الثلاثاء, نوفمبر 26
Banner

قلق عربي على لبنان!

كشفت مصادر واسعة الاطلاع لصحيفة “الجمهورية” أنّ ‏‏”تواصلاً جرى بين مسؤول غربي كبير ومسؤول لبناني، خلال فترة ‏الأعياد، عكسَ نظرة تشاؤمية حيال مستقبل الوضع في لبنان، ولوماً ‏شديداً لِما سمّاه عدم مصداقية اللبنانيين وتخلّفهم عن تَحمّل ‏مسؤولياتهم تجاه لبنان، وتضييع الفرصة التي أتاحتها المبادرة ‏الفرنسية، والتي بدأ بعض القادة في لبنان يَتعاطون معها وكأنها قد ‏انتهت، من دون أن يكون في أيديهم بديل عنها.‏

هذه الصورة التشاؤمية أشارت اليها أيضاً الأجواء في جامعة الدول ‏العربية، حيث كشفت مصادر موثوقة لـ”الجمهورية” انّ أحد السفراء ‏العرب نقل الى كبار المسؤولين في لبنان أنّ المداولات التي أعقبت ‏زيارة الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي إلى ‏بيروت لم تكن مريحة تجاه الوضع في لبنان، وانّ الخلاصة التي تَلقّتها ‏الجامعة لم تكن مشجّعة بل مُقلقة، إذ تَبدّت أمام زكي الفروقات ‏الشاسعة بين اللبنانيين، وصعوبة الوصول الى تشكيل حكومة، بل انه ‏لم يسمع سوى كلام عام، امّا في التفاصيل فالفروقات عميقة جداً.‏

حيال هذه الأجواء سألت “الجمهورية” أحد كبار المسؤولين المعنيين ‏بملف التأليف: فقال: “صرنا نستحي من أنفسنا، ولم يبق لدينا ما ‏نقوله، وإن حكينا “يزعلون”، فليزعلوا… لا احد منهم يشعر بوَخزة ضمير ‏حيال هذا التعطيل فيما عمر البلد يقصر يوماً بعد يوم، واحتياطنا ينفد ‏ولن يدوم لاسابيع قليلة إن لم تتشكّل حكومة تباشر البحث عن مخارج ‏للأزمة، ووضع البلد بشكل عام كأنه يتحَضّر لأن يدخل الى الفرن ‏ليُشوى! ومع ذلك، لا احد يتكلم مع احد، ولا احد يبادر تجاه أحد، هذا ‏معطّل في الداخل، وذاك معطّل في الخارج، ولا احد يملك اي فكرة ‏عما قد يحصل. أنا أصبحتُ على يقين بأن الحكومة لن تتشكّل”.‏

ويضيف: “منذ اللقاء الاخير بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري ‏الذي عُقد قبل عيد الميلاد، لم يتحرّك ملف التأليف على الاطلاق، من ‏دون أن يقدم أيّ من الرئيسين تفسيراً لهذا التجميد المتعمّد الذي هو ‏قمة في الهروب من المسؤولية وقمة التعالي على البلد وأهله، فما ‏يحصل في ملف التأليف أمر معيب، وجريمة بحد ذاتها أن تتعطّل ‏حكومة يُراد لها ان تكون إنقاذية لواقع لبناني مرير، بأسباب وشروط ‏ومصالح شخصية، وجريمة أيضاً أن ينكفىء المسؤول عن واجبه، ‏ويتشَبّث بصَغائره، فهل يعلم معطّلو الحكومة انّ المواطن قد قرفَ ‏من هذا المَنحى، واشمأزّ من هذه السياسات، ولا تعنيه لا صلاحيات ‏ولا ‏بُكائيات على الدستور والمعايير، بل يعنيه أمر وحيد فقط وهو متى ‏سيصبح المسؤولون مسؤولين بالفِعل يؤمن لهم في إدارة شؤون ‏الدولة.‏

وخَلص المسؤول الى القول:”لن أتفاجأ أبداً إن عاد الشارع إلى ‏الإشتعال، لا بل أكثر من ذلك أنا أتوقّع تحرّكات على الأرض قد لا ‏تقتصر على فئة المحتجّين الذي نزلوا الى الشارع في 17 تشرين 2019 ‏بل ستشمل فئات أخرى، وسيكون لها حضور فاعل في الشارع الذي قد ‏يأخذ مساراً آخر في الإحتجاج إذا استمر الحال على ما هو عليه”.‏

Leave A Reply