الجمعة, نوفمبر 22
Banner

الديار: زحمةٌ واختلاط وارتفاع بأعداد مصابي «كورونا» يسبق الاقفال العام

كالعادة، وقبل كل اقفال عام تقرر الدولة اعلانه بغية السيطرة على تفشي وباء «كورونا»، يتهافت اللبنانيون وبأعداد كبيرة خلال الايام والساعات التي تسبق ساعة الصفر لانهاء اعمالهم المستعجلة وشراء حاجياتهم، ما يشكل عاملا اساسيا يرفع اعداد المصـابين التـي يتوقـع ان تواصل ارتفاعها على مدى اسبوع كامـل قبل ان نلمـس بعض التراجع في الايام والاسـابيع التـي سـتلي.

وفيما سجلت وزارة الصحة يوم امس 3620 اصابة بكورونا و17 وفاة، شككت مصادر نيابية بفعالية الاقفال العام وسط الإجراءات التي لا تزال غير مشددة، منبهة في حديث لـ«الديار» من «اننا بتنا ندور في حلقة مفرغة بحيث نعلن عن قرار الاقفال فيتهافت الآلاف للاختلاط قبل بدء العمل به، وبعده ونتيجة اجراءالمفرد والمجوز يزداد الاختلاط من دون ان ننسى لجوء اللبنانيين للحفلات داخل المنازل بسبب اقفال المطاعم والمقاهي، ما يعني اننا نوجه ضربة قاضية للاقتصاد من دون ان نتمكن من خفض اعداد المصابين الا لاسبوع او اثنين، ما يحتم تحمل المواطنين مسؤولياتهم والاهم قيام المستشفيات الخاصة بواجباتها لجهة تأمين اقسام واسرة لمرضى كورونا».

وكان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قد وقع يوم امس الموافقة الاستثنائية بالاغلاق الكامل اعتبارا من يوم الخميس 7 كانون الثاني الجاري ولغاية صباح الاثنين في الأول من شباط المقبل في اطار مواجهة انتشار «كورونا» في البلاد، وذلك بناء على اقتراح رئيس مجلس الوزراء واللجنة الوزارية المكلفة متابعة داء «كورونا». كما اعلن عون عن موافقته على اقتراح وزير الصحة، توقيع العقد مع شركة « فايزر» لشراء اللقاحات اللازمة، وهي تزامنت مع مواقف رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب على طلب وزير الصحة تفويضه توقيع العقد مع شركة «فايزر» لتأمين لقاح كورونا وذلك وفقًا للشرط الذي وضعته الشركة والذي يتطلب موافقة رئيسي الجمهورية والحكومة.

ولفت يوم امس ما اعلنه رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي لجهة مفاجأة اللجنة بالتدابير التي اتخذتها الحكومة والتي قال انها اتت مشابهة بالمرات السابقة ومع استثناءات كثيرة. وشدد على «أننا بوضع خطير وامكانياتنا اضعف بكثير من بريطانيا التي اعلنت الاغلاق الشامل» متوقعا ارتفاع اصابات كورونا في الايام الـ10 المقبلة، موضحاً أن الخوف من الاصابات الخطيرة لان لا اسرة فارغة في غرف العناية الفائقة.

وباجراء تصعيدي بوجه المستشفيات الخاصة التي ترفض تخصيص اقسام واسرة لمرضى «كورونا»،أعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن إستراتيجية التعاطي مع المستشفيات خلال المرحلة الطارئة من المنحنى الوبائي لجائحة كورونا. وتم إعطاء مهلة أسبوع للمستشفيات من أجل إستحداث أو تخصيص قسم ICU للكورونا تنتهي نهار الإثنين 11/1/2021 على ان يتم تخفيض تصنيف المستشفيات غير الملتزمة وتعليق العقود معها من قبل الهيئات والصناديق الضامنة كافة.

وبعكس المستجدات المتسارعة على خط «كورونا»، لا يزال الملف الحكومي في اجازة الاعياد، بانتظار عودة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الى بيروت لاعادة اطلاق عجلة المفاوضات الحكومية. وقالت مصادر قريبة من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لـ«الديار» ان «لا معطيات جديدة منذ اللقاء الاخير بين الرئيسين قبل سفر الحريري»، لافتة الى انهما «كانا يدرسان الصيغة المقترحة من الحريري وكانت هناك ملاحظات من الرئيس عون عليها مرتبطة بشكل اساسي بضرورة احترام الصيغة للمعايير الواحدة». واضافت المصادر: «كانت هناك اقتراحات من الرئيس عون اعرب الرئيس الحريري عن رغبته في درسها وجاءت العطلة».

وشددت المصادر على ان «الرئيس عون كان ولا يزال يتمسك بوحدة المعايير في توزيع الحقائب على الطــوائف واحترام مبدأ الاختصاص والخبرة والكفاءة والعدالة»، موضحة ان «في الصيغة المعروضة كانت هناك ثغرات كان من المفترض ان تعالج، لذلك من المفترض ان يستأنف النقاش من حيث توقف عند عودة الرئيس الحريري».

وبالامس، طمأن المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الى «أننا لم نتجاوز بعد المعدل الزمني العام لتأليف الحكومات في لبنان» مؤكدا ان «الثلث المعطل أو الضامن ليس هو العقدة على الإطلاق، إنما تبقى بعض التفاصيل وخصوصا أن العمل يتم على حكومة اختصاصيين في بلد عز فيه الاختصاص بعيدا عن السياسة». وقال: «اما بخصوص المبادرة الفرنسية، بعناوينها الكبرى لا تزال قائمة، ومن المرجح بعد تأليف الحكومة أن تكون هذه المبادرة وعناوينها بوصلة البيان الوزاري وبالتالي بوصلة العمل الحكومي، وسيكون هذا التوجه عنوانا لإنقاذ لبنان من الوضع القائم الذي نتخبط فيه».

وعلى خط المواقف السياسية، برز يوم أمس تصعيد قواتي غير مسبوق بوجه حزب الله.

فخلال لقاء عقد في المقر العام في معراب، رد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله وبالتحديد قوله إن المقاومة تحمي لبنان وتحافظ على حقوقه، ورد جعجع بالقول: «فبالله عليك يا سيد حسن فنحن لا نريد مـنك أن تحافــظ على لبنان ولا أن تحمي حقوقه. جل ما نريده منك هو عدم التعدي على لبنان واللبنانيين، إذ لم يسبق أن انتهكت سيادة لبنان كما هي منتهكة اليوم، ولم يســبق أن ذل الشعب اللبناني كما هو مذلول اليوم، ولم يسبق أن شهد البلد انهيارا كما هي الحال اليوم، ولم يسبق أن خسر لبنان صداقاته العربية والغربية كما هو حاصل اليوم، ولم يسبق أن تحول جواز سفر اللبناني إلى مهزلة على غرار ما هو عليه اليوم، وذلك كله بسبب مقاومتك».

ووضعت مصادر قريبة من حزب الله التصعيد القواتــي في اطار «تنفيذ اجندة وتعليمات اميركية»، مرجحة في حديث لـ«الديار» ان «نشهد المزيد من التصعيد والصراخ الذي لن يلبث ان يتلاشى مع استلام ادارة جو بايدن مقاليد الحكم في الولايات المتحدة الاميركية».

Leave A Reply