تعويضا عن عدم ‏انتقامها لقائد “لواء القدس” في الحرس الثوري الإيراني #قاسم سليماني في الذكرى ‏السنوية الأولى لاغتياله على يد القوات الأميركية في مطار بغداد. فاذا كان صحيحا ان ‏اجتزاء حصل لتصريحات قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني #علي حاجي زاده، ‏فلماذا انتظرت #ايران اكثر من يوم كامل موعد كلمة السيد نصرالله لتصحح الاجتزاء؟ ثم ‏كيف يكون هناك اجتزاء ورئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون الحليف الأول والاكبر ‏لـ”حزب الله ” لم يحتمل التجاهل والصمت الطويل على الاستفزاز والانتهاك الوقح للسيادة ‏اللبنانية واضطر الى الرد ولو بشكل ضمني ومقتضب وخجول على الجنرال الإيراني؟

في أي حال فان ما بدأه علي حاجي زادة بتأكيده ان لبنان كما غزة هما ساحة الصواريخ ‏الإيرانية وتاليا تباهيه ضمنا بانهما متراس النفوذ الإيراني الأساسي وساحة التهديد الجاهز ‏لإسرائيل والولايات المتحدة، أكمله السيد نصرالله نفسه بنبرة استعلائية سواء في تبريره ‏الفوري لاستعانة حزبه بالترسانة الإيرانية اواعتباره “المقاومة” المدعومة من ايران حامية ‏لبنان الحصرية، مع الزعم بانها مقاومة مستقلة تماما، او في تبنيه تصريحات زادة نفسها ‏ولو اتهم وسائل إعلامية بتحريفها. ومع ان لبنان بدا في مطلع السنة الجديدة غارقا من جهة ‏في أسوأ تداعيات الكارثة الوبائية مع استفحال بالغ الخطورة للتفشي الوبائي لفيروس ‏‏#كورونا، ومن جهة أخرى في التخبط السياسي المخيف امام ازمة انسداد مسار تاليف ‏الحكومة الجديدة، فان الاستفزاز الإيراني اخترق المشهد بقوة لكونه رسم علامات قلقة حيال ‏التوظيف الإيراني للكوارث اللبنانية واستغلال واقع السلطة المستسلم لنفوذ “حزب الله ” ‏في محاولات ايران استخدام لبنان ساحة لتطيير الرسائل نحو اعدائها وخصومها. ولكن ‏تصوير الحرس الثوري الإيراني للبنان ساحة استهداف صاروخية دفاعية عن ايران نفسها ‏احدث ارتدادات سياسية لبنانية حادة وأشعل عاصفة استنكارات دفعت الكثير من الأصوات ‏الى التساؤل عما سيكون عليه موقف رئيس الجمهورية من هذا الانتهاك السافر لسيادة ‏لبنان. وظهر امس مرر الرئيس عون تغريدة على “توتير” شكلت ردا خجولا مقتضبا على ‏التصريحات الإيرانية اكد فيها ان “لا شريك للبنانيين في حفظ استقلال وطنهم وسيادته على ‏حدوده وأرضه وحرية قراره “. كما لوحظ انه عقب عاصفة الردود والمواقف المستنكرة ‏للتصريحات الإيرانية ومطالبة رئيس الجمهورية باتخاذ موقف منها اصدر ” التيار الوطني ‏الحر” بدوره بيانا حمل فيه العصا من وسطها اذ تحدث من جهة عن “حق اللبنانيين في ‏الدفاع عن سيادتهم وارضهم في مواجهة إسرائيل او غيرها” ولفت في المقابل الى انه “لا ‏يجوز ان يكون دعم مقاومة اللبنانيين مشروطا بالتنازل عن السيادة الوطنية والانغماس في ‏ما لا شأن لهم به”. واذا كان بعض الردود على تصريحات زادة كرد النائب المستقيل مروان ‏حمادة ذهب الى حدود القول انه حان الوقت للمواجهة مع “حزب الله” وعدم ترك لبنان ‏رهينة في يد ايران، فان المظاهر التي عممها الحزب في ذكرى اغتيال سليماني اتخذت ‏طابع التعبئة الدعائية الواسعة مع رفع صور عملاقة لسليماني في انحاء عدة من الضاحية ‏وعلى طريق المطار وفي الجنوب والبقاع الشمالي. ولم يقف الامر عند كلمة نصرالله في ‏الرد على منتقدي كلام زادة بل ان المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان انبرى بدوره ‏الى مهاجمة المنتقدين والتباهي بان “صواريخ قاسم سليماني وقدرات طهران التسليحية ‏للمقاومة هي التي حسمت معارك التحرير والنصر وان لا سيادة من دون صواريخ ‏سليماني‎”.‎

الأفق الحكومي

ولم تغب دلالات البصمات الإيرانية في عرقلة مسار #تأليف الحكومة الجديدة عن هذا ‏التطور اذ تفرد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الى الربط بينهما مذكرا بان ‏ايران تنتظر ان تحاور الإدارة الأميركية الجديدة وتساءل “أليس من الأفضل ان يتحمل فريق ‏الممانعة مسؤولية البلاد مع شركائه ولماذا التورط في المشاركة حيث لا قرار لنا في شيء ‏؟‎”.‎

في كل حال بدا مسار تاليف الحكومة الجديدة في مطالع السنة الجديدة كأنه توقف تماما ‏عند المربع الأول وسط جمود وشلل غير مسبوقين في الحركة السياسية الداخلية وتراجع ‏الرهانات الى اقصى الحدود على أي وساطات بما فيها المبادرة الفرنسية لاعادة بث الحركة ‏في مسار تشكيل الحكومة. وأفادت معلومات “النهار”ان سفر الحريري الى الخارج كان ‏حصرا لهدف تمضية عطلة رأس السنة الجديدة مع عائلته ولم يرتبط باي جولات سياسية ‏في الخارج خلافا لما أشيع. وتشير هذه المعلومات الى انه يرتقب إعادة تحريك عجلة ‏الاتصالات والتحركات المتصلة بالاستحقاق الحكومي المجمد غداة عيد الميلاد لدى ‏الطوائف الأرمنية وبعد ان يكون الحريري قد عاد الى بيروت خلال الساعات الأربع ‏والعشرين المقبلة. ومع ذلك فان المعطيات المتوافرة لا تشير الى أي حلحلة وشيكة في ‏واقع التعقيدات القائمة امام تشكيلة الحريري اذ يبدو ان ساعة التأليف لم تحن بعد وحين ‏تضاء الإشارات الخضراء للتشكيل ربما لا تبقى التشكيلة التي أعدها الحريري وانجزها ‏وعرضها على رئيس الجمهورية عقدة كأداء كما تقول أوساط مطلعة‎.‎

Leave A Reply