بعد الحديث مؤخراً عن وجود عرقلات تقف حائلاً دون الإسراع في إنجاز المستشفى الميداني المقدم من قطر في منطقة صور والذي يمثل حاجة ضرورية في ظل تفشي جائحة كورونا، وبعد أن تم تخصيص مساحة في الحديقة العامة وتأهيل أرضيتها لتكون المكان الذي سيستضيف المستشفى الميداني، ظهرت مشاكل تقنية جديرة بالتوقف عندها.
وفي معلومات خاصة لموقعنا تبين أن هذا المستشفى لن يتم تركيبه في الحديقة العامة في صور لأنه من المفترض أن يكون ملحقًا بمستشفى قائم في المنطقة حسب طلب وزارة الصحّة للإستفادة من كافة الخدمات الطبيّة التي يفتقدها المستشفى الميداني، ولكن المشكلة تكمن بإيجاد المساحة بالقرب من إحدى المستشفيات لبنائه، وهذا الذي تعثّر بالقرب من مستشفيي جبل عامل وحيرام، بينما تمّ إيجاد أرض ملاصقة للمستشفى اللبناني الإيطالي في صور يعمل على التفاوض مع أصحابها.
وكما هو معلوم أن هذا المستشفى جاء هبة الى وزارة الصحة وتشغيله هو من مسؤوليتها، وفي ظلّ هذه المرحلة الذي تتزايد فيه أعداد الإصابات ويتم البحث عن أماكن شاغرة للمرضى يبقى خيار المستشفى الميداني بعيد المنال لفقدانه المقومات التي يجب أن يتمتع بها أي مستشفى يحمل على عاتقه تأمين رعاية صحيّة كاملة للمرضى حيث لكل منهما خصائصه وتجهيزاته المختلفة، فالتجهيزات غير كاملة وكلفة التشغيل بحاجة الى مصدر وطاقم العمل غير محدد بعد، عدا مشكلة توفر المواد الاستهلاكية اليومية، وبالتالي هو يصلح للفرز لا للمتابعة والعلاج، حيث أن كورونا تُحارب بالعناية الصحيّة وليس بتعريض المصابين الى الخطر.
وبحسب المعطيات التي حصلنا عليها، يظهر أن المستشفى الميداني الذي يضم 500 سرير يفتقر حقاً الى المقومات الأساسية لأي مستشفى آخر فأقل ما يحتاجه وجود حمامات للمرضى وللطواقم الطبية إذ ليس من المنطق أن يعبر المريض مسافات ليصل الى المستشفى الذي وضعت الخيمة إلى جانبه من أجل قضاء حاجته، عدا عن أن الخيم مفتوحة على بعضها البعض وكل سرير قريب من الآخر فإذا كان مستشفى ميداني مخصص لفيروس كورونا فأين الحجر المطلوب؟
السؤال من الذي سيترك مراكز الحجر الصحية المخصصة في المنطقة والمجهزة بأحدث المعدات وكاملة المقومات ولم تصل حتى الآن إلى نسبة الإشغال بحدها الأقصى، ليأتي الى خيمة مليئة بالشوائب بقدرات متواضعة؟